الجيش الإسرائيلي: قواتنا في رفح استهدفت مبنى للصليب الأحمر نتيجة عملية تحديد خاطئة
رأى خبراء سياسيون فرنسيون أن محاولة تقارب زعيم اليمين المتطرف، جوردان بارديلا، من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تثير انقسامات جديدة داخل صفوف اليمين الفرنسي المتطرف، خاصة في ظل التوترات بين ترامب وأوروبا.
واعتبر الخبراء أن غياب بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني (يمين متطرف)، يبرز موقفه من ترامب كعامل مؤثر في التوجهات المستقبلية للحزب. وقد عزز هذا التقارب مع ترامب الانقسام الداخلي بين تيارات الحزب، مما قد ينعكس على شعبيته في المستقبل.
وفيما يعكف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تناول قضايا الأمن الأوروبي في ظل انسحاب الولايات المتحدة المفاجئ من أوكرانيا، يثير غياب بارديلا عن البرلمان الفرنسي الكثير من التساؤلات. فهل غيابه مجرد صدفة أم بداية لتوجهات جديدة داخل الحزب؟
ويشارك بارديلا في المؤتمر السياسي للمحافظين الأمريكيين (CPAC)، الذي يُعد حدثًا بارزًا في الولايات المتحدة للاحتفال بفوز ترامب، في وقت حساس تتصاعد فيه التوترات بين واشنطن وبعض الدول الأوروبية، من بينها فرنسا.
ويعود سبب غيابه عن نقاشات البرلمان الفرنسي إلى سفره إلى واشنطن (مقرر في 21 فبراير)، حيث يُنتظر أن يلتقي بمجموعة من الشخصيات المؤثرة في الإدارة الأمريكية.
وقال بيير بوشار، مدير مركز الدراسات السياسية في باريس، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن مشاركة بارديلا في CPAC تعكس سعيه لتعزيز الروابط مع الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا والولايات المتحدة.
وأضاف أن هذا التوجه قد يعمّق الانقسامات داخل التجمع الوطني، خاصة بين الجناح السيادي والجناح الليبرالي-المحافظ، مشيرًا إلى أن هذا التقارب مع ترامب قد يثير قلق الناخبين الفرنسيين التقليديين، مما قد يؤثر سلبًا على صورة الحزب في الانتخابات المقبلة.
وبدورها، قالت ماري-كلير دوفال، أستاذة العلوم السياسية في جامعة ليون، لـ"إرم نيوز"، إن بارديلا يسعى، من خلال هذه المشاركة، إلى تعزيز مكانته كزعيم شاب ومؤثر في الساحة السياسية الفرنسية.
وأشارت إلى أن هذا التقارب مع ترامب قد يساهم في جذب الناخبين الشباب الذين يتطلعون إلى تغيير جذري في السياسة الفرنسية. لكنها حذرت من أن هذا التوجه قد يضعف موقف الحزب في الساحة السياسية الأوروبية، خاصة في ظل التوترات الحالية بين الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.
بارديلا، الذي يُعتبر أحد أبرز الشخصيات في التجمع الوطني، أوضح أن هدفه من المشاركة في المؤتمر هو "استكشاف نقاط الالتقاء والاختلاف مع المحافظين الأمريكيين" ومقابلة أعضاء في الإدارة الأمريكية الجديدة.
ويأتي ذلك في وقت يحاول فيه بارديلا تعزيز نفوذه على اليمين الفرنسي، بل ولا يُخفي إعجابه بالجيل الجديد لحركة "ماغا" التي يتزعمها ترامب، واصفًا إياها بأنها مصدر إلهام للمحافظة على القيم التقليدية، وفق تعبيره.
ولا يقتصر الاهتمام السياسي لبارديلا على الشأن الداخلي الفرنسي، بل يشمل تبني بعض القضايا التي يطرحها اليمين الأمريكي، فهو يدافع عن "حرية التعبير" كما يفعل ترامب، ويشيد بتوجهات مثل تلك التي عبّر عنها جي دي فانس في ميونيخ حول مواجهة "شرطة الفكر".
وهذا الموقف يقترب من الرؤية التي يروج لها اليمين الأمريكي المتطرف، والذي يعارض أي رقابة على التعبير في الفضاء الإلكتروني.
لكن في الوقت نفسه، لا يتفق جميع أفراد التجمع الوطني مع هذا التوجه نحو ترامب. فقد برزت تصريحات جان-فيليب تانغي، أحد النواب المقربين من مارين لوبان، الذي عبر عن رفضه للتدخل الأجنبي في الشؤون الأوروبية، قائلاً: "لنترك الأمريكيين يهتمون بمشاكلهم الخاصة، مثل السمنة والهجرة، ونحن سنتعامل مع شؤوننا"، وفق تعبيره.
هذا الصراع بين الخط السيادي لبارديلا والخط المحافظ الليبرالي ليس جديدًا في تاريخ التجمع الوطني. فقد ظهر هذا الانقسام سابقًا بين ما كان يُعرف بـ"الجبهة الوطنية الشمالية" و"الجبهة الوطنية الجنوبية"، حيث كان هناك دائمًا تباين في التوجهات بين النهج الاجتماعي والخطوط الأكثر تطرفًان المرتبطة بالقيم اليمينية.
أما مارين لوبان، زعيمة التجمع الوطني، فقد عملت على "تهدئة الحماسة" بين أعضاء الحزب في دعم ترامب، مؤكدة أن الحزب ليس ليبراليًا ولا محافظًا، مما يعكس توترًا داخليًا في الحزب تجاه تقارب بارديلا مع المواقف الأمريكية.