منطقة "المجد العسكري" الروسي.. ما أهمية مدينة "كورسك" النووية؟

تتوغل قوات تابعة لأوكرانيا، منذ يوم الثلاثاء الماضي، في منطقة  كورسك الروسية الحدودية، بالتزامن مع إعلان روسيا حملة لمواجهة هذا التقدم.

وسارعت روسيا إلى نشر قوات ومعدّات إضافية، بما في ذلك دبابات وقاذفات صواريخ ووحدات طيران لمحاولة وقف الهجوم الأوكراني.

وتعتبر كورسك، مدينة روسية حدودية مهمة، وكانت مسرحًا للعديد من المعارك العسكرية تاريخيًا، منذ الحروب التترية حتى الحرب العالمية الثانية.

وتقع المدينة، على مقربة من الحدود الأوكرانية، وتبلغ مساحتها حوالي 190 كيلومترًا مربعًا، وعدد سكانها أكثر من 440 ألف نسمة، وتبعد نحو 536 كيلو مترًا، غربي موسكو.

وكانت كورسك سقطت في يد الجيش الألماني، خلال محاولته التقدم نحو موسكو في الحرب العالمية الثانية، لكن خلال عامين، استعادها الجيش الروسي مجددًا.

ويُنظر إلى المدينة في روسيا، على أنها قدمت "بطولات وتضحيات" خلال الحرب العالمية الثانية؛ ما جعلها تستحق لقب مدينة "المجد العسكري".

وتقع المدينة على ضفاف نهر سييم، وهي محور كبير لخطوط النقل البرية.

 

محطة نووية

وتحوي كورسك، محطة للطاقة النووية تحوي 4 مفاعلات، تغذي شبكة الكهرباء في المدينة ذاتها و19 منطقة أخرى.

وتقع المحطة قرب بلدة كورتشاتوف التي تفتقر حاليًا إلى الكهرباء بعدما اندلعت النيران في محطة فرعية إثر سقوط شظايا من مسيرات أوكرانية، بحسب الحاكم الإقليمي أليكسي سميرنوف.

ودعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة إلى الحذر، في وقت تستمر المعارك على مقربة من المحطة النووية الروسية في منطقة كورسك.

وقال المدير العام للوكالة رافايل غروسي في بيان "في المرحلة الراهنة، أدعو جميع الأطراف إلى التزام أقصى قدر من ضبط النفس لتجنب حادث نووي قد تكون له تداعيات إشعاعية خطيرة".

بدورها، أعلنت الوكالة النووية الروسية السبت، أنّ الهجوم الأوكراني "شكّل تهديدًا مباشرًا" للمحطة.

 وحاليًا، تقع المحطة على بعد أقل من 50 كيلومترًا من منطقة القتال.

ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية عن الدائرة الإعلامية في المحطة أن الأخيرة "تعمل في شكل طبيعي" مع تسجيل مستويات إشعاعية معتادة.

وأعلن الجيش الروسي السبت، أنه ما زال يقاتل القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الغربية، بعد خمسة أيام من توغلها المفاجئ.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: "تواصل القوات المسلحة صد محاولة القوات المسلحة الأوكرانية التوغل عبر الحدود"، مشيرة إلى أنها استخدمت نيران الطيران والمدفعية لضرب القوات الأوكرانية والمعدات العسكرية داخل الأراضي الروسية.

 

الأهمية العسكرية

بدوره، رأى مدير العلوم العسكرية في معهد الخدمات المتحدة الملكي ماثيو سافيل، أن هناك أهدافًا عسكرية عديدة، من الهجوم الأوكراني.

وبحسب ما نقلت عنه شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، ذكر سافيل أن من الأهداف "توجيه ضربة إلى هيبة روسيا ومعنوياتها".

واعتبر أن الهجوم "يرسل إشارة إلى الداعمين الدوليين بأن أوكرانيا لا تزال في القتال ويمكنها المناورة، ويهدف للمحاولة القبض على المزيد من أسرى الحرب الروس لتبادل الأسرى في المستقبل".

ولفت إلى أنه يهدد أيضًا "الخطوط الخلفية والقوات في روسيا؛ ما قد يؤدي إلى انسحاب القوات الروسية التي حاولت إنشاء المنطقة العازلة حول خاركيف".