تزامنا مع ضربات روسية عنيفة طالت مرافق للطاقة في أوكرانيا، قرار أمريكي يصب الزيت على نار الحرب في آخر أيام حكم بايدن، حيث ينال زيلنسكي ما يطالب به منذ أشهر طويلة باستخدام صواريخ بعيدة المدى تصل العمق الروسي.
موافقة أمريكية حمالة أوجه، فلماذا الآن وقبل تسلم ترمب، وكيف لهذا القرار أن يؤثر بمسار الحرب وهل سيدفعها نحو الانفجار أكثر؟
أثارت المشاركة الكورية الشمالية في الحرب الروسية انفعال الناتو والغرب عموما وأوكرانيا على وجه الخصوص، ودفع هذا وفق محللين أمريكا لاتخاذ خطوتها بالسماح لأوكرانيا باستخدام هذا النوع من صواريخ أتكامز وغيرها من نوع "بعيدة المدى"، بهدف إرسال رسالة لكوريا الشمالية بأن قواتها في خطر، حيث يرجح خبراء بأن تُستخدم هذه الأسلحة في البداية في منطقة كورسك غرب روسيا، المكان الذي تحشد أوكرانيا فيه 50 ألف مقاتل لاستعادة الأراضي التي فقدت السيطرة عليها.
موقف يعكس تغيرا في السياسية الأمريكية التي دأبت على ممانعة تخطي هذا البند، وظلت رافضة للمطلب الأوكراني لمدة ليست بالقصيرة، خوفًا من تصعيد روسي قد يشعل شرارة حرب أوسع، إذا ما ضُرب العمق الروسي حقًا، وهو ما أكدته أصوات روسية عدة منها كلام أندريه كليشاس العضو البارز في مجلس الاتحاد، الغرفة العليا للبرلمان الروسي، الذي قال إن الغرب ماضٍ في مستوى من التصعيد قد ينتهي بتدمير الدولة الأوكرانية بالكامل بحلول الصباح فقط.
على المقلب الآخر يرى بعض المحللين بأن قرارا كهذا لن يغير الكثير في خريطة الصراع، خاصة إذا ما استُخدمت الصواريخ فقط في كورسك، التي يطأها كوريون سيقاتلون فيها، ما يعطي مبررا أكبر لهذا القرار الأمريكي، أما عن توقيت القرار فيفسره خبراء أمريكيون وفق نيويورك تايمز بأنه جاء تطبيقا لسياسية بايدن التي تهاب رد الفعل الروسي، فتعاملت مع الموقف على أساس النهج التدريجي في تسليح الأوكرانيين.
وفي وقت يعتبر فيه هذا القرار حساسا بماهيته وتوقيته، فإن أي خطأ أوكراني باستهداف مناطق حساسة في العمق الروسي وبعيدا عن مناطق الصراع، قد يخلف آثارا كارثية ورد فعل روسيا عنيفا، لا سيما إذا ما سمحت بريطانيا وفرنسا باستخدام صواريخ ستورم شادو أيضا، حيث لم تعلق الدولتان حتى الآن على قرار بايدن.