عاجل

أكسيوس: أوستن يؤجل زيارته لإسرائيل بسبب التصعيد على الحدود الشمالية

logo
العالم

بزشكيان في العراق.. "مطامع إيرانية" تستبق الانسحاب الأمريكي

بزشكيان في العراق.. "مطامع إيرانية" تستبق الانسحاب الأمريكي
الرئيس الإيراني من زيارته للعراقالمصدر: غيتي
14 سبتمبر 2024، 3:22 م

كسر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، العرف بأول زيارة خارجية لأي رئيس جديد بزيارة الأمم المتحدة، وجعل بغداد أول محطة خارجية له، في دلالة على أهمية العراق في منظور طهران على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي.

واختتم الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أمس الجمعة، جولته في العراق التي بدأت، الأربعاء الماضي، (11 أيلول 2024) في العاصمة بغداد، ليمر بعدها بمدن النجف وكربلاء وأربيل والسليمانية، ليختتم زيارته من مدينة البصرة ليصبح بذلك أول رئيس إيراني يزور تلك المدينة العراقية منذ 100 عام.

 

بغداد.. المحطة الأولى 

في مطار بغداد استقبل رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في أول زيارة له للعراق بعد توليه الرئاسة، في خطوة منه للالتزام بتعهداته إبان الحملة الانتخابية بمنح الأولوية لترميم علاقة طهران الخارجية، لا سيما مع دول الجوار، في مساعٍ لتخفيف الآثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للعقوبات الغربية على الجمهورية الإسلامية.

يقول الأكاديمي والباحث في مركز العراق للدراسات الإستراتيجية، إبراهيم البدراني، إن "الرئيس الإيراني الجديد يسير على خطى سلفه، إبراهيم رئيسي، من خلال إعطاء أولوية للعلاقات مع دول الجوار والمنطقة، التي يعدها مفتاحًا للولوج إلى العالم الغربي عبر وساطات تلك الدول، في محاولة منه لاستعادة تلك العلاقات، أو على الأقل التقرب منها خطوة بعد خطوة".

وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن "اختيار بزشكيان لبغداد نتيجة إمساكها العصا من الوسط بين المعسكرين الأمريكي من جهة والروسي من جهة أخرى، وهو بات يمتلك علاقات طيبة مع السعودية والإمارات وباقي الدول الخليجية، التي يمكنه أن يقارب بينها وبين طهران، كما حدث في وساطات العراق مع السعودية إبان حكم رئيسي".

وقاد رئيس الوزراء العراقي، محمد السوداني، والرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، لجنة مشتركة موسعة وقعت خلال اللقاء 14 مذكرة تفاهم في مجالات مختلفة.

وقال، السوداني، إن هذه المذكرات ستمثل "خارطة عمل واعدة للمضي في تعزيز التعاون المشترك بين البلدين"، على حين أكد، بزشكيان، أنه بحث مع السوداني "مشاريع إستراتيجية على المدى البعيد ستؤدي إلى تعاون أكبر بين البلدين"، من ضمنها مشروع السكك الرابط مع العراق.

أخبار ذات علاقة

أول زيارة خارجية لبزشكيان.. العراق في قلب الاستراتيجية الإيرانية (فيديو إرم)

 

ومن اللافت خلال زيارة، بزشكيان، للعراق، أنه التقى السلطات الثلاث العليا في البلاد، بدءًا من السلطة التنفيذية المتمثلة برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والسلطة التشريعية بلقائه رئيس البرلمان بالنيابية محسن المندلاوي وعدد من النواب، وصولًا إلى لقائه مع رئيس السلطة القضائية، القاضي فائق زيدان.

هذا مع لقائه برئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، الذي كان لقاءً بروتوكوليًّا، بحسب مراقبين للشأن السياسي، إذ بحثا الجانبين، العلاقات الثنائية وضرورة تفعيل بنود الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين.

يقول الأكاديمي والمختص بالشؤون الإيرانية، سردار خوشناو، إن "لقاء بزشكيان بكل الأطراف الحكومية وغير الحكومية، دلالة على إدراكه بأهمية العراق من جانب، وتعكز طهران على العراق للخروج من أزمتها الحالية من جانب آخر".

وأكد، خلال حديثه، لـ "إرم نيوز"، أن "هذه الزيارة لم تأتِ من فراغ، فهي جاءت متزامنة مع قرار الولايات المتحدة الأمريكية بالاستجابة لرغبة العراق لسحب قواتها، وإنهاء دور التحالف الدولي كاملًا في البلاد".

ويرى، خوشناو، أن "طهران تريد أن تهيمن أكثر فأكثر على العراق وأن تأخذ مكانة متقدمة في الساحة العراقية بدل أمريكا، خاصة على مستوى الهيمنة الأمنية والاقتصادية".

 

البيت "الشيعي"

لم يكتفِ، بزشكيان، خلال زيارته إلى بغداد بلقاء القادة السياسيين على المستوى الحكومي فقط، بل شملت تلك اللقاءات قادة الإطار التنسيقي الذي يضم الكتل كلها "الشيعية" فضلًا عن لقاءاته بقيادات فصائل مسلحة مثل الشيخ قيس الخزعلي وهادي العامري وغيرهم.

