عناصر في "الحشد الشعبي"
عناصر في "الحشد الشعبي"أ ف ب - أرشيفية

مصدر: إيران نصحت فصائل عراقية بعدم المشاركة في حرب لبنان المحتملة

أحمد عبد

كشف مصدر عراقي لـ"إرم نيوز" عن تلقي الفصائل المسلحة في العراق رسائل من طهران بعدم اشتراكها بشكل مباشر في معركة لبنان في حال قررت إسرائيل شن هجوم عسكري شامل على الجنوب اللبناني.

وتشهد جبهة جنوب لبنان، تصاعدًا في العمليات العسكرية المتبادلة بين ميليشيا حزب الله والقوات الإسرائيلية، في ظل الحديث عن قرار إسرائيلي لتنفيذ هجوم عسكري واسع.

وذكر بيان لمكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن تقييمًا جرى للجبهة الشمالية وعليه "تمت المصادقة وإقرار خطط عملياتية لهجوم في لبنان".

وأشار إلى اقتراب "اللحظة التي سنقرر فيها تغيير قواعد اللعبة ضد حزب الله ولبنان، في حرب شاملة، سيتم القضاء على حزب الله وسيُضرب لبنان بشدة".

ومع اقتراب شبح الحرب على الجنوب اللبناني، بدأت الفصائل المسلحة العراقية "الشيعية" استعداداتها لفصل جديد من المعارك الداخلية والخارجية، وتكرار تجربتها في الجبهة السورية عندما قاتل المئات من عناصر هذه الفصائل في غالبية المعارك التي خاضها الجيش السوري بدءًا من دمشق غربًا وصولًا إلى دير الزور شرقًا.

هي حرب محور واحد، والعراق جزء من هذا المحور، ونحن داخلون بهذه الحرب فعلًا
كتائب سيد الشهداء

وقال قيادي في أحد الفصائل المسلحة، لـ "إرم نيوز"، إن غالبية الفصائل المسلحة المرتبطة بما سمّاه "محور المقاومة"، بدأت استعداداتها العسكرية واللوجستية والفنية لوضع خطة المشاركة في الحرب اللبنانية حال قررت إسرائيل شن الهجوم على جنوب لبنان.

وأضاف القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه واسم الفصيل الذي يمثله، أن طهران جست نبض الفصائل العراقية وأن فصائل عديدة أبدت استعدادها للقتال في لبنان، لـ"دوافع عقائدية"، وكذلك "رد جميل حزب الله" عندما وقف إلى جانب العراق في الأيام الأولى من حربه مع داعش عام 2014، وفق تعبيره.

كذلك أعلن كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، أحد الفصائل المسلحة "الشيعية" في العراق، استعداد ما سمّاها "فصائل المقاومة العراقية" دخول أي حرب تندلع بين حزب الله وإسرائيل.

وقال "هي حرب محور واحد، والعراق جزء من هذا المحور، ونحن داخلون بهذه الحرب فعلًا".

رسائل من طهران

وكشف مصدر مطلع داخل منظومة "فصائل المحور"، الـي تقودها إيران في كل من سوريا والعراق، عن "تلقي الفصائل المسلحة العراقية خلال اليومين الماضيين رسائل من طهران بعدم اشتراكها بشكل مباشر في معركة لبنان".

وأكد المصدر لـ "إرم نيوز"، أن "حزب الله أبلغ طهران بأفضلية عدم إشراك العراقيين على الأرض، لأسباب لوجستية وأمنية".

ويرى مراقبون أن ذهاب إيران نحو ضبط الفصائل العراقية وعدم التصعيد يأتي من منطلق حرصها على التهدئة الأمنية لحدودها، لأن أي تصعيد في العراق يمكن أن يجر طهران لويلات الحرب.

طهران تعي جيدًا أن أيَّ حرب عسكرية واضطرابات أمنية جديدة في العراق لن تنجو منها هذه المرة
علي المحمداوي، محلل سياسي

المحلل السياسي، علي المحمداوي، قال إن "المعطيات على الأرض تشير إلى تراجع إيران ودورها في المنطقة بعد مقتل (الزعيم البارز قاسم) سليماني، وعدد كبير من قادتها العسكريين العاملين في سوريا والعراق، وهي لن ترغب اليوم بدخول حرب عسكرية مفتوحة مع واشنطن وتل أبيب".

وأضاف لـ "إرم نيوز"، أن "طهران تعي جيدًا أن أيَّ حرب عسكرية واضطرابات أمنية جديدة في العراق لن تنجو منها هذه المرة، لا سيما أن دلالات التصعيد الداخلي للجماعات المعارضة في إيران باتت تأخذ منحى أكبر من ذي قبل".

وقال الخبير العسكري علي الشمري لـ "إرم نيوز"، إن "الفصائل المسلحة العراقية تخضع من الناحية العسكرية للإملاءات الإيرانية، وهذا لا يجري في الخفاء، ولن تتحرج منه حتى تلك الفصائل، فهي من أسستها وجهزتها لذا تسيطر عليها إلى درجة كبيرة".

ويرى الشمري أن "الحديث عن عدم رضا حزب الله اللبناني عن مشاركة الفصائل العراقية على الأرض، إنما ينبع من التقييم الاستخباري العالي لحزب الله، فهو يمتلك أكثر من 100 ألف مقاتل على الأرض بحسب التقارير الدولية".

وأضاف: "لذا لا يحتاج حزب الله لأن ينشغل بمعركة (الأمن الوقائي) وضبط عدم تسريب قيادات الفصائل الميدانيين للمعلومات الحربية بقصد أو دون قصد".

وذكر أن "الدوائر المغلقة للفصائل المسلحة أو حتى للجيوش النظامية هي أفضل طريقة لضبط إيقاع عملية تسريب الخطط وحركات القطعات والاختراقات الاستخبارية للعدو، فكلما ضاقت الدائرة وانحصرت في الثقات كانت عملية ضبط المعلومات أسهل بكثير".

الحكومة العراقية

من جهتها بدأت الحكومة العراقية بقيادة محمد شياع السوداني، حراكًا للحد من تداعيات الحرب في لبنان على العراق، وسعت بشكل مباشر أو عبر وسطاء لإقناع الفصائل المسلحة بعدم الانجرار وراء حرب لبنان حال اندلاعها.

مصدر بدرجة مستشار داخل حكومة السوداني، كشف لـ" إرم نيوز"، عن "رسائل عديدة أرسلها رئيس الوزراء لقيادات الفصائل المسلحة من جهة، وطهران من جهة أخرى، تقضي بعدم السماح لأحد لجر العراق إلى حرب قد تشمل المنطقة برمتها".

وأضاف أن "حكومة السوداني سعت خلال الفترة الماضية إلى تهدئة التوترات الأمنية في العراق والمنطقة، عبر انفتاحها على المحيط الإقليمي العربي من جهة وواشنطن من جهة أخرى، وأقنعت الفصائل بوقف عملياتها في كل من العراق وسوريا على حد سواء".

أخبار ذات صلة
مصادر لـ"إرم نيوز": إيران "تجس نبض" العراق بشأن اندلاع حرب جنوبي لبنان

وظهر موقف العراق المتخوف من ارتدادات الحرب اللبنانية واضحًا، حين قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني علي باقري كني، في بغداد بتاريخ الـ13 من حزيران الجاري، "إذا اندلعت حرب هناك، ستتأثر المنطقة برمتها، وليس لبنان فقط".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com