خبير عسكري إسرائيلي: انسحاب بايدن "فرصة" لتل أبيب وتحدّ لنتنياهو

اعتبر رون بن يشاي المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، من سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الـ5 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني المُقبل، يمثل "فرصة" لتل أبيب وتحديًا أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأثار انسحاب بايدن تساؤلات حول تداعيات ذلك القرار على إسرائيل، خاصة في ظل العلاقات السياسية والأمنية المرتبطة إلى حد بعيد بين إسرائيل والولايات المتحدة، ولا سيما أن قرار بايدن جاء في خضم أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ قيامها ضد حركة حماس في قطاع غزة.

ورغم أن العلاقات بين بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية التي تشكلت نهاية العام 2022، لم تكن مستقرة إلى حد بعيد، وتخللها الكثير من التوتر، إلا أن ثمة ما يجعل قرار بايدن "فرصة ثمينة" بالنسبة لإسرائيل، لكنه في الوقت نفسه يفرض تحديات أكبر على نتنياهو، بحسب ما ذكرت الصحيفة.

آخر رئيس صهيوني

ويرى المحلل بن يشاي أن انسحاب بايدن سيرفع عنه خلال الأشهر الستة المتبقية من ولايته، ضغوطًا كان يتوجب عليه مقاومتها في العلاقات مع إسرائيل، خاصة من الجناح الليبرالي في الحزب الديمقراطي.

وأوضح أن "بايدن استحق لقب (آخر رئيس صهيوني) لأنه لم يقم أي رئيس أمريكي قبله بمساعدة إسرائيل معنويًا وعسكريًا وعمليًا، كما فعل بايدن، خاصة بعد هجوم 7 أكتوبر، وتحذيره إيران من المشاركة في المواجهة".

وذكر بن يشاي أن انسحاب "بايدن وبقاءه في منصبه حتى نهاية يناير/كانون الثاني المقبل، يشكل فرصة لإسرائيل لتحسين فرص إنهاء الحرب الحالية بإنجازات كبيرة، وتحسين حالة الأمن القومي لسنوات عديدة، لأن بايدن أصبح حرًا من ضغوط حزبه، ويستطيع أن يتخذ قراراته بناء على آرائه الشخصية، وليس تحت تأثير مستشاريه".

وأضاف أن "إدارة بايدن، مقابل المساعدة اللوجستية والعملياتية الأكثر سخاء التي قدمتها لإسرائيل، طالبت وحصلت إلى حد ما على الحق في أن تملي عليها كيفية محاربة أعدائها، حماس وحزب الله وحتى الحوثيين في اليمن، حيث منع بايدن حربًا إقليمية من خلال رد قوي على الحوثيين والميليشيات العراقية، والرد الواسع على حزب الله في لبنان".

قضايا مهمة

ونوه المحلل بن يشاي إلى أن الإفراج عن شحنات الأسلحة التي كانت واشنطن تؤخرها كضغط على إسرائيل، قد يكون الآن خيارًا أمام بايدن المتحرر من تهديدات الجناح الليبرالي في حزبه.

وأكد أنه "يجب أن يحصل نتنياهو خلال زيارته لواشنطن على وعد بزيادة تدفق الأسلحة الهجومية، وخاصة الجوية، والعديد من الصواريخ الاعتراضية لمنظومة القبة الحديدية ومنظومة السهم، وهو ضروري إذا اندلعت الحرب في الشمال".

وبحسب بن يشاي، فإن بايدن يمكن أن يدعم التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل يسفر عن الإفراج عن الرهائن، دون إلزام إسرائيل بالكثير من الالتزامات المرتبطة بالاتفاق، خاصة قضايا ما بعد الحرب التي تثير خلافات واسعة بين واشنطن وإسرائيل.

ورجح إمكانية "التوصل إلى اتفاقيات صامتة مع بايدن تسمح بإغلاق ملف الصفقة بغزة، وليس من الضروري التوسع في تفاصيل إضافية ضمن الصفقة".

ومضى بن يشاي قائلًا: "إن انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، سيجعل من الممكن التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل على مخطط استراتيجي مشترك لاستمرار حرب "السيوف الحديدية" في كافة الساحات".

وأشار إلى أنه "الآن يمكن الاتفاق فيما يتعلق بمسألة متى يتم التحول من الجهد الدبلوماسي إلى الجهد العسكري، في ملف لبنان وإيران، لأنه ولّت الأيام التي كانت فيها الدول تقرر الحرب بمفردها".

ضرر نسبي

وفي المقابل، يرى المحلل بن يشاي "أن تقاعد بايدن في هذا الوقت سبب لنا أيضًا ضررًا نسبيًا، حيث إن قدرة إدارة بايدن على صياغة ترتيب حكومي بديل لحماس في قطاع غزة، والذي سيشمل السلطة الفلسطينية ودولاً عربية فاعلة تضاءلت بشكل كبير".

"كما تضاءلت أيضًا فرص مساعدة إدارة بايدن لإسرائيل في تشكيل تحالف إقليمي رسمي واتفاقيات حول خطوط العمل المشتركة للحد من البرنامج النووي الإيراني"، بحسب بن يشاي.

ولفت إلى أنه "سيتعين على نتنياهو مناقشة كل هذه القضايا في واشنطن، ليس فقط مع الرئيس الحالي بايدن ونائبته هاريس، ولكن أيضًا السعي بأي ثمن تقريبًا للقاء المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب".

وذكر أن "إسرائيل تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى محاولة تثبيت ترامب، الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته على مبادئ العمل المشتركة التي سوف ينفذها، إذا تم انتخابه رئيسًا، لذلك فإن خطاب نتنياهو في الكونغرس يجب أن يكون بمثابة عملية تفكير للمشي على حبل مشدود".