ستارمر: نريد صفقة مع أمريكا لتخفيف الرسوم الجمركية

logo
العالم

خبراء: أوروبا "جادة" في تكوين محور عسكري جديد بسبب ترامب

خبراء: أوروبا "جادة" في تكوين محور عسكري جديد بسبب ترامب
لقاء بين زيلينسكي وستارمر ووزيرة الخزانة البريطانية ريفيسالمصدر: رويترز
02 مارس 2025، 6:13 ص

أكد خبراء أن أوروبا، بقيادة باريس وبرلين ولندن، تنظر بجدية إلى تكوين محور عسكري دفاعي في أسرع وقت وأقرب فرصة، في ظل مستوى التعامل الذي وصل إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يتطلب اعتماد الأوروبيين على أنفسهم.

وبينوا، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن "القارة العجوز" تأكدت من أن ترامب ليس في منطقة المنتصف كما يدعي، أو يلتزم الحياد من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، حيث يرون مدى ذهابه إلى تفاهمات مع الجانب الروسي تدمر أمن أوروبا وتنهي التحالف التاريخي بين الغرب.

أخبار ذات علاقة

ملاسنة ترامب وزيلينسكي تضع مستقبل أمن أوروبا على المحك

ودخلت أوكرانيا في حالة من الصدمة والقلق بعد اللقاء المتوتر الذي جمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنظيره الأمريكي ترامب ونائبه جيه دي فانس في المكتب البيضاوي، حيث ألقت المقابلة بظلالها على مستقبل الدعم الأمريكي لكييف؛ ما يزيد مخاوف أوروبا من عدم وضع ترامب في اعتباره حماية الأمن الأوروبي خلال المباحثات التي تُجرى مع روسيا حول التسوية الأوكرانية.

ويقول الباحث في العلاقات الدولية أحمد سعيد، إن ترامب كان يستهدف الوصول باللقاء إلى هذا الشكل لينتقل إلى مرحلة ثانية "ضاغطة"، يفرض بها تحديات وشروطًا على الأوروبيين والأوكرانيين، تصل إلى أن يكون الوجود الأمريكي محايدًا سياسيًّا، وألا تكون هناك التزامات على أساس عسكري في أوكرانيا، بعيدًا عمّا تراه واشنطن استراتيجيًّا.

وأضاف سعيد لـ"إرم نيوز"، أن تواصل الأوروبيين مع ترامب يدفع بشكل كبير إلى استمرار واشنطن في تقديم الدعم العسكري لكييف بأعلى سقف، وهو ما يقابله الرئيس الأمريكي بمحددات جديدة تعتمد أساسًا على عدم معاداة روسيا، وعلى أن يكون هناك انسحاب تدريجي من ارتباطات واشنطن، بحيث لا يزعزع مصالحها في التواجد بنقاط في شرق أوروبا.

ويرجح سعيد أن مستوى تعامل ترامب مع الأوروبيين يجعل العواصم الكبرى، باريس وبرلين ولندن، تفكر جديًا في تكوين محور أوروبي عسكري في أسرع وقت، إذ لم تعد العلاقة التي كان يتم التعويل عليها مع الولايات المتحدة كما كانت؛ ما يتطلب اعتماد الأوروبيين على أنفسهم.

وتابع سعيد أن لقاء ترامب مع زيلينسكي حمل صدمة للأوروبيين، حيث كان هناك تنسيق من جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لترتيب المواقف وتعزيز وحدة التحالف الأمريكي الأوروبي، وأن تكون أوكرانيا نقطة الانطلاق لهذا التحالف، إلا أن موقف ترامب لم يتغير، حيث يبدو أنه يتبنى علاقة استراتيجية جديدة لأمريكا لا تراهن فيها على الأوروبيين.

وأردف أنه على أثر ذلك، سيعمل الأوروبيون في أسرع وقت على تنسيق المواقف وإزالة القيود التي تفرضها أمريكا على أطر الدفاع الأوروبي منذ الحرب العالمية الثانية، لتأسيس منظومة دفاعية جديدة تعتمد على إمكانيات الأوروبيين لحماية أمنهم بعيدًا عن الاعتماد على الولايات المتحدة.

ويتفق معه المختص في الشؤون الأوروبية ناجي شمروني، الذي يرى أن بريطانيا، التي ابتعدت عن الأوروبيين وفصلت نفسها لسنوات عن مظلة "الاتحاد الأوروبي"، وجدت أن الموقف الأمريكي مع ترامب في تغيير أسس الدفاع المشترك بين ضفتي الأطلسي يهدد أمنها بشكل كبير، في ظل ما تخطط له روسيا من بسط نفوذها على عمق القارة العجوز.

وبين شمروني لـ"إرم نيوز"، أن الأزمة تتفاقم بين أوروبا والولايات المتحدة، وهو امتداد لأزمة حلف الناتو؛ ما يجعل لندن تدرك خطورة ما تذهب إليه واشنطن، وهو ما لاحظه "ستارمر" بعد لقائه مع "ترامب"، الأمر الذي يجعله يرى أولوية في إنشاء نظام دفاع أوروبي خاص لا يعتمد على واشنطن ولا يكون مرهونًا لحساباتها.

وأشار شمروني إلى أن الأوروبيين تأكدوا من أن ترامب ليس محايدًا كما يدعي لإنهاء الحرب، حيث يرون مدى ذهابه إلى تفاهمات مع الجانب الروسي تهدد أمن أوروبا وتنهي التحالف التاريخي بين الغرب.

واستكمل بأن هناك صدمة للدول الكبرى في أوروبا، التي تدرك الآن ضرورة إعداد نظام دفاعي قائم على تنسيق الإمكانيات العسكرية بين الدول الأوروبية وتعزيز التعاون فيما بينها، حتى يتم التوصل إلى منظومة متكاملة تحمي مصالحهم جميعًا عسكريًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات