مصادر طبية بغزة: ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 230 قتيلا إثر غارات إسرائيلية
يثير تدفق المهاجرين غير النظاميين بالآلاف على موريتانيا حيث يحدو هؤلاء أمل العبور إلى السواحل الإسبانية، تساؤلات حول ما إذا كانت البلاد في طريقها إلى التحول لبلد عبور أم مستقر لهؤلاء.
وأضحت شواطئ مدينتي نواكشوط (غرب) ونواذيبو (شمال غرب) وجهة مفضلة لآلاف المهاجرين القادمين من دول غرب إفريقيا، على غرار مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد وهي دول تشهد فوضى أمنية وسياسية.
وبحسب تقارير محلية، فإن موريتانيا تستضيف حالياً نحو 120 ألف لاجئ من مالي، يتركز غالبيتهم في مخيم "أمبرة" حيث فر هؤلاء من جحيم المعارك في بلدهم ويلف الغموض موعد عودتهم.
وعلق الناشط الحقوقي الموريتاني، الدوح عبدالله، على الأمر بالقول، إن "موريتانيا لن تكون بأي حال من الأحوال حارساً لحدود الآخرين، وستتعامل مع الهجرة غير النظامية وفق ما تمليه عليها القوانين والمواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان".
وأضاف عبد الله، في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، أن "تدخل موريتانيا سيقتصر على ضبط حدودها بما يضمن مصالحها وأمنها واستقرارها، والحكومة حريصة على مطابقة قوانين الهجرة لنظم العمل الوطنية والدولية، مع مراعاة مبدأ المعاملة بالمثل الذي هو مبدأ راسخ في العلاقات الدولية، ومع السهر على كل ما من شأنه خدمة مصالح الجاليات في الخارج".
وشدد على أن "في موريتانيا، أصبحنا نواجه ظواهر أخرى مرتبطة بالهجرة غير النظامية، مثل الاتجار بالبشر وبالمخدرات، وهو تهديد يغير حياتنا نحن الموريتانيين، الذين أصبحنا نتعايش مع ممارسات جديدة وأساليب غير مألوفة لدينا، وهي مشاكل لسنا مستعدين لها، ومثال جدي على ذلك هو موضوع المخدرات: المجتمع الموريتاني غير معتاد على استهلاك المخدرات وهي ظاهرة تتكاثر مع وصول المهاجرين غير الشرعين".
وأنهى عبد الله حديثه بالقول، إن "المواطن الموريتاني العادي أيضا خائف ويعيش في حالة من القلق المستمر؛ لأن رؤية الواقع الجديد الذي يواجهه تغلب عليه، عندما يبدأ التهديد بوضع القيم الاجتماعية والأمن والمبادئ على المحك".
ومن جانبه اعتبر المحلل السياسي، ولد الشيخ سيداتي، أن "موريتانيا تتعرض لموجة غير مسبوقة في تاريخها من المهاجرين غير النظاميين لسببين، أولهما الحروب في الإقليم، وفشل الدول في الساحل والثاني حدودها البحرية المباشرة مع أوروبا".
وأوضح سيداتي، في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، أنه "يضاف لهذه الموجات التي يتم اعتراضها في البحر غالبا وجود ربع مليون لاجئ في مخيم أمبرة شرق البلاد".
وأكد أن "موريتانيا الرسمية أطلقت عدة نداءات على لسان وزير الدفاع ووزير الخارجية والداخلية بأن حجم الضغط الذي يشكله المهاجرون عليها يفوق طاقة خدمات الدولة، وأن تأمين حدودها مع مالي رغم أنه أولويتها إلا أنه يشكل تحديا كبيرا لقوات الجيش والأمن؛ لأنها أطول حدود برية للبلاد".
واستنتج سيداتي أن "كل هذه العوامل تجعل تحدي الهجرة في المنطقة عموما وفي موريتانيا خصوصا تحديا كبيرا تفوق مواجهته مقدرات الدولة".