ترامب يقول إنه يعتزم التحدث إلى بوتين خلال الأيام المقبلة
يرى خبراء أن بيان "تنظيم القاعدة" الاستنكاري للهجمات الأمريكية المتواصلة على الحوثيين، "دليل إضافي على حجم تغوّل الأجندة الإيرانية ونفوذها الواسع على قرار التنظيم في اليمن".
وأدان "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، في بيان، الحملة العسكرية الجوية التي تشنّها الولايات المتحدة في اليمن، التي قال إنها "قتلت أطفالا ونساء، بحجة استهداف قيادات حوثية".
واعتبر التنظيم أن الحرب بين الولايات المتحدة وإيران وأذرعها هي "حرب مصالح وتوازن القوى بين الفريقين، مهما عُنونت بعناوين براقة ومسميات عربية وإسلامية، ومهما اكتست برداء الدفاع عن القضية الفلسطينية".
واتهم البيان واشنطن بـ"دعم الحوثيين والدفاع عنهم وإنقاذهم في العديد من جبهات القتال في اليمن، وأبرزها في الحديدة ونهم، ومحاولة فرضهم كقوة سياسية في اليمن، قبل تدخلهم في أحداث غزة".
ووصف الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، سعيد الجمحي، البيان بأنه تأكيد على حضور التنظيم ومتابعته لما يجري من تطورات للأوضاع المتوترة في المنطقة، يُقدم من خلاله قراءته الخاصة بالمستجدات الجارية في اليمن.
وقال الجمحي لـ"إرم نيوز"، إن "القاعدة" وجد في بيانه، فرصة للرد على اتهامه بالتقارب مع الحوثيين مؤخرا؛ "من خلال عدم استنكاره استهداف الحوثيين، بل الأبرياء، واعتبار الضربات الأمريكية مؤامرة أمريكية – شيعية ضد أهل السنة، وبالتالي نفى ضمنيا أي علاقة تربطه بهم".
ومن جهته، قال الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية الأصولية، محمد بن فيصل، إن هذا هو البيان الثاني الذي يستنكر فيه "القاعدة"، استهداف ميليشيا الحوثيين، "لكن الطرح في البيان الأخير، كان أذكى من سابقه"، من وجهة نظره.
وقال بن فيصل، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن وصف التنظيم الضربات الأمريكية بأنها "جزء من مخطط صليبي يستهدف الأمة الإسلامية، يتناسق مع ما أشار إليه زعيم التنظيم، سيف العدل (المقيم في إيران)، في كتابه بشأن أحداث البحر الأحمر وغزة، من تحالف خفي بين حركة الشباب الصومالية وتنظيم القاعدة في اليمن والحوثيين".
وذكر أن سيف العدل فلسف في كتابه عدم تورط أمريكا بحرب عسكرية على الأرض في اليمن، بأنه يعود إلى مخاوفها من استهداف قواعدها العسكرية المتواجدة تحت مرمى من أسماهم بـ"المجاهدين" في الصومال وميليشيا الحوثيين التي أشار إليها بالشعب اليمني.
وبحسب بن فيصل، فإن ذلك إشارة إلى أن نهاية الحوثيين تشكّل تهديدا وجوديا لتنظيم "القاعدة" في اليمن.
وتابع أن "القاعدة لعب في بيانه الأخير على استهداف الأبرياء والأطفال، لتبرير موقفه أمام الحواضن السنّية، وذلك لتمرير رسائل تتعلق بالمعركة القادمة التي دعا إلى توحيد الصفوف من أجلها، إلى جانب استغلال ذلك في حشد المقاتلين والأموال".
وأشار بن فيصل، وفقا لمصادره الخاصة، إلى أن البيان قوبل باعتراضات داخلية باعتباره تناقضا صارخا، وذلك لأن التنظيم اعتبر مقتل الأطفال والنساء في صفوف خصمه داعش، نصرا له وعقوبة من الله لداعش، بينما يصف الآن مقتل الأبرياء في صفوف الحوثيين بالمخطط الصليبي.
وبيّن بن فيصل أن هذا التباين والازدواج في خطاب "القاعدة"، الذي قال إنه "بات واضحا لدى شريحة واسعة من عناصره، يعود إلى الأجندة الإيرانية، التي أصبحت تسيطر على التنظيم، خصوصا فرعه في اليمن".
ويعتقد الباحث المتخصص في الجماعات الإرهابية، عاصم الصبري، أن موقف التنظيم "الشعبوي" الأخير، يفتح نوافذ جديدة من التعاون مع الحوثيين، في ظل تلاقي مصالحهما في كثير من النقاط، مثل زعزعة الاستقرار في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، واستهداف القوات العسكرية المناوئة لكليهما.
وبيّن الصبري في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن التنظيم لا يستطيع إدانة الهجمات على الحوثيين بشكل واضح وصريح، ومن ثم استنكرها باعتبارها تستهدف الأبرياء، وهذا هو الشيء الرئيس في البيان لتبرير موقفه".
وبرأيه، فإن إشارات البيان إلى "حرب صليبية" و"تمكين الحوثيين"، مجرد نقاط ثانوية، تستهدف عواطف فئات معيّنة من المجتمع المحلي، فضلا عن كونها محاولة لنفي الشبهات المثارة عن العلاقة المتنامية بينهما، بعد تدفق أسلحة الحوثيين من طائرات مسيّرة وتقنيات عسكرية حديثة إلى تنظيم "القاعدة"، لضمان استمرار عملياته ضد القوات الحكومية.
