عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
العالم العربي

السودان.. ماذا تعني سيطرة "قوات الدعم السريع" على الفولة؟

السودان.. ماذا تعني سيطرة "قوات الدعم السريع" على الفولة؟
21 يونيو 2024، 4:19 م

أعلنت "قوات الدعم السريع" في السودان، يوم الخميس، بسط سيطرتها على مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان الغنية بالنفط وذلك بعد معارك مع الجيش السوداني الذي أُجبر على التراجع شمالًا إلى مدينة النهود.

وكانت مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان تحتضن مقر قيادة اللواء 91 مشاه التابع للفرقة 22 ومقرها مدينة "بابنوسة" التي تتعرض هي الأخرى لحصار من قبل قوات الدعم السريع منذ مايو/ أيار الماضي.

ردة فعل

وأكدت مصادر سياسية لـ"إرم نيوز" أن استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة الفولة يأتي كرد فعل على ظهور قيادات أهلية من قبيلة المسيرية التي تقطن المنطقة، في بورتسودان الأسبوع الماضي ومقابلتها لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

وأوضحت أن القيادات الأهلية التي قابلت قائد الجيش الأسبوع الماضي تتبع لنظام الرئيس السابق عمر البشير، وأنها وعدت البرهان خلال اللقاء باستنفار مقاتلين من أبناء قبيلة المسيرية للقتال في صفوف الجيش ضد "قوات الدعم السريع".

ووفقًا للمصادر فإن "قوات الدعم السريع" بسيطرتها على مدينة الفولة فإنها قطعت الطريق على منسوبي حزب المؤتمر الوطني المحلول الذين كانوا يخططون لتحويل المدينة إلى مقر قيادة لتجميع المستنفرين للقتال ضدها.

وطبقًا لقوات الدعم السريع في بيان على منصة "إكس"، فإن "مدينة الفولة حاضرة ولاية غرب كردفان، كانت في موضع الاستثناء، إلا أنها اضطرت لتحريرها بعد تزايد نشاط فلول النظام البائد ومحاولات ضعاف النفوس والأرزقية المتاجرة باسم أهالي غرب كردفان الشرفاء".

سلطة مدنية

وتوقع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ابوعبيدة برغوث، أن تقوم "قوات الدعم السريع" بتعيين سلطة مدنية على ولاية غرب كردفان بعد سيطرتها على الفولة، أسوة بما فعلته في الجزيرة ودارفور.

وأوضح لـ"إرم نيوز" أن ولاية غرب كردفان غنية بالموارد النفطية والزراعية والحيوانية الأمر الذي يتطلب وجود سلطة لإدارة هذه الموارد، مشيرًا إلى أن عناصر النظام السابق حاولوا استغلال هذه الموارد في استنفار المقاتلين لدعم الجيش السوداني ضد "قوات الدعم السريع".

وأضاف أنه "حال تمكنت قوات الدعم السريع من بسط الأمن والاستقرار في ولاية غرب كردفان فإنها مرشحة لتكون نموذجاً في الوضع الاقتصادي والتنموي نظرًا للموارد التي تتمتع بها".

واستبعد وقوع صدامات عرقية في المنطقة باعتبار أن الولاية تقطنها قبيلة المسيرية ذات الوجود الواسع في صفوف "قوات الدعم السريع"، موضحًا أن من ظهروا في بورتسودان لتأييد الجيش هم من عناصر حزب المؤتمر الوطني المنحل وليس لهم قبول وسط المجتمع.

وقال إن قوات الدعم السريع قطعت الطريق على مخططات الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش لإشعال مناطق سيطرتها في كردفان، كما يمكنها قطع خطوط إمداد الجيش من المقاتلين من أبناء كردفان.

بُعد استراتيجي

ويرى أن سيطرة "قوات الدعم السريع" على الفولة تعني بسط نفوذها على كامل ولاية غرب كردفان، وفتح الطريق بين كردفان وإقليم دارفور حتى الحدود مع دولتي تشاد وأفريقيا الوسطى، كما باتت تسيطر على 90% من الحدود مع دولة جنوب السودان.

وأكد أن السيطرة على الفولة ستجعل "قوات الدعم السريع" تنطلق لتشديد الخناق على مواقع تواجد الجيش في النهود وبابنوسة والأبيض.

وتقع مدينة الفولة في الجزء الجنوبي الغربي لإقليم كردفان، تحدها من الشرق ولاية جنوب كردفان ومن الشمال الغربي ولاية شمال دارفور ومن الجنوب الغربي ولاية شرق دارفور ومن الشمال ولاية شمال كردفان ومن الجنوب دولة جنوب السودان.

وتعد ولاية غرب كردفان من أغنى الولايات من حيث الموارد حيث يوجد بها عدد من آبار النفط كما تمر بها خطوط الأنابيب الرئيسة لنفط دولة جنوب السودان والنفط المنتج من حقول دارفور، ما يجعل "قوات الدعم السريع" متحكمة فعلياً في مناطق الإنتاج.

تراجع الجيش

وبعد سيطرة "قوات الدعم السريع" على الفولة، انحسر وجود الجيش السوداني في ولاية غرب كردفان في مدينتي "بابنوسة" التي تحتضن مقر قيادة الفرقة الـ22 مشاة، و"النهود" التي تحتضن مقر اللواء 81 حيث سبق واستقبلت ذات المدينة قوات الجيش المنسحبة من منطقة "أم كدادة" بشمال دارفور.

كما يوجد الجيش السوداني بأعداد قليلة ببعض حقول النفط في "بليلة وهجليج والميرم" من خلال اتفاق سابق بين قوات الدعم السريع وزعماء الإدارات الأهلية في تلك المناطق، وفق مصادر "إرم نيوز".

وتوقعت المصادر أن تنسحب قوات الجيش السوداني من تلك المناطق بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفولة، وعدم التزام بعض القيادات الأهلية بالاتفاق الذي ينص بالبقاء على الحياد وعدم الانضمام للجيش السوداني.

في المقابل باتت قوات الدعم السريع تنتشر في كامل ولاية غرب كردفان عدا مدينتي "النهود وبابنوسة" حيث يمتد انشارها شرقًا حتى مشارف مدينتي "الدلنج والأبيض" المحاصرتين، وغربًا حتى إقليم دارفور الواقع تحت سيطرتها بالكامل عدا مدينة الفاشر.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC