الرئيس الصيني: نشجع المزيد من شركاتنا على الاستثمار في جنوب شرق آسيا
مع اشتداد غارات الطيران السوري والروسي المشترك على مواقع سيطرة الفصائل المسلحة، المتمثلة بـ"هيئة تحرير الشام"، في كل من ريفي إدلب وحماة، وكذلك مناطق في حلب وحمص، تُثار تساؤلات حول مصير المعارك.. وإلى أين تتجه؟ وما جدوى الغارات الجوية؟ ومَن الذي سيحسم معارك شمال ووسط سوريا مع قرب دخولها لأسبوع كامل سريع حافل بالأحداث دون توقف، وإلى أين تتجه سوريا عموماً.
يقول الخبير السياسي السوري خورشيد دلي، في لقاء مع "إرم نيوز"، إن حماة منطقة استراتيجية مهمة، والسيطرة عليها تعني الوصول إلى حمص وباقي المناطق السورية غرب الفرات وصولاً إلى الحدود العراقية.
ويستبعد دلي السيطرة على حماة؛ لأن الجيش السوري وبدعم من حلفائه، ولاسيما إيران، سيحاولون بكل قوة منع حصول ذلك.
كما يقلل الخبير السياسي من عودة شبح الحرب الأهلية إلى سوريا، مؤكداً أن الخوف ليس من الحرب الأهلية، وإنما من غياب الحوار بين إدارات الكانتونات التي تشكّلت في سوريا.
وتالياً نص الحوار:
ماذا بعد تمكن الفصائل السورية المعارضة من حلب وإدلب.. ووصولها إلى تخوم حماة؟
من الواضح أن الهجوم الضخم الذي تشنه الفصائل خُطط له بعناية، وأُعد له أن يتوسع إلى مناطق أخرى.. ووصولها، خلال فترة قصيرة، إلى تخوم حماة يؤكد ذلك..
إلا أن من الواضح أن هذا الهجوم يواجه مقاومة لمنع السيطرة على حماة؛ إذ إنها مدينة استراتيجية مهمة، والسيطرة عليها تعني الوصول إلى حمص وباقي المناطق السورية غرب الفرات وصولاً إلى الحدود العراقية.. لذلك، أعتقد أن الجيش السوري وبدعم من حلفائه، ولاسيما إيران، سيحاولون بكل قوة منع حصول ذلك.
ما أسباب الهجوم المفاجئ على حلب أساساً؟ وماذا بشأن التوقيت الذي تزامن مع بدء هدنة لبنان؟
أسباب الهجوم تتعلق بسياسة تركية هدفها قلب المعادلات السابقة، بعد فشل مسار "أستانا" و"سوتشي"، وكذلك فشل الوساطة الروسية في الجمع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس السوري بشار الأسد..
أما التوقيت فهو غير بعيد عن حربي إسرائيل ولبنان، وكذلك بفوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، ومحاولة تركيا تقديم أوراقها له كلاعب إقليمي قادر على القيام بدور وظيفي في إطار الحلف الأطلسي من بوابة استهداف الدور الإيراني في سوريا والمنطقة عموماً.
ماذا بشأن امتداد المعركة من شمال سوريا إلى شرقها؟ وما مصير القواعد الأمريكية التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية؟ ومصير الأكراد عموماً؟
امتداد المعارك إلى شرق سوريا غير بعيد عما جرى في حلب. ولعل بسط قوات سوريا الديمقراطية "قسد" سيطرتها على "القرى السبع" في شرقي الفرات تعبير عن توجيه لترسيخ واقع التقسيمات الحاصلة في سوريا؛ ما يخلق واقعاً متكاملاً للانتقال من المركزية إلى شكل لا مركزي للحكم في سوريا..
أما بخصوص القواعد الأمريكية، فأعتقد أنها باقية لأسباب تتجاوز الأزمة السورية إلى المتغيرات والتطورات التي تحصل في المنطقة، ولذلك مصيرها مرتبط بتحقيق حالة من الاستقرار تضمن النفوذ الأمريكي.
ما الدور الروسي والإيراني في هذه المعارك؟ هل ستغيران معادلة الحرب؟
الدور الإيراني يختلف عن الروسي، رغم اتخاذ الطرفين من الساحة السورية منصة لتحقيق أجنداتهما..
بالنسبة لإيران، فالمعركة وجودية ولها علاقة بمشروع السيطرة على المنطقة، خاصة بعد تلقي أذرعها "حماس" و"حزب الله" ضربات قوية من إسرائيل..
أما بالنسبة لروسيا، فالأمر مختلف وله علاقة بالصراع مع الأطلسي، وهذا الأمر خاضع للمساومة انطلاقاً من بوابة أوكرانيا. ومثل هذا الأمر يجد طريقة إلى السياسة مع استلام ترامب سدة البيت الأبيض، والعلاقة الجيدة التي تربط الرئيسين: الروسي فلاديمير بوتين وترامب، الذي أعلن أنه لا يريد حروباً بعد اليوم.
هل هناك مخاوف من عودة شبح "الحرب الأهلية" إلى سوريا كما حدث في عام 2011؟
الحرب الأهلية وفق مفاهيمها أستبعدها، وإن حصلت ستكون محدودة، وذلك بسبب الكانتونات التي تشكلت، ووجود ما يشبه إدارة متكاملة عسكرية وسياسية وتنظيمية في كل كانتون..
وعليه، الخوف ليس من الحرب الأهلية، وإنما من غياب الحوار بين إدارات هذه الكانتونات، واحتمال تحول ذلك إلى صدام بينها.