إعلام روسي: مقتل مسؤول رفيع بانفجار سيارة في العاصمة موسكو
تستعد بغداد لإرسال وفد أمني جديد إلى دمشق، في محاولة لكسر حالة الجمود التي تعيشها العلاقات بين البلدين رغم مرور أشهر على تشكيل الحكومة السورية الجديدة.
ورغم الانفتاح العربي على سوريا عقب التغيرات السياسية، لم تشهد العلاقات العراقية-السورية تقدمًا كبيرًا، فقد اقتصرت التحركات على زيارات أمنية حذرة ومحادثات لم تسفر عن نتائج ملموسة.
وأرسلت بغداد دعوة رسمية إلى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، إلا أن الزيارة لم تُنفذ حتى الآن، وسط تضارب الروايات حول الأسباب الحقيقية للتأجيل، في ظل قلق سوري من التقارير التي تحدثت عن مخاطر أمنية محيطة بالزيارة والتهديدات المحتملة من بعض الجماعات المسلحة في العراق.
وكشف عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، مختار الموسوي، أن "بغداد تخطط لإرسال وفد أمني جديد إلى دمشق للتباحث حول مجموعة من القضايا المهمة، منها تأمين الحدود المشتركة، ومعالجة أوضاع مخيم الهول الذي يضم عائلات عناصر تنظيم داعش، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، والعمل على حماية المراقد الدينية وضمان أمنها".
وأضاف الموسوي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "التوجس العراقي من زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى بغداد نابع من القلق بشأن بعض الأعمال والممارسات التي حدثت أخيراً ضد بعض الطوائف في سوريا، ما قد يؤثر سلبًا في الوضع في العراق".
وأشار إلى أن "ارتباط الشرع ببعض الجماعات المسلحة في السابق يعد عاملًا مؤثرًا في قرار بغداد بالتريث قبل المضي قدمًا في تعزيز العلاقات مع دمشق. فالحكومة العراقية تسعى لضمان أن تكون هذه العلاقات ضمن إطار رسمي ومؤسساتي، بعيدًا عن التدخلات غير الرسمية أو الأجندات الخاصة".
وكشف رئيس جهاز المخابرات العراقي، حميد الشطري، في تصريحات الأحد الماضي، عن تفاصيل من مباحثاته السابقة مع الرئيس السوري أحمد الشرع، فقد أشار إلى أن بغداد قد وجهت رسائل مباشرة إلى الإدارة السورية الجديدة، تناولت الجوانب الأمنية بشكل أساسي.
وأضاف أن العراق لم يكن يدعم نظام بشار الأسد بقدر ما كان يهتم بمعرفة البدائل في حال حدوث تغييرات في سوريا.
وفي تعليق نقلته الوكالة الرسمية "واع"، أوضح الشطري أن "العراق وسوريا مترابطان بشكل وثيق"، مشيرًا إلى أن ما يحدث في سوريا يؤثر مباشرة في العراق، والعكس بالعكس.
وأضاف أن العراق قد وجه رسائل أمنية واضحة إلى سوريا حول التهديدات التي تمثلها بعض الجماعات المتطرفة.
تأمل أوساط عراقية أن تُسهم زيارة الوفد الأمني الجديد إلى دمشق في إذابة الجليد بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك، خصوصًا في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة حاليًا.
وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، طالب الرئيس السوري أحمد الشرع بتجنب ما وصفها بـ"التصريحات الطائفية".
وأضاف الصدر أن "تجنب هذه التصريحات من شأنه أن يعزز وحدة الصف الإسلامي، ويشكل خطوة مهمة نحو تعزيز الموقف الإسلامي والعربي في مواجهة الاعتداءات (الصهيوأمريكية) على سوريا ولبنان وغزة".
في هذا السياق، يرى الباحث في الشأن السياسي، بلال السويدي، أن "سوريا أصبحت محورًا رئيسيًا لتلاقي العلاقات العربية، ومن المهم أن يبادر العراق لفتح صفحة جديدة مع دمشق. فالعزلة عن سوريا قد تؤدي إلى عزلة بغداد عن المحيطين الإقليمي والعربي".
وأضاف السويدي في حديثه لـ"إرم نيوز" أن "التعاون مع سوريا لن يقتصر على الجانب الأمني فحسب، بل سيمتد ليشمل مجالات اقتصادية واستراتيجية أخرى، مثل تعزيز التبادل التجاري وتأمين الحدود المشتركة، والتنسيق لمواجهة التحديات المشتركة كالإرهاب والتهريب".
وأكد أن "الفرصة سانحة أمام العراق ليصبح جزءًا من مشروع إقليمي أكبر".
عاصفة من الجدل.. عناصر من الأمن العراقي يدوسون العلم السوري #إرم_نيوز #العراق #سوريا
Posted by Erem News - إرم نيوز on Tuesday, January 28, 2025
وأشار السويدي إلى أن هذه الفرصة تتطلب بناء رؤية عراقية مستقلة، بعيدة عن التأثيرات الإقليمية، مع ضرورة تصحيح المسار الذي تحاول بعض الفصائل المسلحة فرضه، والذي يسعى إلى عزل العراق بممارسات غير بناءة.