في أول تحرك دبلوماسي له خارج حدود إيران، اختار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان العراق وجهته الخارجية الأولى بعد توليه منصبه في يوليو الماضي.

تأتي هذه الزيارة في وقت حساس للغاية، إذ تشهد المنطقة تقلبات جيوسياسية وتوترات متصاعدة بين إيران وقوى إقليمية ودولية عدة.

يرى محللون وخبراء أن هذا التوقيت لم يُختر عبثا، بل يبدو جزءا من استراتيجية مدروسة لإظهار متانة العلاقات الإيرانية-العراقية، وتعزيز التحالفات الإقليمية في مواجهة التحديات المشتركة.

فالزيارة تأتي بعد أيام قليلة من تصعيد خطابي إيراني لافت، أكد فيه بزشكيان أهمية بناء علاقات قوية مع الدول الجارة لمواجهة الضغوط الخارجية.

من الناحية السياسية، تعد بغداد حليفاً مهماً لطهران، وتشكل بوابة لتعزيز النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط ووسيطا مباشرا مع الغرب.

أما اقتصاديا، فالعراق أحد أكبر شركاء إيران التجاريين. ويعد من الدول القليلة المستثناة من العقوبات الأمريكية النفطية على إيران، إذ تستمر بغداد في استيراد الغاز الطبيعي والكهرباء من طهران بموجب إعفاء أمريكي يتجدد كل فترة.

العراق أيضا ساحة رئيسة للصراع والنفوذ بين إيران والولايات المتحدة، وزيارة بزشكيان قد تكون رسالة واضحة لواشنطن بأن طهران مستمرة في دعم حلفائها في بغداد، ومستعدة لمواجهة أي محاولات لتقليص نفوذها هناك، وأنها قادرة على تأمين مصالحها في هذا البلد الحليف.