الجيش الإسرائيلي ينذر بإخلاء مناطق في جباليا

logo
العالم

إحداهما مؤيدة.. امرأتان "حديديتان" سترافقان عهد ترامب

إحداهما مؤيدة.. امرأتان "حديديتان" سترافقان عهد ترامب
ترامب ونانسي بيلوسي خلال خطاب سابق لحالة الاتحاد المصدر: غيتي إيمجز
08 نوفمبر 2024، 5:55 م

مع وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بعد أن تغلب على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، شهدت البلاد أيضاً ظهوراً لامرأتين "حديديتين" واحدة مؤيدة له، والثانية في واجهة الحزب المعارض.

وبينما كانت العيون مشدودة إلى السباق الحاسم بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري بشأن آخر القلاع التي بقيت عصية على الجمهوريين، وهو مجلس النواب، باعتباره الموقع الوحيد الذي بقي للديمقراطيين حظ المنافسة به، بعد خسارتهم المدوية في البيت الأبيض ومجلس الشيوخ، تأكد فوز النائبة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا ورئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، بمقعدها القديم الجديد في مجلس النواب.

هذه المرأة التي تعرف بأنها من أشد معارضي ترامب، يقابلها أخرى، لكنها مؤيدة للرئيس المنتخب هي سوزي ويلز.

نانسي بيلوسي

وتجديد الثقة في المرأة الحديدية بمبنى الكابيتول، أمر لم يكن مطروحًا على طاولة التخمين والتوقع، لكن الجديد في القصة هي الظروف المحيطة بهذا الفوز.

وقبل عامين، كان الخيار الغالب للنائبة بيلوسي  هو الانسحاب من رئاسة مجلس النواب، ومن زعامة الديمقراطيين في المجلس، بعد أكثر من عقد من الزمن من البقاء في صدارة المشهد السياسي في واشنطن.

وكانت بيلوسي أول امرأة تترأس الغرفة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، كما عاصرت خلال تلك الحقبة من رئاستها وزعامة الديمقراطيين، الرؤساء على التوالي جورج بوش، باراك أوباما، دونالد ترامب، ونصف ولاية الرئيس جو بايدن.

وهذا المسار الحافل لبيلوسي، السيدة التي لطالما مثلت وجه الحزب الديمقراطي في مبنى الكابيتول، شكل صورة لها طغت على بقية القيادات البارزة من نواب وشيوخ الحزب هناك.

وهذه المرة، تعود بيلوسي إلى الكونغرس، فيما يعود غريمه التاريخي إلى البيت الأبيض، الأمر الذي لم تتمناه أبدًا، فهي التي قالت علنًا وسط عاصفة انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، بضغوط منها وآخرين، إن قضية حياتها ألا يعود ترامب إلى البيت الأبيض مرة ثانية.

الآن، وقد عاد ترامب إلى المكتب البيضاوي بفوز تاريخي، وبموجة حمراء في العاصمة واشنطن، ربما ستجد بيلوسي نفسها تقاتل على عدة جبهات، واحدة منها تتمثل في إعادة بناء ثقة الأمريكيين في الحزب الديمقراطي، قبل عامين على موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، لمناقشة أسباب الخسارة المدوية للحزب في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 5 نوفمبر الجاري.

 كما قد تجد بيلوسي نفسها في مواجهة مع نفوذ ترامب المتنامي في مبنى الكونغرس، بعد حصول مؤيديه على الأغلبية المرجوة في مجلس الشيوخ، وكذلك إمكانية استمرار النائب مايك جونسون في رئاسة مجلس النواب، لكن الأكثر تحديًا من كل هذا، تلك المواجهة المفتوحة التي سوف تجمعها مع ترامب.

الذين يعرفون بيلوسي، يعلمون جيدًا أن هذه المتغيرات لن تغير الكثير من كيفية إدارتها  للعلاقة المعقدة مع ترامب، خاصة بعد استهداف زوجها في اعتداء على سكنها العالي بولاية كاليفورنيا من قبل أحد أنصار ترامب، مما عرضه لإصابات وكسور متفاوتة في جسده لا يزال يتعافى منها. 

هذا الحادث ألقى بظلاله على خيارات بيلوسي السياسية، وليس سرًا في واشنطن أن  هذه الحادثة هي التي دفعت برئيسة المجلس السابقة إلى التواري عن صدارة المشهد،  لتفتح الطريق بذلك أمام جيل جديد من القياديين الديمقراطيين، في مقدمتهم النائب عن ولاية نيويورك وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حاليًا، حكيم جيفري.

