تجدد الغارات الإسرائيلية على بلدة بوداي في بعلبك بالبقاع اللبناني

logo
العالم

مخاوف أمريكية.. صعود ترامب يستحضر شبح التجارب النووية

مخاوف أمريكية.. صعود ترامب يستحضر شبح التجارب النووية
دونالد ترامبالمصدر: رويترز
31 يوليو 2024، 2:53 م

يطرح مقربون من الرئيس الأمريكي السابق دونالد  ترامب ما وصفه مقال تحليلي نشرته مجلة فورين أفيرز الأمريكية بـ "الفكرة السيئة" المتمثلة باستئناف تجارب الأسلحة النووية.

وأشار كاتب المقال جيفري لويس إلى أن كبار مسؤولي الأمن القومي في الإدارة الأمريكية بحثوا هذه الفكرة، في مايو/ أيار 2020، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست"، مؤكدا أن الفكرة لم تمت.

وفي مقال سابق نشرته مجلة فورين أفيرز، قدم روبرت أوبراين، مستشار ترامب للأمن القومي من العام 2019 إلى العام 2021، الاقتراح الأولي المتمثل في ضرورة استئناف الولايات المتحدة تجاربها النووية عبر تفجير هذه الأسلحة النووية تحت صحراء نيفادا.

وكتب أوبراين: "يتعين على الولايات المتحدة الحفاظ على تفوقها التقني والعددي على المخزونات النووية الصينية والروسية المشتركة".

وتابع: "لتحقيق ذلك، يجب على واشنطن اختبار أسلحة نووية جديدة للتأكد من موثوقيتها وسلامتها في العالم الحقيقي لأول مرة منذ العام 1992، وليس فقط باستخدام نماذج الكمبيوتر".

وأشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة لم تقم بإجراء أي تفجير نووي منذ أكثر من 30 عامًا، وينطبق الأمر ذاته على كل من روسيا أو الصين .

وتعد الولايات المتحدة وروسيا والصين من بين 187 دولة وقعت على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية العام 1996، والتي تحظر جميع التفجيرات النووية، أيًا كان حجمها.

لحظة حرجة

ورأى كاتب المقال أن اقتراح أوبراين يأتي في لحظة حرجة بينما تدور تساؤلات حقيقية حول ما إذا كانت روسيا قد تستأنف التفجيرات النووية.

وتحتفظ روسيا والصين والولايات المتحدة بمواقع تجاربها النووية في حالة استعداد جزئي على الأقل.

وشدد على أنه بمجرد أن تقوم أي من هذه الدول الثلاث بتجربة تفجير نووي على أرض الواقع فمن المرجح أن يحذو الآخران حذوها.

ويقول المقال إن الغرض من اختبار الأسلحة النووية ليس زيادة موثوقيتها وسلامتها، ولكن من أجل جمع البيانات للتحقق من صحة نماذج الكمبيوتر الخاصة بها.

وأفاد كاتب المقال بأن الولايات المتحدة حتى الآن نفذت تفجيرات نووية أكثر من روسيا والصين مجتمعتين.

وحتى مع كل هذه التجارب، لم تقم الولايات المتحدة تقريبًا بإخراج سلاح نووي من مخزونها و اختباره عبر تفجيره في الصحراء بل كانت هذه الاختبارات أشبه بتجارب.

وتابع: "عندما أوقفت الولايات المتحدة التجارب، في العام 1992، ووقعت على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، في العام 1996، كانت في وضع أفضل كثيرًا من روسيا أو الصين ."

وأضاف: "في العام 1996، كانت أجهزة الكمبيوتر العملاقة الأمريكية متفوقة إلى حد كبير على تلك الموجودة في كل من روسيا والصين".

واشنطن أنفقت مليارات الدولارات لرصد واختبار أسلحتها النووية دون إجراء اختبارات حية.

المحلل السياسي جيفري لويس.

ويشدد المقال على أن الولايات المتحدة جمعت بين الحوسبة الفائقة وثروة البيانات من الاختبارات التي أجرتها في ما أسمته "إدارة المخزونات القائمة على العلم"، وهو استثمار ضخم في العلوم والمراقبة والمرافق والحوسبة الذي سمح للبلاد بالحفاظ على ترسانتها النووية دون اختبار.

ويقول: "بموجب هذا النهج، تقوم الولايات المتحدة بمراقبة الأسلحة النووية الموجودة في مخزونها عن كثب أكثر مما فعلت خلال الحرب الباردة".

وأشار كاتب المقال إلى أن "الولايات المتحدة أنفقت مليارات الدولارات على البنية التحتية اللازمة لرصد واختبار أسلحتها النووية دون إجراء اختبارات حية".

وأردف بأن "روسيا والصين قامتا ببعض الاستثمارات المماثلة، وإن لم تكن على نفس النطاق ومن دون نفس النتيجة على ما يبدو، حيث يُعتقد أن روسيا تقوم ببساطة بإعادة تصنيع كل سلاح نووي كل عشر سنوات تقريبًا".

وتساءل المقال عن مدى الثقة التي ينبغي للمرء أن يضعها في قدرة روسيا على صنع نفس السلاح مراراً وتكراراً دون حدوث تغييرات ضارة بالنظر إلى بعض مشاكل الموثوقية التي واجهها الجيش الروسي في أوكرانيا.

وشدد على أن النهج الأساس لإدارة المخزونات القائم على العلم في الولايات المتحدة كان يتمثل في الالتزام بالاستثمار في الحوسبة الفائقة.

فقدان الريادة

في المقابل حذّر كاتب المقال من أن الولايات المتحدة لم تعد تتمتع بالريادة في مجال الحوسبة الفائقة التي كانت تتمتع بها في السابق.

وتابع "لسنوات عديدة، كان أسرع كمبيوتر عملاق في العالم موجودًا في مختبر للأسلحة النووية في الصين، وليس في الولايات المتحدة".

واستطرد بالقول إنه "حتى مع وجود عدد من أسرع أجهزة الكمبيوتر العملاقة في العالم لديها فإن الصين تفتقد شيئًا واحدًا هو: بيانات الاختبار لرموز الكمبيوتر الخاصة بها".

وتابع أنه "من دون تلك البيانات، التي جمعتها الولايات المتحدة فإن المصممين الصينيين لن يتمكنوا بسهولة من إجراء تغييرات على تصاميم الأسلحة الحالية التي تم اختبارها بالفعل وهذا قد يجعل من الصعب على الصين صنع رؤوس حربية نووية جديدة أصغر حجما".

وختم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن التفوق الفني للمخزون النووي الأمريكي لم يتحقق إلا لأن روسيا والصين توقفتا عن إجراء تجاريهما وبسبب استثمار واشنطن بكثافة في العلوم.

وحذر من أنه في حال استأنفت إدارة ترامب الثانية التجارب النووية، فمن المؤكد أن روسيا والصين ستحذوان حذوها، ولأن لديهما المزيد لتتعلماه من كل تجربة، فإنهما ستمحوان ميزة الولايات المتحدة في هذا الصدد .

أخبار ذات علاقة

الناتو: نتأهب لنشر المزيد من الأسلحة النووية وإخراجها من المستودعات

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC