انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا جراء عدة أعطال
عرض الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، مقطع فيديو قال إنه لزعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار وعائلته خلال تنقلهم في نفق أسفل مدينة خان يونس جنوب القطاع، تم تصويره في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، بعد بضعة أيام من شن حماس هجوماً واسعاً على البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية المتاخمة لغزة.
وفي حين نجح الجيش الإسرائيلي في اغتيال شخصيات سياسية وعسكرية بارزة في حماس وفي أعلى هرم جناحها العسكري، خلال نحو أربعة أشهر من الحرب، ظل السنوار عنواناً بارزاً لأهداف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة؛ إذ تتهمه إسرائيل بأنه العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر، كما أنه المسؤول الأول في حماس عن موقف الحركة من اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
ويثير الفيديو الذي عرضه الجيش الإسرائيلي تساؤلات حول ما إذا كان قد اقترب بالفعل من الوصول إلى السنوار، أو أن الغرض منه تقديم إنجاز إعلامي وإكساب أنشطة الجيش مزيداً من الأهمية في جنوب قطاع غزة، خاصة بعد العملية الأخيرة في مدينة رفح، والتي تم خلالها تحرير رهينتين من الاختطاف دون المساس بحياتهما.
مطاردة تحت الأرض
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، في مؤتمر صحفي، أن أهمية الفيديو ليست في ذاته، بل في دلالته على أن الجيش الإسرائيلي يقترب أكثر من الوصول إلى السنوار، مضيفاً "الجيش الإسرائيلي عازم على القبض على السنوار، والوصول بالفعل إلى المجمع الذي كان يختبئ فيه".
وقال إن "فيديو السنوار هو نتيجة عملية المطاردة التي يقوم بها الجيش له"، مضيفاً "لن تتوقف المطاردة حتى نلقي القبض عليه حياً أو ميتاً".
ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من شهرين، عملية برية واسعة، اجتاح خلالها جميع مناطق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، التي يعتقد أن السنوار يختبئ فيها، كما تشير تقديرات أمنية إسرائيلية إلى أن عدداً كبيراً من الرهائن محتجزون في المدينة.
المؤشرات التي تدل على أن السنوار يعمل كقائد ويدير القتال تتلاشى يوماً بعد يوميديعوت أحرنوت
وتشير المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أن السنوار بات خلال الآونة الأخيرة يتحرك بوتيرة متسارعة، ويغير من أماكن اختبائه في أنفاق تحت الأرض، وبات أكثر حرصاً على إنهاء الحرب من أجل إنقاذ حياته في ظل تضييق الخناق حوله، بحسب ما تقول صحيفة "يديعوت أحرنوت".
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي وصل إلى ما لا يقل عن أربعة أنفاق كان يقيم فيها السنوار في خان يونس، واضطر إلى الهروب منها.
كما لفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي تمكن من اعتقال عدد من أقارب السنوار خلال اجتياح خان يونس، بمن في ذلك أشخاص في الدائرة الأولى من كبار مسؤولي حماس، وقال المتحدث باسم الجيش إنهم "يزودوننا بالكثير من المعلومات الاستخبارية في التحقيقات".
أهداف أخرى
وحول الأهداف التي يمكن أن تحققها مطاردة السنوار، قالت الصحيفة: "يعتقد الجيش الإسرائيلي أن تكثيف العمل لمطاردته قد يؤدي بشكل مباشر إلى إطلاق سراح الرهائن من خلال اكتشاف أماكنهم، حتى لو لم يكن دفعة واحدة، ويخلق ضغطاً كبيراً عليه للإسراع نحو التوصل لوقف إطلاق النار".
وأضافت "تشير تقديرات الجيش إلى أنه خلال المرحلة من الحرب، سيتم تصفية عضو كبير واحد على الأقل من حماس في قطاع غزة، مثل السنوار نفسه، وشقيقه محمد القيادي البارز في الجناح العسكري لحماس، والقائد العام للجناح العسكري لها محمد الضيف ونائبه مروان عيسى".
وتابعت أن "المؤشرات التي تدل على أن السنوار يعمل كقائد ويدير القتال تتلاشى يوماً بعد يوم، وإن الورقة الوحيدة المتبقية بين يديه هي الرهائن الأحياء الذين يحتجزهم، ويستخدمهم كأداة قاسية في المفاوضات للحفاظ على قوة حماس في قطاع غزة".
وأوضحت أن "الجيش الإسرائيلي يقدر أن هناك أكثر من 1500 فتحة نفق في قطاع غزة، تمتد لمئات الكيلومترات، ويبدو أن السنوار يختبئ في أماكن معدة مسبقاً لمطاردة تستمر أشهراً، إلى جانب مسؤولين كبار آخرين لم يتم القضاء عليهم".
وقالت الصحيفة إنه "في إسرائيل كان هناك جدل حول ما إذا كان سيتم نشر الفيديو، الذي شوهد فيه السنوار، وجاء قرار الكشف عن الفيديو في نهاية المطاف، نتيجة لتقييم أن هذا من شأنه أن يزيد الضغط على حماس".