عد محللون سياسيون أن دوافع اليسار المتطرف من عمليات التخريب التي طالت السكك الحديدية وشبكات الاتصال هدفت إلى توصيل رسالة للعالم برفضهم للمشروعات الفرنسية الكبرى.
جاء ذلك بعد سلسلة من عمليات التخريب التي ترجح السلطات أنها من صنيع اليسار المتطرف في فرنسا، خلال افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس.
وقال الباحث السياسي الفرنسي باسكال بونيفاس، إن "ما حدث في افتتاح أولمبياد باريس من عمليات تخريب وعرقلة من قبل اليسار المتطرف يعد محاولة بائسة منهم للإعراب عن الاحتجاج على تنظيم الأولمبياد وكذلك رفضهم للمشروعات التنموية الكبرى في فرنسا".
وأضاف بونيفاس، لـ"إرم نيوز"، أن "التنظيمات اليسارية المتطرفة في فرنسا تعد أن عمليات التخريب بمنزلة نضال لليسار الراديكالي، لاسيما ضد تعديل المعاشات التقاعدية، والخروج في القتال ضد محطات توليد الطاقة الضخمة في "باسان" وبناء محطة نووية بين "تولوز وكاستري".
ووفقًا للباحث السياسي، فإن "تلك المجموعات ذات درجات شديدة التطرف لليسار هي أصل تخريب العمليات عشية أولمبياد باريس، لافتًا إلى أنه بعد تسعة أيام من التخريب على محطات شبكة القطارات فائقة السرعة، شُلّت حركة السكك الحديدية، ما يؤكد أن تلك الأفعال لليسار المتطرف".
وأشار بونيفاس إلى أن "وزير الداخلية المستقيل، جيرالد دارمانان، قد أكد أن فرضية تورط اليسار المتطرف هي مسار موثوق به، من دون استبعاد فرضية "التلاعب الأجنبي"، لهذا السديم المصنف في اليسار المتطرف".
وبدوره، قال الباحث السياسي الفرنسي جون إيف كامو، إن "من ضمن الدلالات التي تؤكد دوافع اليسار المتطرف، أن الناشط البالغ من العمر 29 عامًا، والذي قُبِض عليه الأسبوع الماضي في سان مارتين وهو يحاول مجددًا العبث بالسكك الحديدية، هو يساري من جماعة "الأناركيين المستقلين"، وهي جماعة يسارية متطرفة".
وتابع كامو، خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، أنه عُثِر على المفاتيح التي تتيح الوصول إلى مقرات السكك الحديدية في حوزته، موضحًا "وجود كثير من العلامات التي تحمل توقيع اليسار المتطرف على عمليات التخريب، فيما لم يستبعد تورط أحد موظفي السكك الحديدية مع اليسار المتطرف".
وحول الدوافع من تلك الأفعال، قال الباحث السياسي الفرنسي، إن "اليسار المتطرف كان يريد الاستفادة من تجمع العالم في فرنسا وباريس خلال الأولمبياد لتنفيذ ما يعدونه إجراءات الصدمة لتوصيل رسائلهم وفرض آرائهم حول المشروعات الفرنسية الكبرى التي يرون أنها تضر بالبيئة والمناخ ولمكافحة الرأسمالية في وجهة نظرهم؛ لكون هيئة السكك الحديدية شركة عامة كبيرة متواطئة مع الرأسمالية، ما يجعلها هدفًاً رمزيًّا لهم".