روسيا: قصف إيران لن يمهد الطريق للسلام
ردت صحيفة "واشنطن بوست" على ما اعتبرتها ادعاءات "مشبوهة" وردت في خطاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمام الكونغرس، اليوم الأربعاء، والذي وصفته بـ"خطاب قديم، طويل، متعثر مليء بأرقام مشكوك فيها".
وبعد عبارة "هذا غير صحيح"، فنّدت الصحيفة 26 "ادعاء" في الخطاب، تركّزت حول المعابر الحدودية واللوائح والاقتصاد والتضخم وقضايا أخرى.
ففي خطابه، قال ترامب إن عمليات العبور عبر الحدود غير القانونية في الشهر الماضي كانت الأدنى على الإطلاق، لترد الصحيفة بأن أرقام الجمارك وحماية الحدود وثقت 8,300 مواجهة حدودية في فبراير، مشيرة إلى أن هذا الرقم كان يسجل في عام كامل في ستينيات القرن الماضي.
كما زعم الرئيس الأمريكي أنه يتم إطلاق سراح مئات الآلاف من المهاجرين الشرعيين بعد عبورهم البلاد، مشيرًا إلى أن "جميعهم تقريبًا" تجار مخدرات وأعضاء عصابات و"مرضى نفسيين"، وهو ما ردت عليه الصحيفة بأنه كلام بلا دليل، لافتة إلى أنه لا توجد بيانات "قاطعة" تؤيد طرح ترامب.
أما عن قول ترامب بأن اتفاق باريس للمناخ كلف الولايات المتحدة "تريليونات الدولارات"، فاعتبرته الصحيفة "تعليقًا ليس له أي معنى"، مستندة إلى أن كل دولة حددت التزاماتها الخاصة، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي كان بإمكانه أن يغير جانبًا واحدًا من الالتزامات التي قدمها الرئيس الأسبق، باراك أوباما، بدلًا من الانسحاب من الاتفاق.
"حققنا أرقامًا قياسية في إنهاء القواعد واللوائح غير الضرورية كما لم يفعل أي رئيس آخر من قبل"، قال ترامب، بينما قالت الصحيفة إنه "لا يمكن التحقق بسهولة من هذا الادعاء"، كما "لا يوجد أي مقياس موثوق يمكن الاعتماد عليه"، لمقارنته بالرؤساء السابقين.
أما عن قوله بأن إدارته ورثت "كارثة اقتصادية وكابوسًا للتضخم"، فاعتبرته واشنطن بوست "قولًا سخيفًا"، مؤكدة أن ترامب ورث "اقتصادًا يتسم بمعدل بطالة منخفض نسبيًا، وتضخم منخفض، ونمو قوي".
كما ردت على زعمه بأن البلاد تعيش أسوأ تضخم منذ 48 عامًا، بأن ذروة التضخم كانت في العام 2022، وذلك بسبب الصدمات المرتبطة بوباء كورونا، وليس بسبب الرئيس جو بايدن "كما يزعم ترامب".
أما "الهدر المروع لمئات المليارات من الدولارات من الاحتيال" الذي تحدث عنه ترامب، فقد اعتبرت الصحيفة أنه غير " مثبت، وادعاءات موضع شك كبير".
"أرقام خاطئة"
وبالأرقام، ردت الصحيفة على القول "المضلل" لترامب بدفع إعانات مالية لكندا بمئات الدولارات، بأن العجز التجاري في السلع مع كندا كان باستمرار بين 50 مليار دولار و70 مليار دولار سنويًا، في حين بلغ العجز السلعي مع المكسيك 172 مليار دولار في العام 2024، وغالبًا ما يتم تقليل العجز من خلال التجارة في الخدمات.
وتضيف "العجز التجاري ليس إعانات دعم، لذا فإن هوس ترامب بالعجز التجاري في غير محله".
وذكر ترامب في خطابه أن "أوروبا أنفقت أموالًا لشراء النفط والغاز الروسي، أكثر مما أنفقته على الدفاع عن أوكرانيا"، وهو ما نفته "واشنطن بوست"، معتبرة أن التقرير الذي استند إليه الرئيس الأمريكي، لم يشمل المساعدات العسكرية أو الإنسانية التي قدمتها أوروبا لأوكرانيا.
كما كذّبت الصحيفة الرقم الذي قدّره ترامب من مساعدات أمريكية إلى أوكرانيا بنحو 350 مليار دولار، مؤكدة أنها "أرقام خاطئة"، وأن الرقم الحقيقي لم يتجاوز 183 مليارًا، بحسب المفتش العام للمساعدات لأوكرانيا.