تتداخل حدود المناطق الحضرية والريفية في مدينة كينوشا بولاية ويسكونسن الأمريكية، لتتجلى ملامح الصراع السياسي والاجتماعي الذي يحدد مستقبل الغرب الأوسط الأمريكي.
وبحسب تقرير لصحيفة "لو فيغارو"، تحولت "كينوشا" المدينة المعروفة بتبايناتها الديموغرافية والاقتصادية، إلى نقطة حاسمة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولا سيما في ظل التوترات المتصاعدة منذ إطلاق الشرطة النار على رجل أسود يدعى جاكوب بليك في 2020، وما أعقب ذلك من احتجاجات واسعة.
وأشار التقرير، إلى أنه مع اقتراب انتخابات 2024، يواصل الحزبان الجمهوري والديمقراطي، استغلال هذا الانقسام، ما يجعل كينوشا ساحة معركة سياسية تقرر المصير السياسي للولاية.
وتتسم مقاطعة كينوشا بانقسام جغرافي واجتماعي، فعلى الجانب الشرقي الذي يضم المدينة ذاتها، يتركز السكان في مناطق حضرية قرب بحيرة ميشيغان، إذ كانت لهم تقليديًّا ميول ديمقراطية.
وبحسب التقرير، شهدت المنطقة في السنوات الأخيرة تحولًا نحو تأييد الجمهوريين، ولا سيما بين الطبقة العاملة التي عانت تداعيات إغلاق المصانع والتدهور الصناعي.
ولفت إلى أنه على الجانب الآخر تمتد الأراضي الريفية غربًا، حيث تسود البيوت البيضاء والمزارع، ويظهر تأييد قوى لدونالد ترامب وسياساته المحافظة، ويتجسد هذا الدعم في تجمعات جماهيرية وحتى في أسواق المزارعين.
وبدوره، يقول فيليب روكو، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ماركيت، إن الانقسام السياسي في كينوشا بدأ في التحول منذ انتخابات 2016، عندما فاز ترامب بفارق ضئيل، وهي أول مرة يفوز فيها جمهوري في المقاطعة منذ نيكسون.
ويضيف أن "الجمهوريين استغلوا مشاعر الإحباط لدى الطبقة العاملة، التي رأت أن فقدان الوظائف في المنطقة هو نتيجة السياسات الاقتصادية للديمقراطيين".
وكانت حادثة إطلاق النار على جاكوب بليك، التي أصيب فيها بجروح خطرة بعد أن أطلق عليه ضابط شرطة النار، نقطة تحول بالنسبة للمدينة، إذ تسببت في احتجاجات واسعة وأعمال عنف، وألقت بظلالها على الوضع السياسي في كينوشا.
ولفت تقرير الصحيفة الفرنسية، أنه قد جُسِّدت هذا التوتر في قضية كايل ريتنهاوس، الشاب الذي أطلق النار على متظاهرين خلال الاضطرابات وبُرِّئ لاحقًا، الأمر الذي زاد من حدة الجدل السياسي والاجتماعي في المدينة.
وبين التقرير أنه ومع اقتراب الانتخابات، يواصل الجمهوريون والديمقراطيون في كينوشا حملاتهم الحثيثة، إذ يجوب المتطوعون الأحياء المختلفة لإقناع الناخبين.
من جانبها، أكدت ساندي ويدماير، رئيسة الحزب الجمهوري المحلي، أن جهودهم تشمل الوصول إلى المجتمعات الأقلية.
على حين ترى لوري هوكينز، منسقة حملة الديمقراطيين، أن الحديث عن قضايا العدالة العرقية يتزايد بين السكان.
وختم التقرير بالقول إنه، مع احتدام المنافسة بين كامالا هاريس ودونالد ترامب، قد يكون لنتائج التصويت في كينوشا دور حاسم مجددًا في ولاية عادة ما تُحسم فيها الانتخابات بفوارق ضئيلة جدًّا، ما يجعل كينوشا مركز الأنظار في السباق الرئاسي المقبل.