وتربط الأحزاب السياسية الشيعية علاقات وثيقة مع الجانب الإيراني فغالبيتها قد تأسست في طهران منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وهي تدين لإيران بإيوائها حتى عام 2003، ودعمها لوجستيًّا وسياسيًّا وأمنيًّا ما بعد تغيير النظام السابق.

الخبير الإستراتيجي، مؤيد الجابري، يرى خلال حديثه، لـ "إرم نيوز"، أن "لقاءات، بزشكيان، بقادة الإطار التنسيقي وعدد من قيادات الفصائل يأتي ضمن مساعي طهران لحثها على تخفيض التصعيد الأمني في المنطقة، عبر حثها على عدم استهداف القوات والبعثات الأجنبية خلال المرحلة المقبلة".

 وهذا ما أكدته مصادر خاصة لـ "إرم نيوز"، إذ قالت، إن "بزشكيان حث خلال لقاءاته "قيادات الفصائل المسلحة من خلال رسائل غير مباشرة على التهدئة حاليًّا"، خاصة مع قرار القوات الأمريكية الانسحاب من المنطقة.

 

الاقتصاد.. الهدف الرئيس 

يعد العراق ثاني أكبر وجهة للصادرات الإيرانية، إذ تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 14 مليار دولار، في خطوة يعدُّها خبراء في الشأن الاقتصادي، بوابة لهروب طهران من العقوبات الاقتصادية.

وقبيل زيارة، بزشكيان، للعراق وصف لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أبو الفضل زهراوند، العراق بالجسر الرابط بين إيران وسوريا ولبنان، داعيًّا لإزالة الحدود بين تلك البلدان.

وقال في تصريحات لوسائل إعلام، أن "العراق من أكبر الدول التي تمتلك احتياطيات نفطية لا حصر لها، ويمكن لإيران أن تلعب دورًا نشطًا للغاية في إدارة الأسعار في السوق بالتعاون مع هذا البلد، وأن هذا البلد يقع في عنق الزجاجة الجيوسياسي، ويمكن لإيران أن تساعد على حل هذا عنق الزجاجة".

يقول الخبير الاقتصادي، عمار الشجيري، لـ "إرم نيوز"، إن "جل العقوبات على المصارف العراقية، كانت بسبب تورطها في عملية تهريب العملة الصعبة لإيران، لذا فإن بزشكيان وحكومته يسعيان لإيجاد طرق قانونية لسد النقص في العملة الصعبة، وتعزيز اقتصاد طهران عبر العراق".

عام 2022 عمل العراق على تسديد 800 مليون يورو من ديون إيران لتركمانستان، كدين في عنقه عن صادرات الغاز الإيراني للعراق، واستخدم 1.2 مليار يورو من الأموال الإيرانية المحتفظ بها في بنك التجارة العراقي لشراء سلع لإيران. 

الشجيري، يتوقع "مزيدًا من التعاون الاقتصادي والانفتاح بين البلدين سيحدث في حال تقهقر نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية من العراق"، خاصة أنه من البلدان القليلة المستثناة من العقوبات الأمريكية النفطية على إيران.

 

كردستان بعيون إيرانية 

شكل إقليم كردستان العراق محطة مهمة لـ، بزشكيان، إذ لم يكتفِ بلقاء القيادات الكردية في أربيل مركز الإقليم ومقر رئيس الحكومة، بل يعرف الإيرانيون جيدًا مدى الهوة بين الحزبين الرئيسين في الإقليم، الاتحاد الوطني الكردستاني الأقرب لطهران، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.

لذا؛ عمد، بزشكيان، على زيارة البارزاني في أربيل، وعائلة الطالباني في السلمانية، وهو قد حاول تقريب وجهات النظر بينهما، وحثهما على التماسك، بما يضمن الاستقرار الأمني والسياسي على حدود كردستان مع إيران.

وهذا يأتي متوافقًا مع رغبة، البارزاني مسعود، بتصفير الخلافات والمشاكل مع طهران، خاصة أنه يعرف جيدًا مدى التأثير الإيراني على العملية الانتخابية المرتقبة في تشرين الأول المقبل.

تشير المصادر من إقليم كردستان، بأن "بزشكيان شدد خلال لقاءاته خاصة مع الديمقراطي الكردستاني على سحب الدعم المقدم للمعارضة الكردية الإيرانية، وتنفيذ الاتفاق الأمني بين بغداد وطهران"، القاضي بسحب المعارضة الإيرانية من الحدود نحو العمق العراقي.

ومن الجدير بالذكر أن الحكومة العراقية أبعدت كل الأحزاب الكردية المعارضة للنظام الإيراني ونقلتهم إلى 6 مخيمات، أربعة منها في أربيل واثنان في محافظة السليمانية، وغلقت قبيل زيارة بزشكيان، بأيام قليلة ما يزيد على 77 مقرًا ونقطة عسكرية في الشريط الحدودي بين إقليم كردستان وإيران.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC