ترامب يقرر إلغاء وكالة أمريكية تموّل مشاريع للبنى التحتية في أفريقيا
وصف مصدر سياسي لبناني مقرب من حزب الله الأحاديث المتواترة عن "وقف إطلاق نار قريب" على الجبهة اللبنانية، بأنه "غبار إعلامي كثيف"، مشيرا إلى أن إشاعة هذه التطمينات ما هو إلا ستار لعمليات أمنية إستراتيجية تحضر لها إسرائيل والولايات المتحدة في كل من إيران والعراق، وبطبيعة الحال لبنان.
وقال المصدر لإرم نيوز، إن إسرائيل، وبدعم غير محدود من إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، تجهز لتوسيع العمليات العسكرية بعيدا عن خط الحدود العصي على الاختراق حتى الآن. مضيفا أن "ما هو غير ممكن برا يمكن تحقيقه في كثير من مناطق لبنان التي لا وجود فيها لقوات المقاومة" على حد تعبيره.
وأكد المصدر أن حزب الله يوكل أمر المفاوضات لرئيس مجلس النواب نبيه بري ويثق به، ولكنه يتعامل مع هذه الأخبار على أنها مجرد مناورة وخداع من قبل الإسرائيليين، وأن أي حل سياسي على الجبهة اللبنانية كما تروج له العديد من المصادر الإسرائيلية هو "غير واقعي".
هدف اليمين الإسرائيلي
ويقول المصدر المحسوب على الحزب إن الخيار الإسرائيلي لا يزال هو الحرب وليس وقف إطلاق النار، لافتا إلى أن الطبقة الحاكمة اليوم في إسرائيل أحيت خطة قديمة تتبلور اليوم مع وصول اليمين الحريدي إلى السلطة في إسرائيل، مشيرا إلى أن "هدف الإسرائيليين اليوم هو احتلال لبنان وصولا لبيروت، بهدف فرض منطقة أمنية منزوعة السكان تمتد حتى نهر الأولي".
ويلفت إلى أن هذه الخطة قديمة، وهي تتجدد مع تبلور قوة وانفراد اليمين الحريدي في السيطرة على السلطة في أكثر من موقع نفوذ في الدولة العميقة التي يتصارع بداخلها التيار التقليدي العلماني مع الوافد الجديد الذي يقوده تيار عريض وعميق، في المجتمع الاستيطاني، ويمثله سياسيا وفكريا بنيامين نتنياهو".
وذكر المصدر أن "أصحاب هذا الفكر الاستيطاني كانوا يخشون صواريخ الحزب البالستية الدقيقة، ولكنهم حاليا يعتقدون أنهم تخلصوا من أغلبها، وأن ما بقي منها لا يكفي لردعهم، لهذا يتحسس الإسرائيلي بالنار وبالمجازر ردود الحزب ولم يجد ما يردعه حتى الآن".
و أوضح المصدر أن إسرائيل غير مرتدعة، واكتسبت ثقة كبيرة بعد نجاحاتها السابقة من خلال توجيه ضربات قاصمة لحزب الله، وهي تعتقد بأنها قادرة على فعل ما تشاء، ووصلت قيادتها إلى درجة من الغرور أكبر من أي رعب صاروخي كان يفعل فعله سابقا، لكنه حتى اليوم لم يثبت فعاليته رغم إطلاق عشرات الصواريخ الدقيقة على تل أبيب وحيفا.
جس نبض موسكو
المصدر يلفت إلى نقطة "في غاية الأهمية"، كما يقول، وهي الزيارة التي يقوم بها وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى كل من موسكو وواشنطن.
ويرجح أن زيارة ديرمر إلى موسكو كانت لفهم موقف الأخيرة من عملية عسكرية على حدود لبنان وسوريا، وربما لإبلاغ الروس أن نتنياهو يعتبر إطلاق موسكو لقمرين صناعيين صنعا في إيران بمثابة جهد عدائي موجه لاسرائيل، لأنهما قمران عسكريان برأي اسرائيل.
ويقول إن وزير الشؤون الإستراتيجية لم يذهب لروسيا لأجل وقف إطلاق النار، بل لأجل تعطيل الخدمات التي تدفع بها موسكو لطهران ثمن موقفها من كييف.
ويضيف أن مبعوث نتنياهو ليس في رحلة لنشر السلام مع لبنان من واشنطن، بل لعرض خارطة أحلام نتنياهو وفريقه المتطرف، على ترامب الذي قال نتنياهو إنه اتصل به 3 مرات بعد فوزه في الانتخابات، وبأنه سيلتقيه قريبا.
ويضيف بأن أي عمليات أمنية تنوي إسرائيل تنفيذها ضد "محور المقاومة" تحتاج فيها لمشاركة واشنطن ومصادرها الاستخبارية والعسكرية.
لهذا، يتوقع المصدر ومن خلفه حزب الله، تصعيدا على كل الجبهات في محاولة لتحويل أحلام اليمين الإسرائيلي إلى واقع.
وختم المصدر بأن هذه الحرب تقودها واشنطن قبل تل أبيب، وتستخدم أوسع قدرات الخداع السياسي التي تملكها للإيحاء بأنها لا تريد حربا شاملة، في حين أنها تخوضها منذ السابع من أكتوبر جنبا إلى جنب مع تل أبيب، وفقا للمصدر السياسي اللبناني.