ترامب ونتنياهو يعتزمان مناقشة صفقة الرهائن والمحادثات مع إيران اليوم

logo
العالم

في آخر أيام رئاسته.. بايدن أمام أعقد أزمة عائلية وسياسية

في آخر أيام رئاسته.. بايدن أمام أعقد أزمة عائلية وسياسية
جو بايدن وأفراد من عائلتهالمصدر: أ ف ب
01 ديسمبر 2024، 12:05 ص

يعتقد كثيرون خطأ هنا في واشنطن أن أكبر أزمات الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، في أيامه الأخيرة بوصفه رئيساً للولايات المتحدة تتعلق بالوضع في الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا.

وبكل تأكيد، الأمر كذلك بالنظر إلى الخيارات الصعبة التي عليه اتخاذها في الحروب الثلاثة التي شهدتها إدارته في غزة ولبنان وأوكرانيا؛ ولكن في حقيقة الأمر، هناك قضية أخرى تمثل التحدي الأكبر الذي يواجهه الرئيس السادس والأربعين في حياته الشخصية والسياسية التي تمتد لأكثر من نصف قرن في العاصمة واشنطن.

أخبار ذات علاقة

بايدن ارتكب "الخطأ الأكبر" في 2021.. ماذا حدث؟

 

المحنة العائلية التي لا تنتهي

وهذه القضية ترتبط بالوضع القانوني لابنه هانتر بايدن، المهدد بالسجن بعد الأحكام التي صدرت في حقه في قضية حيازة السلاح دون ترخيص في ولاية ديلاوير، وكذلك اعترافه بالذنب في قضية البيانات الضريبية المتابع فيها في ولاية كاليفورنيا.

وفي كلتا القضيتين، يواجه بايدن الابن عقوبات مؤكدة، سواء بعد الحكم بإدانته في القضية الأولى بمقر إقامة العائلة على الساحل الشرقي، أو في الثانية التي أقر فيها بالذنب بالساحل الغربي.

 

92c190bb-6375-4618-9515-31fcf9ffd8fc

 

وهذه الوضعية العائلية المعقدة جدًّا ترتبط بمشاعر بايدن الأب، الذي فقد ابنه البكر بو في عام إدارة الرئيس السابق باراك أوباما الأخير في البيت الأبيض، والتي كان خلالها بايدن نائبًا للرئيس.

وشكّلت وقتذاك محنة إصابة الابن البكر لنائب الرئيس بسرطان المخ صدمة مزلزلة لكيانه ولعائلته، والتي انتهت إلى وفاة الابن وما تبع ذلك من قرارات سياسية حاسمة في حياة بايدن، وذلك بإعلانه عدم الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2016 حتى يتمكن من قضاء وقت أطول مع عائلته ومساعدة أحفاده وأرملة ابنه على تجاوز محنة فقد الابن والأب والزوج بو.

ومنذ تلك المحنة العائلية، واجهت عائلة بايدن محنة أخرى بسبب إدمان الابن الأصغر هانتر على المخدرات؛ ما استدعى إدخاله إلى مصحة للمعالجة من الإدمان. ولكن خلال تلك الفترة، كانت سيرته قد شابها الكثير من التعقيدات، ومنها المتابعة القضائية في قضية حيازة السلاح واستهلاك المخدرات والقيادة في حالة سكر، وهي التهم التي واجه فيها المحكمة في ولاية ديلاوير، حيث السكن العائلي لبايدن.

لاحقًا، وبعد هذه المحنة، واجه بايدن، بعد إعلان ترشحه لانتخابات العام 2020، سلسلة انتقادات واسعة من قبل خصمه القديم الجديد دونالد ترامب في سيرة ابنه وسلوكه.

ولكن بايدن وقف بقوة في وجه تلك التصريحات، وقال إنه فخور بابنه لأنه واجه المحنة وخضع للعلاج واستطاع تجاوز المرحلة الصعبة، مشددًا على أن محنة هانتر هي محنة متكررة وموجودة في الكثير من بيوت الأميركيين.

