وزير الخارجية الصيني: الوضع بساحة المعركة في أوكرانيا صعب
وضع الهجوم الإسرائيلي على إيران، المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والقادة الإيرانيين أمام معضلة صعبة، بعد أن سبق وتعهدت إيران بالرد على أي هجوم إسرائيلي على أراضيها.
ويرى الخبير في شؤون إيران بمعهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل، راز زيميت، أن إيران ملزمة بالرد من أجل تنفيذ تهديداتها.
وأضاف زيميت: "لكن ذلك قد يضعها أمام تهديدات أكبر، بما في ذلك خطر الانجرار إلى صراع عسكري مستمر ليس فقط مع إسرائيل، بل أيضاً مع الولايات المتحدة".
وقال في مقال عبر صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن "ردود الفعل الأولى في إيران على الهجوم الإسرائيلي محاولة واضحة للتقليل من خطورته، وهو ما يهدف إلى توفير سبيل للقيادة الإيرانية للنزول عن شجرة التهديدات التي تسلقتها بعد التحذير من أن أي هجوم إسرائيلي سيؤدي إلى رد فعل".
وأردف:"السؤال الآن ما إذا كان خامنئي سيستخدم بالفعل صلاحياته لاحتواء الهجوم، خاصة وأن القيادة الإيرانية نفسها تدرك أن الهجوم الإسرائيلي، مهما كان كبيرًا، يسمح لطهران بإنهاء جولة الضربات الحالية".
وتابع: "لم تلحق إسرائيل الضرر بالبنية التحتية الإيرانية أو المنشآت النفطية والنووية، ويبدو أنها نقلت رسائل إلى إيران في محاولة لمنع تصعيد أوسع نطاقًا".
وقال الخبير الإسرائيلي في الشؤون الإيرانية إن "إيران إذا لم ترد فسيكون هناك كثيرون في إيران وخارجها ممن يرون في ذلك علامة جديدة على الفجوة الكبيرة بين التهديدات الإيرانية بالرد على تصرفات إسرائيل والتنفيذ الفعلي لتلك التهديدات".
واستكمل حديثه: "لكن الرد على إسرائيل والدخول في مواجهة جديدة وواسعة قد يلحق ضررًا كبيرًا بقدرات طهران العسكرية واقتصادها، وربما يقوض استقرار النظام بمرور الوقت".
وقال زيميت إنه عند مفترق الطرق هذا، يتعين على خامنئي أن يختار بين خيارين صعبين؛ الرد على الهجوم الإسرائيلي مع تحمل مخاطر كبيرة، أو "شرب كأس السم"، وهو المصطلح الذي أطلقه مرشد الثورة الإيرانية الخميني على الموافقة على قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار مع العراق عام 1988.
وأشار إلى أن "تجنب الرد سيؤدي للمزيد من تآكل الردع الإيراني، ما يجعل طهران ملزمة بإعادة تقييم مفهومها الأمني بشكل كامل".
وأوضح أنه في ضوء هذا الواقع فإن القيادة الإيرانية قد تتبنى واحدًا من ثلاثة توجهات رئيسية؛ الأول يمثله الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، والذي يدعو لأن تتجنب إيران صراعًا عسكريًا مستمرًا ومباشرًا مع إسرائيل والولايات المتحدة، وأن تركز على حل مشاكلها الداخلية.
وأوضح أن ذلك التوجه يقتضي تسوية الملف النووي مع الغرب من أجل تخفيف العقوبات، وتخفيف التوترات مع جيران إيران العرب، وإعادة البناء الاقتصادي وجهود التنمية، وتضييق الفجوة المتسعة بين النظام والمواطنين.
أما التوجه الثاني، بحسب زيميت، يتمثل في الاستمرار في الوضع الحالي دون التراجع، ولكن أيضًا دون الوقوع في "الفخ" الذي تحاول إسرائيل نصبه لإيران، عبر الانجرار إلى صراع عسكري شامل بمشاركة أمريكية.
في حين يستند التوجه الثالث، إلى اعتقاد بأن التطورات الأخيرة كشفت عن ثغرات كبيرة في المفهوم الأمني الإيراني، وتتطلب منها تحسين قدرتها على الردع ليس فقط من خلال تحسين قدراتها الصاروخية واستعادة قدرات ميليشيا "حزب الله" والمحور الموالي لإيران، ولكن أيضًا من خلال تحقيق اختراق في مجال الأسلحة النووية، وفق المقال.
وقال زيميت، إن "مؤيدي هذا التوجه يرون في حصول طهران على السلاح النووي حصانة من الاستهداف من قبل إسرائيل والولايات المتحدة".
وأضاف: "سيكون مطلوبًا من إيران خلال الأيام والأسابيع المقبلة اتخاذ قرارات استراتيجية مهمة ليس فقط فيما يتعلق بالرد على الهجوم الإسرائيلي، بل أيضًا فيما يتعلق بمفهومها الأمني الشامل في ظل المواجهة المتصاعدة مع إسرائيل".