صحة غزة: ارتفاع عدد القتلى إلى 921 منذ استئناف إسرائيل ضرباتها على القطاع
كشف وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، عن طرح بغداد اتفاقية جديدة مع واشنطن، قيد الدراسة، تتضمن ما أسماها بـ"الشراكة الامنية المستدامة"، داعيا في الوقت ذاته لبقاء القوات الأمريكية في سوريا.
وأكد مصدر عسكري رفيع المستوى لـ"إرم نيوز" حديث العباسي.
وكشف المصدر عن "تقييمات أمنية أجرتها لجان مختصة قدمت تقارير للقيادة السياسة تؤشر على مكامن آثار سلبية ستخلفها عملية انسحاب القوات الأميركية من العراق كليًّا في ظل هذا التوقيت الحرج في المنطقة".
وقال، شريطة حجب اسمه، إن "التقييمات الأمنية للقيادات العسكرية كان لها شقان بتقييم الوضع الأمني، الأول داخلي فيما يخص التهديدات الإرهابية على المدن القصبات، التي تعد جيدة جداً بعيد سيطرة الأجهزة الاستخبارية على مجريات الأحداث الداخلية ومسك القوات الأمنية للقواطع وسيطرتها عليها، لذا لا يوجد خطر داخلي".
وأضاف: "وفيما يتعلق بالتهديدات الخارجية التي قد تتمثل بخطر الجماعات من سوريا أو دخول العراق بأي حرب خارجية، فإن البلاد ستكون عاجزة على مواجهة أي اعتداء دولي بسبب نقص الدفاعات الجوية المتمثلة بالطيران والمضادات الجوية، وحتى القوى البرية تعاني من نقص بالدبابات والمدفعية وغيرها من الأسلحة الثقيلة".
لذا، وبحسب المصدر، فإن "اللجان الأمنية المختصة ترى ضرورة لبقاء القوات الأمريكية على الأقل خلال السنوات القليلة المقبلة، لا سيما مع متغيرات مجريات الأحداث في المنطقة والاضطرابات على الحدود، إذ تستطيع القوات الأمريكية توفير حماية وفق اتفاقيات أمنية يمكن عقدها".
وكانت بغداد وواشنطن عقدتا في أيلول 2024 اتفاقية لتنظيم انسحاب القوات الأمريكية من قواعد في العراق في مرحلة أولى تستمر حتى أيلول 2025، ثم من إقليم كردستان، بحلول أيلول 2026، إلا أن تطورات الأحداث في سوريا أرجأت تلك الاتفاقية.
ودفع تغيير النظام السياسي في سوريا الحكومة العراقية إلى إجراء مراجعات شاملة لعملية انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، لا سيما أن جل المصادر السياسية تؤكد تراجع رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، بشكل أولي عن تطبيق تلك الاتفاقية، خصوصاً مع تولي، دونالد ترامب، كرسي الرئاسة في الولايات المتحدة.
وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، أعلن عن طرح اتفاقية أمنية جديدة مع الولايات المتحدة، ضمن المباحثات الرسمية القائمة بين البلدين حول رسم أطر جديدة لعلاقتهما، مشيراً إلى أنه يفضل بقاء القوات الأمريكية في سوريا حالياً.
وأكد في تصريح صحفي أن "هناك اتفاقية أمنية جديدة مع أمريكا، ونعتقد أنها لا تزال قيد الدارسة، وهي ستنص على إيجاد شراكة أمنية مستدامة والتعاون الاستخباري".
ويرتبط العراق مع الولايات المتحدة بما يسمى "اتفاقية الإطار الاستراتيجي" التي تم توقيعها عام 2009، والتي بموجبها انسحبت القوات الأمريكية من البلاد عام 2011، لكنها عادت بعيد سيطرة تنظيم "داعش" على الموصل عام 2014 لقيادة التحالف الدولي لمحاربة التنظيم في كل من العراق وسوريا.
وتطرق العباسي خلال تصريحاته إلى التطورات الإقليمية الجارية خصوصاً في سوريا، وتأثيرها على العراق، مشيراً إلى أن "الفراغ الذي حصل في سوريا بعد الأحداث الأخيرة أجبرنا على تعزيز حدود العراق".
وأعرب عن موقفه من الأوضاع الراهنة في الدولة الجارة، بقوله "نفضل بقاء القوات الأمريكية في سوريا لحين بناء الجيش السوري".
وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، قد توقع بقاء القوات الأمريكية في العراق والمنطقة في ظل العهدة الجديدة للرئيس دونالد ترامب، خاصة في ضوء ما تشهده المنطقة من نزاعات وتحولات جذرية، خصوصا في سوريا.
المستشار السابق في وزارة الدفاع العراقية، معن الجبوري، توقع "عدم سحب الولايات المتحدة قواتها من العراق في المدى القريب"، معللاً ذلك "لإبقاء الضغوط على الجانب الإيراني".
وقال الجبوري لـ"إرم نيوز"، إن "هناك جهة سياسية محددة ترتبط بأجندات خارجية هي من تدفع الحكومة لإخراج القوات الأمريكية من البلاد، ولم نسمع من الأمريكان طوال لقاءاتنا بهم على المستوى الأمني أي حديث عن رغبة بالانسحاب، بل على العكس دائماً ما يتحدثون عن مخاطر داعش وضرورة الاستمرار بمقاتلة التنظيم".
وأشار إلى أنه "رغم عائدية القرارات داخل البرلمان، فإن عملية الحاجة لبقاء القوات الأمريكية من عدمها تحددها القيادة العسكرية لا السياسية، لأنها تعي جيداًَ الموقف الأمني واستعداد القوات للمواجهة والحاجة لوجود قوات مساندة أم لا".
