مكتب نتنياهو: وفد برئاسة مستشار الأمن القومي التقى مسؤولين أتراكا في أذربيجان الأربعاء
أعلنت حكومة جنوب السودان، الجمعة، وضع ريك مشار، النائب الأول للرئيس سلفا كير، قيد الإقامة الجبرية، وخضوعه للتحقيق ، في أول إعلان رسمي عن اعتقاله وسط مخاوف دولية من أن يؤدي هذا التطور إلى زعزعة استقرار البلاد ودفعها مجددًا إلى أتون الحرب.
وحذرت الأمم المتحدة عقب الإعلان عن اعتقال مشار من أن جنوب السودان قد ينزلق مجددًا إلى الصراع المسلح. وسارعت كينيا إلى إرسال رئيس وزرائها السابق رايلا أودينجا إلى جوبا كمبعوث خاص في محاولة لاحتواء الأزمة، وفقا لما نشرته وكالة رويترز.
ضربة لاتفاق السلام
اعتبر حزب مشار، الحركة الشعبية لتحرير السودان، أن اعتقال زعيمه يقوض اتفاق السلام الموقع عام 2018، الذي أنهى حربا أهلية استمرت خمس سنوات بين قوات الدينكا الموالية لسلفا كير ومقاتلي النوير الداعمين لمشار.
وفي بيان رسمي، قال مايكل مكوي، وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة: "مشار وزملاؤه المناهضون للسلام سيخضعون للتحقيق وسيقدمون للعدالة وفقا للقانون"، متهما نائب الرئيس بالسعي إلى إشعال تمرد يهدف إلى عرقلة الانتخابات المرتقبة وجر البلاد إلى الحرب مجددا.
لكنه شدد على أن "اتفاق السلام لن يسقط تحت أي ظرف من الظروف".
تحذيرات أممية وتدخلات غربية
عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق، مؤكدًا أن "اتفاق السلام في حالة فوضى"، داعيًا قادة جنوب السودان إلى "وضع مصالح شعبهم فوق الحسابات السياسية".
وأضاف: "ما نشهده اليوم يعيد إلى الأذهان ذكريات مؤلمة لحروب 2013 و2016، التي خلفت 400 ألف قتيل".
في ظل هذا التوتر، قامت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا بتقليص عملياتها الدبلوماسية أو إغلاق سفاراتها في جنوب السودان، في خطوة تعكس تصاعد القلق الدولي.
اشتباكات متصاعدة
وترافق احتجاز مشار مع تصاعد الاشتباكات بين قواته والقوات الموالية لكير، حيث شهدت الأيام الأخيرة مواجهات على مشارف جوبا وفي مناطق أخرى.
واتهمت الحكومة حزب مشار بدعم ميليشيا الجيش الأبيض، وهي جماعة مسلحة تتألف في الغالب من شباب قبيلة النوير، اشتبكت مؤخرًا مع الجيش في بلدة الناصر شمال شرق البلاد. ونفت المعارضة هذه الاتهامات، معتبرة أنها محاولة لصرف الأنظار عن الأزمة السياسية الحقيقية في البلاد.
وردا على هذه المواجهات، اعتقلت قوات كير عددا من كبار حلفاء مشار، بمن فيهم وزير النفط ونائب قائد الجيش، مما زاد من تعقيد المشهد السياسي.
محاولات للتهدئة
من جانبه، أكد الرئيس الكيني ويليام روتو، رئيس مجموعة شرق أفريقيا، أنه أجرى محادثات مع سلفا كير حول الأزمة، كما أجرى مشاورات مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، الذي أرسل قوات لدعم الحكومة في تأمين العاصمة، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي سبق أن استضاف محادثات السلام الخاصة بجنوب السودان.
وأعلن رايلا أودينجا، عبر منصة إكس، أنه التقى سلفا كير في جوبا، وأعرب عن تفاؤله بإمكانية احتواء التوتر والتوصل إلى حل سلمي للأزمة.
يرى خبراء أن التصعيد الحالي لا يقتصر على احتجاز مشار، بل يرتبط بترتيبات سياسية أوسع داخل جنوب السودان.
وقال جاستن لينش، المدير الإداري لمجموعة " Conflict Insights": " الحديث عن دعم مشار للجيش الأبيض ليس سوى محاولة لصرف الانتباه عن التحديات الحقيقية في جوبا، بما في ذلك تراجع عائدات النفط وخطة سلفا كير لتمهيد الطريق أمام تعيين بنجامين بول ميل نائبًا للرئيس، وربما خليفة له".
في ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل جنوب السودان غامضا، إذ تتجه الأنظار نحو الجهود الدولية والإقليمية لمنع انهيار اتفاق السلام ومنع البلاد من العودة إلى دوامة الحرب.