بايدن، في كلتا المحنتين، كانت له مواقف طبعت مساره السياسي على المستويين، سواء خلال حملة ترشحه أو خلال فترة حكمه في البيت الأبيض.

في الأولى، أعلن بايدن أنه سوف يجعل من هدف التوصل إلى علاج للسرطان هدفًا مركزيًّا لإدارته، وشدد على أن الأمة الأميركية التي استطاعت أن تصل إلى القمر لن تقف عاجزة عن التوصل إلى علاج لمرض السرطان، مؤكدًا أنه لا يريد أن تتكرر محنة فقد ابنه في حياة العائلات الأميركية.

وفي الثانية، كان على بايدن أن يواجه سابقة تاريخية لم تحدث في تاريخ الرؤساء الأميركيين؛ بسبب متابعة ابنه قضائيًّا خلال خدمته كرئيس، ليكون بذلك أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يُحاكم أحد أفراد عائلته خلال رئاسته.

بايدن، الذي كان يواجه أزمة معقدة في هذا الموقف؛ تحديدًا لأنه كان، وخلال محاكمة ابنه، يواجه اتهامات على مدار الساعة من قبل الأعضاء الجمهوريين في مجلس النواب والشيوخ في الكونغرس باستخدام وزارة العدل في متابعة خصمه السياسي في قضايا ومحاولة إنهاء مساره السياسي، اختار وقتها بايدن أن يترك للقضاء حرية التصرف في متابعة ابنه هانتر قضائيًّا، من دون إظهار أي خروج عن تقاليد القضاء الأميركي.

بل إن وزير العدل عين محققًا خاصًّا في قضية نجل الرئيس على غرار ما فعله في قضيتي متابعة ترامب المرتبطتين بمحاولة التأثير على نتائج انتخابات العام 2020، وكذلك الوثائق السرية التي اتهم فيها ترامب بنقلها من البيت الأبيض إلى مقر إقامته العائلية في ولاية فلوريدا، وهو الأمر المخالف لتقاليد الإدارات الأميركية المتعاقبة، والتي تقضي بنقل الوثائق إلى مصلحة الأرشيف الوطني بمجرد انتهاء فترة خدمة الرئيس في البيت الأبيض.

هانتر بايدن كان يواجه بالموازاة مع ذلك تحقيقًا من قبل النواب الجمهوريين في الكونغرس في قضايا تتعلق بالتحقيق في مصادر أموال، وسط تلميحات من قبل هؤلاء بأن الرئيس بايدن كان على علم بما وصفوه بالمخالفات التي ارتكبها ابنه خلال وجوده في البيت الأبيض كنائب للرئيس.

التحدي الأكبر


الرئيس بايدن في أكثر من مناسبة سابقة، وعندما سئل إن كان سوف يستخدم حق العفو الرئاسي عن ابنه وهو يملك ذلك حتى يجنب نجله قضاء سنوات في السجن، شدد على أنه لن يفعل ذلك في خطاب صريح وواضح، وهو الأمر الذي قاله بايدن شخصيًّا، وقال به مسؤولو البيت الأبيض في أكثر من مناسبة.

وهذا التصريح، يقول قادة ديمقراطيون، لـ"أرم نيوز، هنا في واشنطن، ومنذ أن أعلن بايدن، كان هناك الكثير من المتغيرات حدثت بينها؛ وإعلان بايدن كان خلال فترة وجوده كمرشح رئاسي عن الحزب الديمقراطي.

وخلال تلك المرحلة كان بايدن لا يزال على رأس بطاقة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة، وبالتالي كان هناك حرص كبير على صورته السياسية وانحيازه الكامل لسلطة القانون بصرف النظر عن مشاعره الإنسانية كأب والشخصية كرب عائلة تواجه هذه المحنة القضائية وتبعاتها.

