18 قتيلا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة
مع دخول حرب السودان عامها الثالث، تتوالى التقارير والأدلة التي تُفيد بتورط الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان والميليشيات "الإخوانية" التابعة له بجرائم حرب من تنكيل وتعذيب واغتصاب على مختلف جبهات القتال مع قوات الدعم السريع السودانية، وصلت إلى استخدام الأسلحة المحرمة دوليا بوجه المدنيين العزّل والنساء والأطفال.
وفي أحدث تطور وُصف بـ"الخطير"، كشفت جهات فنية مختصة ومعتمدة أن الجيش السوداني، وبالتعاون مع جماعة الإخوان في السودان، استخدم أسلحة كيميائية محرّمة دوليا في معارك القصر الجمهوري وولايات أخرى، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية واتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، بحسب وسائل إعلام سودانية ودولية.
ووفقا لمعلومات تكشّفت مؤخرا بحسب تلك الوسائل، فإن الميليشيات المتحالفة مع الجيش السوداني استخدمت للمرة الثالثة على الأقل غازات سامة "محرّمة دوليا" ضد الدعم السريع، آخرها في معركة القصر الجمهوري بالخرطوم؛ ما أسفر عن إصابات خطيرة بين مقاتلي الدعم السريع والمدنيين.
وأكدت مصادر سودانية مطلعة أن عبد الفتاح البرهان أعطى أوامر مباشرة باستخدام الأسلحة المحرّمة دوليا، في محاولة لوقف تقدم الدعم السريع واستعادة السيطرة على مواقع استراتيجية، وذلك في ظل تصاعد نفوذ الإخوان والميليشيات داخل الجيش، حيث باتت صاحبة القرار العسكري؛ ما يشكل تهديدا فعليا لمستقبل السودان تحت حكم الميليشيات، بحسب محللين ومراقبين.
عثر سكان محليون في منطقة الكومة، وهي واحدة من المواقع التي شهدت استخدام هذه الأسلحة من قبل ميليشيات البرهان، على براميل لم تنفجر تنبعث منها روائح غريبة وكريهة، بحسب ما وثّقته مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع مؤخرا؛ ما يعزّز الأدلة على أن جيش البرهان استخدم ذخائر تحتوي على مواد كيميائية قاتلة، حيث أفاد بعض الضحايا الذين تعرضوا لهذه الغازات بشعورهم باختناق شديد، وحروق في الجلد، وفقدان وعي مفاجئ، وهي أعراض تتطابق مع استخدام الغازات السامة المحظورة عالميا.
ومن جانبه، قال مستشار الدعم السريع السابق، يوسف عزت، في منشور على منصة "إكس"، إن جهات فنية معتمدة أكدت أن ميليشيات الحركة الإسلامية التي دخلت القصر الجمهوري استخدمت أسلحة وغازات محرّمة دوليا.
وأضاف عزت: "هناك معلومات مثبتة مسبقا تفيد بأنه تم ترحيل أسلحة كيميائية محرّمة دوليا إلى السودان من العراق في بداية القرن الحالي، بعد قرار تفتيش مفاعلات العراق من قبل خبراء الأمم المتحدة. وقد تم نقل تلك الأسلحة تحت ستار عقد تجاري لتوريد اللحوم للعراق، عبر وزارة التجارة".
وفي رواية أخرى، كشفت تقارير إعلامية سودانية، بناءً على معلومات استخباراتية مسرّبة، أن الأسلحة الكيميائية المحرّمة التي استخدمها الجيش السوداني دخلت إلى البلاد بوساطة إيرانية، وتم تخزينها في مواقع سرية قبل نقلها إلى جبهات القتال، مشيرة إلى أن استخدام هذه الأسلحة لم يكن قرارا فرديا، بل كان جزءا من خطة مدروسة لقطع الطريق أمام التحول المدني الديمقراطي في البلاد وفرض واقع جديد في السودان بقوة السلاح "المحرّم دوليا".
ومطلع العام الجاري، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على البرهان بسبب ارتكاب الجيش السوداني، بقيادته، هجمات مميتة بحق المدنيين، واستهداف المدارس والأسواق والمستشفيات؛ الأمر الذي اعتبره خبراء ومراقبون انتصارا للمدنيين ودعما لشهاداتهم على فظائع الجيش.
أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها حديثا عناصر من الجيش السوداني وهي ترتدي أقنعة واقية من التسمم الكيميائي وتطلق كبسولات غازية تحتوي على غاز الخردل المحرّم دوليا، مستهدفة مناطق سكنية خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.
وفي مقطع آخر، ظهر ضابط سوداني يعرض ما وصفه بـ"سلاح فتاك"، وهو عبارة عن كبسولات غازية سامة "موسومة" على حد تعبيره.
وقال الضابط إن الجنود المكلّفين باستخدام هذا السلاح هم عبارة عن مهندسي حرب، حيث يوجهون "الكبسولة" نحو هدفها بدقة.
نقل تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، عن مسؤولين استخباراتيين أمريكيين، أن الجيش السوداني استخدم الأسلحة الكيميائية ضد قوات الدعم السريع مرتين.
وأشار التقرير إلى أن الجيش يعتزم نشر المزيد من هذه الأسلحة المحرّمة دوليا في العديد من المناطق؛ ما يهدد حياة المدنيين، وهو ما يترجم تهديد البرهان في بداية الحرب عندما قال: "سنستخدم أسلحة مميتة".
وفي حين أشارت تقارير إلى استمرار سيطرة الدعم السريع على مخازن استراتيجية للأسلحة في غرب الخرطوم، هدّدت إحدى المنصات التابعة للجيش باستخدام غاز وأسلحة كيميائية في الأنفاق والمناطق التي تنطلق منها قوات الدعم السريع في وسط وشرق الخرطوم.
الأسلحة البيولوجية:
جرى منع استخدامها في اتفاقية دولية صدرت عام 1972، وتحظر إنتاج وتخزين الأسلحة التي تُستخدم فيها مركّبات بكتيرية، حيث تعتبر أكثر فتكا بالإنسان مقارنة بأي سلاح آخر.
الغازات السامة:
يمتصّها الجسم، وتنتقل بسرعة إلى الدورة الدموية، مؤدية إلى الموت غالبا بفعل فقدان قدرة المصاب على التنفس.
الألغام:
لم توقّع دول مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين على معاهدة أوتاوا لحظر الألغام، فيما وافق 123 بلدا على توقيعها، ولا تشمل الألغام المضادة للدبابات، حيث تكمن خطورتها في قدرتها التدميرية المُهلكة.
القنابل العنقودية:
تحظر معاهدة دولية، جرى الإعلان عنها في دبلن عام 2008، استعمال الذخائر العنقودية، وكذلك إنتاجها وتخزينها ونقلها.