حزب الله يؤكد أنه "لا يمكن أن يقبل" بأن تواصل اسرائيل هجماتها على لبنان
يسود في أوروبا الحديث رفع القيود والسماح لكييف باستخدام الصواريخ الأمريكية في ضرب العمق الروسي، إذ في أعقاب هذه الخطوة ظهر جليًّا انقسامٌ أوروبيٌّ خوفًا من تداعياتِ هذهِ الخطوة، وجر المنطقة إلى حرب عالمية ثالثة بين دول حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في الصراع الروسي الأوكراني.
قال د. آصف ملحم، مدير مركز «JSM» للأبحاث والدراسات، إن عواقب الهجوم الأوكراني بالصواريخ الغربية بعيدة المدى على روسيا، لن يغير الوضع بشكل جذري على الجبهة؛ فالهجمات بعيدة المدى بصواريخ Storm Shadow و SCALP و ATACMS على الخطوط الخلفية للجيش الروسي في الأراضي الأوكرانية، والتي تم تنفيذها منذ العام الماضي، لم تتمكن من وقف تقدم القوات الروسية في الدونباس، فمن غير المرجح أن تنجح الهجمات الصاروخية على مقاطعة كورسك بتغيير الوضع هناك.
وأشار مدير مركز «JSM» للأبحاث والدراسات، في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز»، أن النتيجة الرئيسة لهذه الخطوة الأمريكية هي زيادة حدة التوتر في العلاقات بين الغرب وروسيا، خاصةً أن الرئيس الروسي صرَّح علنًا بضع مرات سابقًا أن الضربات بالصواريخ الغربية بعيدة المدى ستعني الدخول المباشر لدول الناتو في حرب ضد روسيا، بل وقام بتحديث العقيدة النووية لهذا الغرض، ولكن حتى لو لم يحدث هذا، فمن المؤكد أنه سيكون من الصعب الاتفاق على إنهاء سريع للحرب، لأن مستوى العداء بين الغرب وروسيا سيزداد بشكل حاد.
وتابع د. آصف ملحم: «إذا قامت روسيا برد نوعي على الدول الغربية، وعلى وجه التحديد الولايات المتحدة، فإن هذا يعد أيضًا خيارًا جيدًا لمعسكر الغرب لأنه سيزيل تمامًا من أجندة ترامب أي إمكانية للاتفاق مع روسيا، وإذا زاد حجم الصدام بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، على أقل تقدير قد يصبح سببًا لتعطيل انتقال السلطة إلى ترامب بشكل كامل، مع الاحتفاظ بها مع الحزب الديمقراطي".
وأضاف، أن المشكلة الرئيسة هي أن انتقال المواجهة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي إلى المرحلة العسكرية يمكن أن يتحول بسرعة كبيرة إلى شكل نووي ويتسبب في حرب عالمية ذات دمار شامل ومتبادل.
من جانبه قال د. عمار قناة أستاذ العلوم السياسية، إن سماح بايدن لـ«كييف» بضرب العمق الروسي بصواريخ أمريكية بعيدة المدى يأتي ضمن الحالة الإعلامية التي تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية ما بعد الانتخابات الرئاسية كأداة يمكن استخدامها من قبل بايدن تجاة الإدارة القادمة في البيت الأبيض برئاسة دونالد ترامب، وذلك لتحميله ملفات ضخمة من خلالها يمكن أن يتعثر في بداية سياسته الخارجية.
وتابع أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات لـ«إرم نيوز»: «ممكن النظر إلى مراكز التصعيد في اتخاذ القرار السياسي داخل الولايات المتحدة والتي تشهد حالة من التخبط، خاصة بعد رفض مؤسسة البنتاغون توجيه مثل هذه الضربات واستخدام الأسلحة الأمريكية بهذا الشكل لعدم الوصول إلى المواجهة المباشرة مع موسكو وبالتالي حرب عالمية ثالثة».