بايدن كان في تلك المرحلة يريد أن ينأى بنفسه عن أي جدل يرتبط بالمؤسسة القضائية في ظل وجود سلفه ترامب في وضع المتابعة القضائية والقانونية في عدة قضايا، بعضها محلي على مستوى الولايات، وبعضها الآخر على مستوى المحاكم الفيدرالية.

بايدن لاحقًا، يوضح قادة الحزب الديمقراطي، انسحب من السباق الرئاسي وترك المجال أمام نائبته لتكون مرشحة الحزب، إضافة إلى أن الرئيس السابق، المتهم وقتها، بات الآن هو الرئيس المنتخب، وسيكون في العشرين من يناير المقبل الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة؛ وحينها سيكون محميًّا بقوة الدستور من أية متابعات قانونية بفعل قوة الحصانة الرئاسية.

بعد هذا التاريخ، سيكون الرئيس بايدن خارج البيت الأبيض كرئيس سابق، وهو الأمر الذي دفع الكثيرين في واشنطن إلى التساؤل إن كان بايدن سوف يصدر عفوًا رئاسيًّا عن نجله هانتر قبل مغادرته البيت الأبيض.

خياران كلاهما مر


الخيار الأول: أن ينتصر الرئيس بايدن لمشاعره الإنسانية باستخدام حقه في إصدار عفو رئاسي عن نجله هانتر؛ وهو خيار يقول مؤيدوه إنه لن يؤثر على مسار سياسي طويل جدًّا لبايدن في مشهد السياسة الأميركية، حتى وإن بقي هناك في ذاكرة الأميركيين أن الرئيس السادس والأربعين عفا عن نجله في أيامه الأخيرة في البيت الأبيض.

ويقول مؤيدو هذا القرار إن الرئيس السابق بيل كلينتون أصدر عفوًا رئاسيًّا عن شقيقه قبل مغادرته البيت الأبيض عام 2001.

الخيار الثاني: أن يتمسك بايدن بموقفه المعلن سابقًا، وهو عدم إصدار هذا العفو والتمسك بموقفه الأصلي وترك نجله لمواجهة قدره في الحياة، وبالتالي قضاء عقوبة السجن المحكوم بها في القضية الأولى والمنتظر صدورها في القضية الثانية. وحينها سيكون بايدن قد نفذ التزامه الذي أعلنه لمواطنيه في صيف العام 2023.

الخيار الثالث: مستبعد جدًّا ولكنه متاح، وهو في حالة عدم إصدار بايدن لهذا العفو، يمكن للرئيس المنتخب دونالد ترامب، بعد تنصيبه، إصدار عفو عن نجل الرئيس بايدن. وهو سيناريو حالم جدًّا، يقول ديمقراطيون بشأنه؛ لأن إمكانية حدوثه ضئيلة جدًّا إلى حدود الانعدام.

أخبار ذات علاقة

أزمة الحزب الديمقراطي.. صدمة الخسارات وأسئلة ما بعد بايدن هاريس

سؤال التاريخ

أمام هذه المعضلة الشخصية والسياسية والقضائية المعقدة، سيكون على الرئيس جو بايدن أن يوازن بين لحظة يقرر فيها العفو عن نجله للإبقاء على شمل عائلته موحدًا في أيام تقاعده، ولكنه سيكون في مقابل ذلك قد مسّ بإرثه السياسي الطويل والكبير، كما يكون قد أخلّ بالتزامه مع الأمريكيين.

أو أن ينتصر منطق الحسم، ويتمسك بقيم العدالة وتساوي جميع مواطنيه أمام القانون، حتى لو كان المتهم هذه المرة هو أصغر أبنائه، وابنه الوحيد الذي بقي له على قيد الحياة بعد مأساته العائلية الأولى التي فقد فيها زوجته الأولى، والدة بوب وهانتر، وابنته الرضيعة وقتها. وبعد محنة فقد ابنه البكر بوب قبل تسع سنوات، ويا لها من لحظة إنسانية وسياسية معقدة على رجل يقضي أيامه الأخيرة في السلطة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC