الأردن يحظر كافة أنشطة "الإخوان" على أراضيه
شكل سقوط مدينة حلب وأريافها بيد المعارضة السورية المسلحة صدمة كبيرة لإيران، التي اعتبرت المدينة على مدار سنوات أحد أهم معاقل نفوذها العسكري والسياسي في سوريا.
فهذه السيطرة لا تعني فقط خسارة موقع جغرافي، بل تشير إلى احتمال تراجع أكبر في النفوذ الإيراني على مستوى سوريا ككل، وفقًا لخبراء ومراقبين.
حلب ليست مجرد مدينة في الشمال السوري؛ إنها بوابة استراتيجية تمثل عمق النفوذ الإيراني في سوريا. منذ بداية الصراع، زجت إيران بالحرس الثوري والميليشيات التابعة له، مثل حزب الله ولواء فاطميون، في معارك حلب، مما أظهر أهميتها القصوى لطهران.
وبرز هذا الدور في السنوات التي سبقت عام 2020، عندما تمكنت إيران من تحويل حلب إلى مركز للعمليات العسكرية.
خسارة حلب تعني أيضًا كشف الخلايا العسكرية الإيرانية التي كانت تنشط هناك، حيث تداولت فصائل المعارضة تسجيلات مصورة تظهر مقارًا ومواقع استخدمها الحرس الثوري الإيراني في المدينة.
لم تتأخر طهران في التحرك لمواجهة هذا التغير الكبير. وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، زار دمشق وأنقرة خلال أيام متتالية، مؤكدًا بقاء المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا "بناءً على طلب" الحكومة السورية. كما دعا إلى قمة ثلاثية بين إيران وتركيا وروسيا لمناقشة تداعيات الأزمة.
في الوقت ذاته، أعلنت مصادر سورية وإيرانية عن وصول ميليشيات عراقية مدعومة من إيران، أبرزها كتائب حزب الله ولواء فاطميون، إلى سوريا لتعزيز قوات النظام في معاركه ضد المعارضة المسلحة.
وتشير التقارير إلى أن هذه الميليشيات قد تمركزت في الخطوط الأمامية في مناطق حلب وحماة.
قال مصدر سوري مطلع إن فريقاً استشارياً إيرانياً وصل إلى دمشق ، بشكل عاجل، لمساعدة الحكومة السورية في مواجهة هجمات الفصائل المسلحة في شمالي سوريا.
وذكر المصدر لـ"إرم نيوز" أن الوفد يترأسه القائد السابق لقوات "فيلق القدس" في سوريا، الجنرال جواد الغفاري، وذلك بعد أربع سنوات على مغادرته سوريا وتعيين بديل عنه.
من أبرز الخيارات أمام إيران، إعادة التموضع العسكري، حيث تسعى طهران إلى استعادة زمام المبادرة عسكريًا من خلال إرسال تعزيزات من الحشد الشعبي العراقي وميليشيات أخرى إلى سوريا.
وتعتمد طهران أيضًا على خطوط إمداد برية عبر معبر البوكمال لتزويد قواتها والمجموعات المتحالفة معها بالمقاتلين والعتاد.
أما الخيار الآخر فهو اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية، وبالفعل دعت إيران إلى عقد قمة ثلاثية مع روسيا وتركيا بهدف تحقيق توازن جديد في شمال سوريا.
هذا التحرك يعكس رغبة إيران في تجنب صدام مباشر مع الأطراف الأخرى وتعزيز التنسيق.
وبحسب مراقبين، ستعمد طهران على إعادة بناء شبكات النفوذ في حلب والمناطق المحيطة من خلال تحريك ميليشياتها وإقامة شبكات دعم جديدة.
المعارضة المسلحة باتت تسيطر الآن على مدينة حلب وكامل أريافها الشمالية، والشرقية، والغربية، والجنوبية. كما تسعى إلى فتح جبهة جديدة باتجاه مدينة حماة، مما يزيد الضغط على إيران والنظام السوري.
كما أن الموقف الإقليمي والدولي يمثل تحديا أمام إيران التي تواجه ضغطًا متزايدًا من الدول الإقليمية، خاصة تركيا التي تدعم بعض فصائل المعارضة، ومن المجتمع الدولي الذي يراقب تنامي النفوذ الإيراني في سوريا.