وأكد قناة، أن تداعيات هذا التوجه الأمريكي الجديد مرتبطة أكثر بالداخل الأمريكي ضمن صراع داخلي وكذلك تداعيات في المنطقة الأوروبية بعد عجزها عن كيفية التعاطي مع الأزمة العسكرية، وكل ما نسمعه من بريطانيا وفرنسا مجرد مناورات إعلامية وسياسية، وأن الجميع يعلم أنه حتى استخدام هذه الصواريخ في ضرب العمق الروسي لن يغير من المعادلة العسكرية شيئًا على الأرض.
وفيما يتعلق بالتحركات المقبلة، كشف أستاذ العلوم السياسية عمار قناة، أن روسيا مستعدة لكل الاحتمالات ويمكن اعتبار التوجهات الأمريكية خطرًا ينذر بعودة التصعيد العسكري إلى مراحل متقدمة قد تدفع إلى مواجهة مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، ومن ثم حرب عالمية ثالثة مال لم يكن هناك انضباط في هذا الأمر.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية، أن سماح واشنطن لـ«كييف» بضرب العمق الروسي باستخدام الصواريخ الأمريكية يكون مسألة جس نبض لرد فعل الداخل الأمريكي، والأوروبي والروسي في الوقت ذاته.
ومن جانبه، أكد السفير مسعود معلوف، الخبير في الشؤون الأمريكية، أن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى تصل إلى ما يزيد على نحو 300 كيلو متر واستخدمها داخل الأراضي الروسية، يشكل تغييرًا جذريًّا في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه أوكرانيا وروسيا، مع العلم أن الرئيس الأوكراني زيلينكسي كان يطالب باستخدام هذه الأسلحة في الأراضي الروسية من قبل، ولكن بايدن وإدارته لم يسمحا له بذلك.
وقال السفير مسعود معلوف، في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز» إن من الأسباب التي دفعت واشنطن بالسماح بضرب العمق الروسي يرجع إلى القصف الروسي القوي الذي عطل شبكات الكهرباء في أوكرانيا بالكامل، كما أن روسيا حققت تقدمًا كبيرًا في الأشهر الأخيرة وبالتالي يمكنها تحقيق انتصار تام على أوكرانيا خلال الفترة القادمة.
وأشار معلوف، إلى أن جو بايدن يود أن يحافظ على إرثه بعد أن أصبح معروفًا بالرجل الضعيف بسبب مواقفه في قطاع غزة وإسرائيل ولبنان، وبالتالي فهو يود ترك الرئاسة خلال شهر يناير المقبل وهو يقول إنه قام بما يمكنه في دعم أوكرانيا وإيقاف الرئيس الروسي بوتين وعدم السماح له بتقدم أكثر نحو الغرب.
وتابع الخبير في الشؤون الأمريكية: «بايدن يريد أوكرانيا أن تكون في موقع قوة خلال المفاوضات التي قد تحدث بعد تسلم ترامب الرئاسة، إلا أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي ولن ترضى عن ذلك، وأن الرد الروسي سيأتي قريبًا جدًّا وفقًا لِما قاله الرئيس بوتين منذ أقل من شهرين، بأنه حال سمحت الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا باستعمال هذا النوع من الصواريخ فإن ذلك يعني تغير كبير وعظيم وإن العقيدة النووية الروسية المعدلة قد تطال حلف شمال الأطلسي».
وأضاف معلوف، أن بوتين كان يتوقع الأحداث وقرار الولايات المتحدة هذا، مشددًا على أن ذلك سيكون له عواقب وخيمة على أوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية والعالم، وبالتالي فالموضوع لم يمر سهلًا وقد نكون على أعتاب حرب عالمية ثالثة أو ربما تنتهي الأمور بمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بوساطة من الرئيس ترامب.. فلا أحد يعرف ماذا سيحدث في المشهد أو يستطيع توقع تطوراته.