يثير الصراع على منصب رئيس وزراء فرنسا، مخاوف من انقسام ائتلاف اليسار الفرنسي، بعد أن توافق على شخصية لوسي كاستيتس، لتولي هذا المنصب.
وبرزت هذه المخاوف، بعد أن تداولت الأوساط السياسية الفرنسية، اسم اليساري برنارد كازينوف، كمرشح لهذا المنصب، الذي سبق أن تولاه في عهد الرئيس السابق، فرانسوا هولاند.
وفي هذا الإطار، يرى الباحث السياسي في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية، ديفيد ريجوليت-روز، أن "اختيار كازينوف هو بمثابة حل وسط يرضي اليسار، باعتباره سياسياً محنكاً يستطيع التوفيق بين اليمين واليسار".
ويقول ريجوليت-روز، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إنه "حتى انتهاء الهدنة الأولمبية، لم يكن هناك خليفة لرئيس الوزراء الفرنسي المستقيل، جابرييل أتال، والأمر الوحيد المؤكد هو إعلان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنه لن يعين مرشحة ائتلاف اليسار لوسي كاستيتس، رئيسًا للحكومة".
وأضاف الباحث السياسي الفرنسي، أنه "بينما يحرك اليمين بيادقه بدقة لدفع رئيس الدولة لاختيار، اليميني الوسطي زافييه برتراند، عن حزب الجمهوريين، فإن اليسار يحول أنظاره نحو برنارد كازينوف".
وتوقع ريجوليت-روز أن "يجسد رئيس الوزراء الاشتراكي السابق، كازينوف، التسوية الضرورية والتوافق لبناء التحالفات، وتجنب إجراء سحب الثقة في البرلمان".
ويلفت إلى أن العائق الوحيد أمام اختيار كازينوف، هو أنه كان وزيرًا للداخلية وقت الهجمات التي ضربت فرنسا في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015.
وفي يونيو/حزيران الماضي، لم يتردد كازينوف في انتقاد التحالف اليساري، خلال اجتماع عام في شارينت ماريتيم، قائلًا: "إذا كنت غاضبًا من التحالف الذي تم عقده مع اليسار، فهذا ليس لأنني توقفت عن أن أكون يساريًا، بل لأنني اعتبرت أن التحالف يجب أن يتم بين التشكيلات الديمقراطية والجمهورية لليسار".
وفي أغسطس/آب الجاري، أكد كازينوف على قناة"إل.سي.إي" الفرنسية، أنه "لم يرفض أي عمل يعرض عليه".
وأضاف: "إذا كان يجب القيام بذلك بشكل جماعي، فسأكون مستعدًا دائمًا".
ويقول الباحث ريجوليت-روز إن "كازينوف يتمتع بكل الصفات اللازمة لتجسيد يسار واضح في قيمه، بمواجهة اليسار واليمين المتطرفين، ولديه القدرة على التعايش، كما أنه شخصية يسارية لن تجعل اليسار الفرنسي يرفضه".
وأوضح أن هذه الفرضية تخاطر بإيقاظ التوترات مجددًا بين فرنسا الأبية والحزب الاشتراكي، الذي أيد ترشيح لوسي كاستيتس، وبالتالي إضعاف الجبهة الشعبية الجديدة لليسار، ما يثير انقسامات اليسار مجددًا.
إلى ذلك، قالت مرشحة ائتلاف اليسار، لوسي كاستيتس، إنها "فوجئت بالأسماء جميعها" المتداولة كرؤساء وزراء محتملين في المستقبل، مثل القيادي في حزب اليمين الفرنسي "الجمهوريين"، ورئيس إحدى المقاطعات الفرنسية، كزافييه برتراند، أو رئيس الوزراء السابق برنارد كازينوف.
وعن فرضية تعيين كازينوف، قالت كاستيتس إن "برنارد كازينوف يمثل خطًا سياسيًا مختلفًا بعض الشيء عن خطي، وأنا أكن احترامًا كبيرًا لما فعله (...) لكن عندما يتعلق الأمر بالشخصية التي يجب أن تكون رئيسة للوزراء، فإنها يجب أن تأتي من الائتلاف الجديد".
وتفضل شخصيات سياسية فرنسية ائتلافًا يمثل الاشتراكيين الديمقراطيين وحزب الجمهوريين، مع استبعاد حزب فرنسا الأبية اليساري المتطرف.