البعثة الدبلوماسية الروسية لدى باكستان: محاولة اغتيال للسفير الروسي بلغم أرضي

logo
العالم العربي

"دبلوماسية العقاب".. كيف ستتعاطى الجزائر مع "فرنسا الجديدة"؟

"دبلوماسية العقاب".. كيف ستتعاطى الجزائر مع "فرنسا الجديدة"؟
عبد المجيد تبون وإيمانويل ماكرونالمصدر: رويترز
17 سبتمبر 2024، 10:41 م

تطفو العلاقات الجزائرية الفرنسية على سطح الأحداث مع تشكّل واقع سياسي جديد في فرنسا، ويعتبر متابعون أنّ الجزائر قد تعمد إلى اتخاذ خطوات دبلوماسية تهدف إلى "عقاب" فرنسا.

وقال الباحث في تاريخ الاستعمار والعلاقات الفرنسية الجزائرية، لوران دوبوا لـ"إرم نيوز"، إن الجزائر تستعد لتوجيه "ضربة جديدة" لفرنسا في مجال العلاقات الدبلوماسية، موضحاً أنه على ما يبدو أن الجزائر قد لجأت إلى استخدام "سلاح الهجرة" كوسيلة لمعاقبة باريس. 

إجراء جزائري

ووفقاً لصحيفة "لوجورنال دو ديمانش" الفرنسية، قامت الجزائر مؤخراً بتقييد إصدار التصاريح القنصلية التي تسمح بترحيل المواطنين الجزائريين الذين يعيشون في فرنسا بشكل غير قانوني. 

وقال المحلل السياسي الفرنسي، إن هذه الإجراءات الجديدة تأتي في سياق تصاعد التوترات بين الجزائر وفرنسا، والتي تعود إلى دعم باريس لموقف المغرب في قضايا الهجرة، وفق تعبيره.

ورأى لوران دوبوا أن القرار الجزائري يعكس تصعيداً ملحوظاً في العلاقات بين البلدين، كما يعكس تحركاً استراتيجياً يهدف إلى الضغط على فرنسا من خلال استخدام ملف الهجرة كأداة للانتقام، بحسب قوله.

أخبار ذات علاقة

بعد تعيين بارنييه.. اليمين الفرنسي يصعّد ضد الجزائر في ملف الهجرة

 وأشار لوران دوبوا إلى أن الجزائر تسعى من خلال هذه الخطوة إلى توجيه رسالة قوية إلى باريس، مفادها أنها "لا تتسامح مع التدخلات في شؤونها أو مع دعم أي سياسات تتعارض مع مصالحها الوطنية" وفق تعبيره.

ولفت الباحث السياسي الفرنسي المتخصص في العلاقات الفرنسية الجزائرية إلى أن فرنسا في المقابل، تسعى إلى تهدئة الأوضاع وتعزيز التعاون الثنائي، ولكن يبدو أن الجزائر مصممة على "استخدام كل الوسائل المتاحة لها لتحقيق أهدافها السياسية".

وأوضح لوران دوبوا أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا تظل في مرحلة حساسة، ومن غير الواضح كيف ستؤثر هذه الإجراءات على الوضع العام للهجرة والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين في المستقبل القريب.

سوء فهم

وفي المقابل، قال الباحث السياسي الفرنسي المختص في دراسة تأثيرات الذاكرة التاريخية على السياسة والعلاقات بين الجزائر وفرنسا، سيريل كيرزنر لـ"إرم نيوز" إنه "في ظل التوترات الأخيرة بين الجزائر وفرنسا فإن فرضية لجوء الجزائر إلى "سلاح الهجرة" قد تكون مبنية على سوء فهم للأحداث، وفق تعبيره.

وأضاف سيريل كيرزنر أنه "على الرغم من الشائعات التي انتشرت حول قيام الجزائر بتقييد إصدار التصاريح القنصلية التي تسمح بترحيل المواطنين الجزائريين غير الشرعيين من فرنسا، فإن الواقع يبدو مختلفاً"، موضحاً أن السلطات الجزائرية لم تعلن عن أي سياسة رسمية تهدف إلى استخدام الهجرة كأداة لمعاقبة فرنسا.

وأشار سيريل كيرزنر إلى أنه "في الحقيقة، تأتي الإجراءات الجزائرية في سياق أوسع من السياسة الدبلوماسية، ولا تتعلق مباشرة بالانتقام من فرنسا، مضيفاً أن الجزائر وفرنسا تعملان على معالجة القضايا المتعلقة بالهجرة بشكل منفصل، ولا تعكس هذه الإجراءات استجابة سريعة لأحداث محددة.

وأوضح سيريل كيرزنر أن الجزائر قد تكون قد اتخذت بعض التدابير لتعديل نظام إصدار التصاريح القنصلية لأسباب تتعلق بالإدارة الداخلية وتوجيه الموارد بشكل أكثر فعالية، وليس من أجل استخدام الهجرة كوسيلة ضغط ضد فرنسا. 

ووفقاً للباحث السياسي الفرنسي تعكس هذه الإجراءات ربما محاولة من الجزائر لتحسين إدارة ملف الهجرة وتسهيل إجراءات القنصلية بما يتماشى مع مصلحة المواطنين الجزائريين.

وتابع أن "فرنسا تسعى في الوقت نفسه إلى الحفاظ على العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون مع الجزائر، وتبذل جهوداً لتفادي التصعيد في العلاقات الثنائية، بينما تظل القضايا المتعلقة بالهجرة جزءا من النقاش بين البلدين، فإن الجزائر لا تسعى إلى استخدامها كأداة لمعاقبة فرنسا".

ودعا الباحث السياسي الفرنسي إلى متابعة دقيقة لضمان استقرار العلاقات وتفادي أي سوء فهم قد يؤثر على التعاون الثنائي في المستقبل، وفق تقديره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC