الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل المساعد الأبرز لقائد لواء غزة في حماس
تواجه أوروبا تحديات كبيرة بعد اللقاء العاصف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، الذي أظهر فجوة واضحة في الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية "في ظل هذه التطورات، يشعر القادة الأوروبيون بالضغط للبحث عن حلول بديلة لمواصلة دعم كييف وضمان أمن القارة الأوروبية في حال تراجع الولايات المتحدة عن موقفها".
وأشارت الصحيفة إلى أن القادة الأوروبيين يسعون في قمة لندن المقررة يوم غد إلى إيجاد طرق لتعزيز التعاون في مواجهة روسيا، موضحة أن الوضع يهدد بتقويض الجهود الأوروبية إذا تم إضعاف دعم واشنطن.
قمة حاسمة
وقال التقرير إن أوروبا تسودها حالة من الارتباك بعد لقاء الرئيس الأمريكي مع الرئيس الأوكراني في البيت الأبيض، ما جعل العديد من القادة الأوروبيين يعيدون تقييم العلاقة مع الولايات المتحدة وتحديد كيفية مواجهة التحديات الأمنية التي تهدد القارة الأوروبية.
وفي أعقاب اللقاء، أعرب القادة الأوروبيون، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عن دعمهم الفوري لأوكرانيا.
بدوره، أدان ماكرون تصرفات ترامب، وأكد التزام أوروبا بسيادة أوكرانيا، قائلًا: "إذا كان هناك من يلعب بفكرة الحرب العالمية الثالثة، فهو فلاديمير بوتين، وليس زيلينسكي".
قمة أزمة
وتأتي هذه الأزمة في وقت حساس للغاية، حيث تواصل روسيا تقدمها العسكري في أوكرانيا، ما يطرح تساؤلات حاسمة لأوروبا: كيف يمكن للقارة أن تستمر في مقاومة موسكو دون دعم الولايات المتحدة؟ ومع إدارة في واشنطن يبدو أنها مستعدة لتقديم تنازلات لبوتين، ما الدور الذي يجب أن تلعبه أوروبا لضمان مستقبل أوكرانيا وحماية أمنها؟
وشددت الصحيفة على أن القمة المرتقبة في لندن، أصبحت الآن قمة أزمة، حيث خطط رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في البداية للحديث عن الأمن الأوروبي ومستقبل أوكرانيا، لكن تطورات اللقاء بين ترامب وزيلينسكي جعلت هذه القمة أكثر إلحاحًا.
وكان ستارمر، الذي التقى مؤخرًا مع ترامب، يأمل في أن يكون بمقدوره العمل كحلقة وصل بين الولايات المتحدة وأوروبا، لكن تداعيات اللقاء تهدد بتقويض تلك الجهود.
وفي بيان عقب اللقاء، أكد ستارمر دعمه الثابت لأوكرانيا، مشددًا على ضرورة التوصل إلى اتفاق سلام دائم يقوم على سيادة وأمن أوكرانيا.
قوة أوروبية لحفظ السلام
وتجدر الإشارة إلى أن قمة لندن ستجمع قادة من فرنسا وألمانيا وبولندا وإيطاليا والدنمارك وتركيا، إضافة إلى فون دير لاين وكوستا وأمين عام حلف الناتو مارك روت.
ولفت التقرير إلى أن أحد المواضيع الرئيسة التي ستتم مناقشتها هو التحضير لقوة حفظ سلام أوروبية، وهو مقترح تقوده لندن وباريس، وقد تلعب هذه القوة دورًا محوريًا في أي اتفاق سلام مستقبلي وفي حالة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مؤكدًا أن الوضع غير الواضح بشأن الدعم الأمريكي يجعل أوروبا في عزلة أكبر من أي وقت مضى.
وأكد التقرير أن الأمل في وجود "شبكة أمان" أمنية من واشنطن أصبح بعيد المنال، ما يرفع من احتمالية أن تتحمل الدول الأوروبية، خاصة بريطانيا وفرنسا، مزيدًا من المسؤولية في الدفاع عن أوكرانيا.
وخلص تقرير"لوموند " إلى أن الموقف بين القادة الأوروبيين أصبح أكثر انقسامًا مع تزايد الأزمة، مبينًا أنه بينما دعت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، إلى مناقشة صريحة بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن كيفية مواجهة التحديات، دعم رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان علنًا موقف ترامب، متماهيًا مع الحركات الشعبوية واليمينية المتطرفة في القارة.
ومع استمرار تطور الوضع، سيكون لقمة لندن دور حاسم في تحديد مستقبل العلاقات عبر الأطلسي وأمن أوروبا.