يقول قياديون ديمقراطيون، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن متغيرات واشنطن الحالية لن تغير في أسلوب أو مواقف بيلوسي، وربما سيرى الأمريكيون منها مواقف أكثر حدة مما أظهرته في الولاية السابقة لترامب، لأن شعورها في المرحلة الحالية أكثر تعقيدًا مما كان عليه قبل سنوات، وذلك بالنظر إلى تجربتها الشخصية في استهداف عائلتها من قبل أنصار الرئيس المنتخب، وحديث ترامب غير المنقطع عنها، ووصفها بأنها نموذج الأعداء الداخليين في البلاد، الأمر الذي وصفه ديمقراطيون بأنه صب للزيت على النار في هذا الخلاف الذي كان واضحًا للعلن بين ترامب وبيلوسي.

وكان هذا الخلاف في بعض فصوله يحدث أمام نواب الغرفتين وكاميرات التلفزيون، خاصة تلك اللقطة الشهيرة عندما قامت بيلوسي بتمزيق أوراق خطاب ترامب من على  كرسي رئاسة مجلس النواب، في أعقاب انتهاء ترامب لخطاب حالة الاتحاد بحضور نواب الغرفتين، وأمام ملايين الأمريكيين الجالسين خلف الشاشات.

 لا شيء سوف يتغير في سلوك أو في مواقف بيلوسي، إذ تشعر بأن مسؤولية الحزب الديمقراطي كحزب معارض هذه المرة، أن تقف في وجه ترامب، وأن تحد من رغبته في الاستئثار  بالقرار بصورة كاملة في واشنطن، وفق قول قيادي ديمقراطي. 

أخبار ذات علاقة

ردة فعل نانسي بيلوسي على فوز ترامب تشعل تفاعلًا واسعًا (صورة)

 

سوزي ويلز 

وداخل  المكتب البيضاوي، سيكون الرئيس ترامب على بعد خطوات معدودة من امرأة أخرى، توصف هي أيضًا بالحديدية، وهذه ليست خصمًا لترامب، بل إنها أقرب حلفائه، والأمر هنا يتعلق بكبيرة موظفي البيت الأبيض المعينة ورئيسة حملته الانتخابية، سوزي ويلز.

ويلز، السيدة الستينية التي وصفها ترامب شخصيًا بالطفلة الجليدية، وذلك عندما قدمها لأنصاره في ليلة إعلان فوزه بالانتخابات، تأتي من خلفية سياسية طويلة، إذ شاركت في حملات الرئيس الراحل رونالد ريغان، وحملة ترامب عامي 2016 و2024، كما عملت في مبنى الكونغرس لفترات متتابعة مع شيوخ جمهوريين.

وتفضل ويلز أن تكون في الخلف، وفق قول ترامب، فيما يقول العارفون بها إنها مخططة جيدة، وتعرف جيدًا كيف تدير شبكات العلاقات المعقدة، كما تعرف كيف تدير معادلات الربح والخسارة عندما يتعلق  الأمر بمصلحة الرئيس المنتخب السياسية.

وبقرار تعيين ويلز كبيرة لموظفي البيت الأبيض، وهو أرقى منصب حكومي في  واشنطن، يعادل مناصب رؤساء الوزارات والحكومات في دول أخرى، ستكون أول سيدة أمريكية تعين في هذا المنصب الرفيع، بالجناح الغربي من البيت الأبيض في تاريخ الولايات المتحدة.

ويقال عن أهداف تعيين ويلز، إن ترامب يريد لإدارته الجديدة أن تكون مختلفة الصورة عن إدارته السابقة التي اتسمت بالاضطراب في علاقات موظفيها بالصراع في بعض الأحيان، وبعدم الاستقرار في غالب الأحيان، لذلك يريد ترامب من هذه السيدة التي أظهرت ولاءها الكامل له عقب خروجه من البيت الأبيض، أن تكون ضابطة إيقاع العلاقات بين أطراف إدارته وعناصر محيطه المقربين.

وسواء خطط لهذا الأمر، أم لم يخطط له، سيكون ترامب أمام هذا المشهد، بين سيدة حديدية في الجناح الغربي تؤيده بالكامل، وهي من وقفت وراء حملة عودته إلى البيت الأبيض، وسيدة أخرى في مبنى الكونغرس، وفي واجهة الحزب المعارض، تحاربه بالكامل، وبين هذه وتلك، ستتشكل صورة المشهد السياسي في واشنطن خلال  السنوات الأربع المقبلة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC