خلط استخدام الطائرات دون طيار "درونز"، من قبل الجماعات المتشددة أوراق الصراع في منطقة الساحل الأفريقي.
وخلال العام الجاري، شنت التنظيمات المتشددة في منطقة الساحل، لاسيما جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وتنظيم داعش، سلسلة هجمات أوقعت أعدادًا كبيرة من الضحايا.
وتؤكد الزيادة في الضربات الجوية والطائرات دون طيار والهجمات بالعبوات الناسفة والقصف الصاروخي على تغيير واضح في تكتيكات القتال، بحسب منظمة "أكليد" المتخصصة في جمع بيانات النزاعات وأحداثها.
وطالبت المنظمة بمراقبة استخدام التقدم التكنولوجي في الصراع بمناطق أفريقية في عام 2025، خاصة الاستخدام المتزايد للحرب بالطائرات دون طيار، والعنف عن بعد، من قبل الجهات غير الحكومية الفاعلة، والتي تشكل خطرًا إضافيًا على الأمن البشري والبنية التحتية الحيوية.
وتوصلت "أكليد" إلى أن استخدام الطائرات دون طيار من قبل الجهات الفاعلة الحكومية والجماعات المسلحة غير الحكومية، بما في ذلك "فاغنر"، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، اتسم بتغيير كبير في القتال.
وأصبح استخدام الطائرات دون طيار التجارية للعمليات الهجومية أكثر تطورًا وانتشارًا، وفق المنظمة الأمريكية، التي أكدت توظيف الجماعات المتشددة حروب الـ"درونز" ليس فقط للمراقبة والاستطلاع، ولكن أيضًا لتنفيذ الضربات المستهدفة باستخدام المتفجرات، والطائرات دون طيار الانتحارية.
واعتبرت المنظمة قدرات حرب الـ"درونز" في منطقة الساحل الأفريقي تقدمًا تكتيكيًا رغم أنها لاتزال وسائل ناشئة.
ومن نقاط الصراع التي طالبت "أكليد" بمراقبتها، تلك التحالفات الناشئة بين الطوارق والتبو، وغيرهما من المتمردين عبر حدود مالي والنيجر، إلى جانب التحالفات بين المتمردين داخل النيجر، التي تمثل متغيرات جديدة في معادلة النزاع.
وقالت: "رغم أن هذه المجموعات تتمتع حاليًا بنفوذ محدود، مقارنة بنظيراتها المتطرفة، فإنها قد تشغل في نهاية المطاف القوات العسكرية، التي تواجه بالفعل العديد من التهديدات الخطيرة".
ولاحظت التأثيرات المتتالية لعدم الاستقرار الإقليمي في الدول المجاورة، مثل بنين وتوغو، إذ يمثل تقدم عمليات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين توسعًا متعمدًا وإستراتيجيًا، وليس مجرد امتداد.
وعلى نحو مماثل، أصبحت المناطق الحدودية بين النيجر ونيجيريا نقاطًا محورية لنشاط كل من تنظيمي القاعدة وداعش في منطقة الساحل، وقد عملت هذه المناطق كملاجئ وملاذات آمنة للتنظيمين.
وفي مالي، هزم المتمردون من الإطار الإستراتيجي للدفاع عن شعب أزواد ومن مسلحي جماعة نصرة الإسلام، مرتزقة مجموعة فاغنر والقوات المالية قرب تين زواتين بمنطقة كيدال، في أواخر يوليو/تموز الماضي، الأمر الذي مثل أكبر هزيمة لمجموعة فاغنر في القارة الأفريقية حتى الآن.
وحذرت "أكليد" من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي واصلت عملياتها العنيفة لتعزيز نفوذها في المناطق الحدودية، خاصة في منطقة دوسو جنوبي النيجر، إذ أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن أولى عملياتها الدموية لعام 2024.
وتواجه النيجر تحديات أمنية متزايدة من جماعات مسلحة متعددة، خاصة تنظيم داعش في الساحل، الذي عزز وجوده على طول الحدود بين النيجر ومالي، في شمال منطقة دوسو، ومن خلال التسلل إلى ولايتي كيبي وسوكوتو في شمال غربي نيجيريا، نفذ مجندون نيجيريون محليون من "داعش"، يشار إليهم محليًا باسم "لاكوراوا" بلغة الهاوسا، مناورات هناك، بحسب اعتراف السلطات النيجيرية في أوائل نوفمبر /تشرين الثاني الماضي.
وإشارة إلى الوضع الأمني في بوركينا فاسو الغارقة في صراع مسلح متصاعد، لفتت "أكليد" النظر إلى خطر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي شنت هجمات واسعة النطاق، شملت سلسلة من عمليات القتل الجماعي للجنود ومتطوعي الدفاع عن الوطن والمدنيين، ما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص في منطقة الساحل.