عاجل

آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان

logo
العالم

خبير في القانون الدولي: التعايش مع اليسار لن يُضعف ماكرون

خبير في القانون الدولي: التعايش مع اليسار لن يُضعف ماكرون
جان لوك ميلينشون (يمين) وأوليفييه فورالمصدر: مجلة باري ماتش
09 يوليو 2024، 1:11 م

يشرح أستاذ القانون الدولي في فرنسا، الدكتور مجيد بودن، في حوار مع "إرم نيوز" فرضيات التعايش الممكنة في فرنسا بعد الانتخابات التشريعية المبكرة.

ويقول بودن إن معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي حلَّ ثانيًا في الانتخابات، بات، اليوم، محاصرًا بين اليسار صاحب الصدارة، واليمين المتطرف المصدوم بعد حلوله في المركز الثالث، لكن الرئيس لن يفقد صلاحياته واضطراره إلى التعايش مع معسكر من غير معسكره لن يُضعف موقفه.

6cb4b529-e7ca-4314-9dbb-5e928349fd83

ما الآليات القانونية والتشريعية المتعلقة بتشكيل الحكومة المقبلة؟

رئيس الدولة له كافة الصلاحيات الدستورية لتشكيل الحكومة، حيث سيأخذ من الكتلتين الكبيرتين في البرلمان، ليكون العمل على التفاوض لتقديم برنامج حكومي، إما من خلال ائتلاف حكومي أو اتفاق على تشكيل حكومة أقلية تسندها الأغلبية، وهذان سيناريوهان مطروحان أمام الرئيس الفرنسي، لكن ذلك سيستغرق بعض الوقت لأن الأحزاب تتشاور، وستقدم رؤيتها لرئيس الدولة الذي بيده القرار النهائي.
 
كيف سيتعايش ماكرون مع الحصار المفروض بين اليمين المصدوم واليسار الفائز؟
 
الدستور الفرنسي يضمن صلاحيات كبيرة لرئيس الدولة، فهو رمزها، وله سلطة تمثيل الدولة، ولا تزال في مدته الرئاسية 3 سنوات قادمة حتى 2027، ويمكنه التفاهم مع اليسار واليمين المعتدل على تشكيل حكومة بين اليسار وجزء من اليمين وجزء من الوسط المعتدل، وبالتالي تكون حكومة على تناغم مع رئيس الدولة، أو تكليف اليسار من الشق المعتدل، بتشكيل حكومة يكون مسنودًا فيها من الأحزاب الأخرى.

وفي كل الحالات سيكون هناك تعايش، لاسيما أن الرئيس ماكرون سيمارس مهامه في إطار السياسة الخارجية والدفاع والأمن لفرنسا، وهي من مسؤوليات رئيس الدولة.

أخبار ذات علاقة

لا تقارب يمينا ويسارا.. ماكرون يُطارد ائتلافا مستحيلا

 
هل أنّ ما حققه اليسار في الانتخابات التشريعية بمثابة قلب الطاولة في المشهد الفرنسي؟
 
نتائج الانتخابات التشريعية في فرنسا كانت السِّمة الأساسية فيها رفض ثلثي الناخبين لـ"التجمع الوطني" الذي يمثل أقصى اليمين الذي يريد أن يكون المجتمع الفرنسي منغلقًا وقائمًا على الإقصاء مع نشر التفرقة، وهذا ما رفضه الناخب الفرنسي، ليصبح هذا الحزب في المرتبة الثالثة.
وهذه هي الميزة الأساسية في ديمقراطية فرنسا، بدفع الناخبين اليسار إلى المرتبة الأولى، عندما شعروا بخطر، لنكون على موعد مع التداول العادي السلمي للسلطة، بين اليمين المعتدل والوسط واليسار.
 
هل يستطيع اليسار تشكيل حكومة بمفرده دون قطع طريق من اليمين المتطرف؟
 
ما حدث سيأتي بتشكيل حكومة هدفها تلبية المطالب الأساسية للطبقة البسيطة والوسطى عبر برنامج، مما يترتب عنه سحب البساط من تحت أقدام اليمين المتطرف، وكذلك حتى يستقر الأمن وتتحول المنظومة الاجتماعية إلى أكثر عدالة وتضامن وأن تعالج أيضًا مشكلة الهجرة بشكل إنساني يأخذ في الاعتبار أوضاع المهاجرين وأيضًا مصالح فرنسا، في التجانس والاندماج في المجتمع الفرنسي. 
 
ما أبرز المخاوف التي كانت قائمة في فوز اليمين المتطرف؟
 
المخاوف مرتبطة بشكل كبير بالمد الذي ظهر لـ "اليمين المتطرف" في أوروبا، ولكنها تغيرت مع ما شهدته بعض الدول، رأينا هذا الصعود في المجر وسلوفاكيا، كذلك في هولندا، والسويد، والدنمارك، وفنلندا، وبولندا، التي قررت بعد تجربتها مع "اليمين المتطرف" المجيء بحكومة معتدلة، وانعكس نفس التراجع لليمين في الشمال الأوروبي.

ثم خرجت بريطانيا من هذه السياسات المتشددة لنرى فوزًا بأغلبية كبيرة لليسار البريطاني "المعتدل"، وبالتالي هذا التيار الآن يسود في جزء كبير من أوروبا، وهو نفس التيار الذي حقق الفوز في الانتخابات الفرنسية، عندما تم رفض "اليمين المتطرف" وكان الذهاب إلى الاعتدال المكون من كتلة الوسط واليسار المعتدل وبعض من اليمين المعتدل.

أخبار ذات علاقة

لوموند: ماكرون يأمل بتفكك "اليسار" وتشكيل ائتلاف "قابل للحياة"

 
ما أهم الملفات الصعبة التي تواجه "اليسار" مع تشكيل الحكومة الفرنسية؟

الملفات التي ستتناولها الحكومة الجديدة والتي ستكون مكونة من جزء كبير من اليسار المعتدل والوسط واليمين الوسط وليس المتطرف، تأتي في صدارتها، الاهتمام بالتعامل مع ملفات القدرة الشرائية والحد من غلاء المعيشة وتلبية المصالح الأساسية للطبقات الضعيفة، وهي مسائل أساسية بنى عليها اليمين المتطرف كل سياساته حتى في حملاته الانتخابية، لتخويف المجتمع، عندما قام بتحميل المهاجرين المسؤولية عن هذه الأزمات، لذلك هذه الأمور ستكون العمود الفقري في برنامج الحكومة الجديدة.

هل من الممكن أن ينعكس زلزال اليسار الفرنسي على انتخابات ألمانيا القادمة وسط مخاوف من صعود "اليمين المتطرف" هناك؟

نتائج الانتخابات الفرنسية التي رفضت اليمين المتطرف ستكون لها انعكاسات على كل أوروبا، وبالطبع في الصدارة ألمانيا خلال الانتخابات المقبلة، وذلك مع متطلبات قيام الحكومة الحالية بالعمل على إتمام البرامج الاجتماعية والاقتصادية، التي سيبني اليمين المتطرف على أي تقصير فيها حملته الانتخابية، ولذلك فإن إتمام هذه الملفات بالشكل المطلوب، سيكون رافعة أساسية في ألمانيا، حتى تكون الحكومة المقبلة يسارية معتدلة تحمل أيضًا الوسط.

وتجب الإشارة إلى أن اليمين المتطرف يبني حملاته على وعود يعلم الجميع أنها لن تنفذ، ولذلك إذا قام الوسط واليسار في ألمانيا بتنفيذ البرامج التي قدموها سيكون لذلك تأثير كبير على نتيجة الانتخابات المقبلة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC