الاتحاد الدولي للصليب الأحمر يبدي "غضبه" إثر مقتل ثمانية مسعفين من الهلال الأحمر في غزة
شهدت العاصمة الصربية بلغراد، السبت، مواجهات متفرقة بين المتظاهرين المناهضين للحكومة وشرطة مكافحة الشغب، إلى جانب أنصار الرئيس ألكسندر فوتشيتش، وذلك خلال مسيرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف احتجاجًا على الفساد وسوء الإدارة.
وانتشرت قوات الشرطة بكثافة في حديقة بيونيرسكي ومحيطها، حيث نصب الطلاب المحتجون مخيمًا للمطالبة بإصلاحات تعليمية، فيما وصفهم أنصار فوتشيتش بـ"المتطرفين".
وعلى الجانب الآخر من الشارع، اصطف مئات من قدامى المحاربين من الوحدات العسكرية النخبة، مرتدين قبعات كستنائية، وراكبي دراجات نارية، للتعبير عن دعمهم للطلاب. وسار راكبو الدراجات النارية ببطء، مطلقين أصوات محركاتهم في استعراض للقوة.
وفي محاولة لتجنب التصعيد، نشر الطلاب مئات الحراس من صفوفهم، مرتدين سترات صفراء، للفصل بين المتظاهرين وقوات الشرطة.
وبدأت المظاهرات الطلابية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد مقتل 15 شخصًا في حادث انهيار مظلة خرسانية بمحطة قطارات في مدينة نوفي ساد شمال البلاد؛ واتهم المحتجون الحكومة بالفساد وسوء الإدارة، مطالبين بمحاسبة المسؤولين.
وسرعان ما انضم إلى الاحتجاجات طلاب ومعلمون ومزارعون وعمال، في تحدٍ غير مسبوق للرئيس فوتشيتش، الذي يحكم البلاد منذ 12 عامًا كرئيس للوزراء ثم كرئيس للجمهورية.
ووصل آلاف الطلاب المتظاهرين إلى بلغراد، الجمعة، بعد أن قطع العديد منهم مئات الكيلومترات سيرًا على الأقدام أو بالدراجات. ومع دخول الاحتجاجات يومها الرئيس، اندلعت اشتباكات متفرقة خلال الليل واستمرت حتى صباح السبت.
وفي ضاحية جاركوفو، صدمت سيارة رتلًا من المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة 3 أشخاص، فيما أعلنت الشرطة اعتقال السائق.
وفي وسط بلغراد، أصيب طالب ومحاضر جامعي في هجوم نفذه مجهولون فجر السبت، كما اعتقلت الشرطة 3 أشخاص بعد هجوم على الجرارات التي حاصر بها الطلاب حديقة بيونيرسكي.
ورغم التوترات الليلية، سادت أجواء احتفالية بين المتظاهرين السبت، حيث خرج السكان المحليون إلى الشوارع لتقديم الطعام الساخن للطلاب، بينما قدمت الجدات الصربيات الكعك والفطائر الطازجة للمتظاهرين.
وفي محاولة لتجنب المزيد من العنف، قرر المنظمون نقل المنصة الرئيسة من أمام البرلمان إلى ساحة سلافيا، على بُعد كيلومتر واحد. وقال الطلاب في بيان على إنستغرام: "لا نريد العنف... ولا نريد اقتحام المؤسسات الحكومية".
من جانبه، دعا الرئيس فوتشيتش الشرطة إلى ضبط النفس، مع التأكيد على ضرورة اعتقال مثيري الشغب. وتوقعت السلطات مشاركة ما بين 60 إلى 80 ألف متظاهر، فيما أكد المنظمون أن الأعداد ستكون أكبر بكثير.