مجلس بلدية إسطنبول ينتخب رئيسا مؤقتا لقضاء باقي فترة ولاية إمام أوغلو
رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الاحتجاجات الطلابية التي أعقبت انهيار مظلة محطة سكة حديد نوفي ساد في صربيا، وأدت إلى مقتل 15 شخصًا، تفتقر إلى التعبير السياسي الواضح، مما يجعل مستقبل مطالبهم غير مؤكد.
واعتبرت المجلة أن الطلاب ارتكبوا خطأ برفضهم الدخول في حوار مع رئيس البلاد، إذ لا يمكن تحقيق التغيير الجذري إلا من خلال الانتخابات.
وقالت إن "هذه الاحتجاجات لا تقودها أحزاب سياسية معارضة بل طلاب قاموا في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بإغلاق مباني جامعاتهم ونظموا مظاهرات، وجذب أكبر تجمع نحو 100 ألف شخص إلى الشوارع".
وأضافت: "الآن، بعد ما يزيد على 4 أشهر من المظاهرات، لم تجد الحكومة الصربية بعد طريقة لتهدئة الغضب العام".
وتابعت: "لم تؤد استقالة رئيس بلدية نوفي ساد ورئيس الوزراء إلى تهدئة المتظاهرين، الذين يصرون على ضرورة تغيير النظام بأكمله. وقد طرح الطلاب 4 مطالب رئيسة يجب على الحكومة تلبيتها لإنهاء حصار الجامعات".
وكافحت السلطات لمواجهة الحركة الطلابية، التي تفتقر إلى القيادة الرسمية وتتخذ القرارات بشكل جماعي من خلال الاجتماعات العامة، ومع ذلك، وبمرور الوقت، قد يثبت غياب الهيكل الهرمي أنه قضية رئيسة.
ففي حين أن هذا التنظيم الأفقي الذي لا يقوده قائد - ويذكرنا بحركة "احتلوا وول ستريت" التي بدأت باحتجاجات في "وول ستريت" في نيويورك عام 2011 - كان حتى الآن ميزة للطلاب، فإن التاريخ يظهر أن الحركات السياسية من هذا النوع أكثر عرضة للصراعات الداخلية وتميل إلى الانهيار".
وأوضحت المجلة أن رفض المتظاهرين الدخول في محادثات مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتيتش (على أساس أنه ليس السلطة المختصة) كان "خطأً ناجماً عن الافتقار إلى الغريزة السياسية".
وعلى الرغم من أن هذا صحيح من الناحية النظرية، إلا أنه في الواقع، حسب المجلة، "فإن الرئيس فوتيتش هو من يتحكم في كل شيء. والاعتماد على الدستور في ظل ديمقراطية زائفة ذات مؤسسات ضعيفة هو حجة "نادي مناظرات " لا تفعل شيئًا لتعزيز أهداف الاحتجاج بطريقة عملية" وفق تعبيرها.
وحذرت "فورين بوليسي" من أن "التمسك بمثل هذا الموقف الحازم أمر منطقي، خاصة في مواجهة احتمال التفاوض مع رجل قوي مثل فوتشيتش، لكن الوقت ينفد".
ورأت أنه "كلما طالت مدة الاحتجاجات، أصبح من الصعب على المنظمين الحفاظ على الإقبال، وستُصاب الحشود بالإحباط حتماً إذا شعرت بأنها لا تحقق أي تقدم، وفي مرحلة ما، ستبدأ الأعداد بالانخفاض".
وأكدت أن "طموحات الطلاب لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الانتخابات أو بدعم وضغط المجتمع الدولي ــ ولا يوجد أي منهما كخيار متاح حاليا".
وختمت أنه "نظرا للظروف، فمن المرجح أن يضطر الطلاب إلى تغيير مسارهم أو مشاهدة حركتهم تتفكك ببطء".