logo
المغرب العربي

ما دلالات الاستقالات والانقسامات داخل الأحزاب التونسية؟ (فيديو إرم) ‎‎

ما دلالات الاستقالات والانقسامات داخل الأحزاب التونسية؟ (فيديو إرم) ‎‎
12 مارس 2020، 3:19 م

تشهد الأحزاب السياسية في تونس انقسامات غير مسبوقة بعد أشهر قليلة من إجراء الانتخابات التشريعية، ما بات يهدد التجربة الديمقراطية خاصة أن الانقسامات ضربت أحزابا ذات وزن سياسي كبير في البرلمان، مثل حركة "النهضة" وحزب "قلب تونس"، وفق محللين.

وقال المحلل السياسي مراد علالة: إنّ منطق الغنيمة داخل الأحزاب السياسية هو الذي أدى إلى هذا الوضع، موضحا أن "بعض الشخصيات الاعتبارية التي لا تجد نصيبها في المغنم الذي كسبه الحزب تكون ردة فعلها التمرد على الحزب، ومثال ذلك ما حصل في حركة "النهضة" حيث إن القيادي المستقيل عبد الحميد الجلاصي قلّص من مسؤولياته الحزبية داخل الحركة بعد تشكيل حكومة الحبيب الصيد سنة 2015، وأعاد الكرة هذه المرة بمجرد تشكيل حكومة إلياس الفخفاخ.

وأضاف علالة لـ "إرم نيوز" أنّ "الأمر ذاته في حزب قلب تونس، فبمجرد الخروج من دائرة تشكيل الحكومة والتذبذب في التموقع في المعارضة حصلت استقالات مدوية داخل الحزب".

وأكد علالة أنّ أزمة الأحزاب ستلقي بظلالها على المشهد السياسي عامة سواء في الحكم أو في المعارضة، موضحا أنه إن قُدّر لهذه الحكومة أن تنجح فبفضل حزامها السياسي وإن فشلت فبسبب الأحزاب التي كوّنتها، معتبرا أن "هذه الأحزاب التي لن تنضج ولم تراعِ دقة المرحلة تواصل العراك والتلاسن فيما بينها.

وأضاف قائلا: "بالنسبة إلى المعارضة أيضا كنا نمنّي النفس بأن تكون المعارضة قوية؛ لأنّ الديمقراطية تقتضي ذلك، فمثلما نلمس تشرذما في الحزام السياسي للحكومة نرى انقسامات مقابلة أيضا في المعارضة، واصفا الأمر بأنه خطير على الديمقراطية"، بحسب تعبيره.

وخلص علالة إلى اعتبار أنّ وجود أحزاب سياسية مهتزة فيها انشقاقات سيُحرج رئيس الحكومة على المستوى السياسي والأخلاقي وسيُضعفه؛ لأنّه لن يجد فريقا حكوميا متضامنا، وحتى في الشارع لن يجد صدى لعمله"، بحسب تأكيده.

وقال المحلل السياسي باسل ترجمان من جانبه لـ "إرم نيوز": إنّ أطرافا عديدة تقف وراء الاستقالات داخل الأحزاب، وإنه "عندما تكون هناك خلافات حول ملفات أساسية تكون الانقسامات داخل الأحزاب، إضافة إلى أن كثيرا من هذه الأحزاب بعيد عن الرؤى والأهداف الموحدة، مثل حزب "قلب تونس" الذي يمثل تجمعا لعدد من المشتبه بهم في ملفات فساد، وبالتالي فإنّ نهايته ستكون وشيكة، وفق قوله.

واعتبر ترجمان أن نفس المشهد القديم (عقب انتخابات 2011 وبعد انتخابات 2014) يتكرر، وقال: إنّ "الأحزاب التي بُنيت على باطل لن يبقى لها وجود، وأيضا الأحزاب العقائدية ستنهار رويدا رويدا كما هو حال حركة "النهضة" التي تضعف شعبيتها من استحقاق انتخابي إلى آخر؛ لأن هناك تضاربا في المصالح، بحسب وصفه.

وأضاف ترجمان أنّ "السؤال الذي يُطرح اليوم في حزب "قلب تونس" الذي يقدم نفسه على أنه حزب الفقراء، هو: ماذا قدّم خلال أربعة أشهر من مشاريع قوانين للفقراء والمستضعفين في تونس؟، معتبرا أنّ مثل هذه الأحزاب تشكل تهديدا خطيرا للتجربة الديمقراطية.

وعلّق المحلل السياسي سرحان الشيخاوي على ما تشهده الأحزاب السياسية من استقالات بالقول: إنّ "هذا كان منتظرا خاصة أنّ هذه الأحزاب لم تُبنَ على أسس فكرية وعلى ثوابت مشتركة بين قيادتها وقواعدها، وهي أحزاب تفتقر لمؤسسات، وقد تم تأسيسها لخوض سباق انتخابي فقط لا للممارسة السياسية الشعبية"، بحسب قوله.

وأضاف الشيخاوي لـ "إرم نيوز" أنّ "هذه الأحزاب ليست قريبة من الطبقات الشعبية بل تم إعدادها على عجل لخوض السباق الانتخابي فقط، وهذا ما فجّر الخلافات داخلها بعد أربعة أشهر فقط من إجراء الانتخابات التشريعية في تونس".

وبخصوص مآلات الصراع داخل هذه الأحزاب، قال الشيخاوي إنّها ستكون "كبيرة ولها تأثيرات في مستوى الممارسة السياسية في تونس، خاصة أنها ممثلة برلمانيا ولها كتل برلمانية وازنة، وهذا ما يضفي اختلالا على المشهد البرلماني وقد يدفع إلى العمل ببطء شديد في مستوى الممارسة التشريعية"، بحسب تعبيره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC