التايمز: حقبة "الماكرونية" السياسية تحتضر في فرنسا

ذكرت صحيفة "التايمز"، أن قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالدعوة إلى انتخابات مبكرة بعد هزيمة حزبه في الانتخابات الأوروبية، كان خطًأ فادحًا وسوء تقدير كبير، مشيرة إلى "انتهاء حقبة الماكرونية السياسية في فرنسا"، بعد نتائج الانتخابات التشريعية.

وقالت الصحيفة البريطانية، في تقرير، إن ثقة ماكرون المفرطة، وسوء تقديره للمشاعر العامة أدّيا إلى تقليص دوره خلال الفترة المتبقية من ولايته، موضحة أن قرار ماكرون الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة كان مدفوعًا بالإحباط بسبب عرقلة البرلمان لأجنداته الإصلاحية.

ورأت الصحيفة أن ماكرون فشل في إدراك أن كراهية العديد من الناخبين له شخصيًا طغت على أي تقدير لإنجازاته السياسية، مثل خفض معدلات البطالة، والاقتصاد المزدهر، والقيادة الأوروبية الفعّالة.

 

"غطرسة ماكرون"

أشارت "التايمز" إلى تاريخ الرئيس الفرنسي السياسي ووصوله إلى السلطة العام 2017 دون خبرة انتخابية أو حزبية، بفترة ولاية ناجحة في البداية، إذ سنّ سلسلة من الإصلاحات ووضع نفسه كلاعب رئيس على المسرح الأوروبي.

بموازاة ذلك، سعى ماكرون إلى رعاية حركة سياسية جديدة أسماها "إلى الأمام"، قادرة على جذب الدعم من مختلف الأطياف الأيديولوجية والتجمع حول برنامج "وسطي عملي". 

واستذكرت الصحيفة انهيار أغلبيته البرلمانية في العام 2022؛ ما شكّل انتكاسة كبيرة لرؤيته السياسية الطموحة ذاهبة إلى أن أسلوب قيادته المتسلط وغطرسته الملحوظة تسببا بتآكل شعبيته تدريجيًا، فيما شابت مدة ولايته اضطرابات عامة كبيرة، كما حدث باحتجاجات "السترات الصفراء" في 2018-2019 والمظاهرات الحاشدة ضد إصلاحات معاشات التقاعد في عامي 2021 و2022.

وأضافت الصحيفة أن ماكرون ظل مقتنعًا بأنه يعرف ما هو الأفضل لفرنسا.

وراهن على أن إجراء انتخابات مبكرة من شأنه أن يعزز موقفه ويسمح له "بالمضي قدمًا وإعادة توحيد البلاد.

ومع ذلك، تبين أن حساباته كانت خاطئة، إذ فشل بفهم عمق الاستياء العام من شخصيته وسياساته، فقد اتسمت ولايته بالتوتر المستمر بين أجندته الإصلاحية واستجابة الشارع المتشكك غالبًا في سياساته، بحسب الصحيفة.