logo
العالم

شيرين عبادي لـ "إرم نيوز": إيران تتاجر بفلسطين لتحقيق وهم "قيادة المسلمين"

شيرين عبادي لـ "إرم نيوز": إيران تتاجر بفلسطين لتحقيق وهم "قيادة المسلمين"
المعارضة الإيرانية شيرين عباديالمصدر: إرم نيوز
15 أبريل 2025، 6:50 ص

قالت المعارضة الإيرانية شيرين عبادي إن إيران اتبعت منذ بداية الثورة عام 1979، سياسات خاطئة، تمثلت بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية من أجل السيطرة على المنطقة وتحقيق "وهم قيادة المسلمين" على حد تعبيرها.

وأضافت أن طهران "أعلنت رسمياً سياستها الخارجية، وهي محاربة أمريكا وتدمير إسرائيل، وتمّ تخصيص ميزانية إيران بالكامل لتحقيق ذلك الهدف".

أخبار ذات علاقة

تواجه عقبة كبيرة.. 4 سيناريوهات لمستقبل المفاوضات الإيرانية الأمريكية

 وقالت عبادي، في حوار خاص مع "إرم نيوز"، إنّ "أموال سنوات كثيرة ذهبت إلى حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والرئيس السوري السابق بشار الأسد، والجماعات شبه العسكرية في العراق، وفي النهاية رأينا أنّ إيران أصبحت أكثر فقراً ومعزولة عن العالم".

وشدّدت على أنّ "الشعب الإيراني لا يريد نظاما كهذا، بل يريد حكومة ديمقراطية لا تدخل في حروب مع الآخرين، ولا يريد أن يكون معزولاً، وبالتالي فإن كل السياسات الخاطئة يجب أن تتغيّر".

وعمّا إذا كانت أذرع إيران أدركت أنّ طهران تتخلى عنها مقابل تحقيق مصالحها لاسيّما ما يتعلق بالاتفاق النووي، قال عبادي: "آمل أن يكونوا قد فهموا، وأن يكون لديهم من الحكمة ما يكفي لتغيير سياساتهم، لكن علينا الانتظار كي نرى ما إذا وصلوا إلى هذا المستوى من الحكمة أم لا".

واعتبرت أنّه "في حال لم تغيّر إيران سياساتها، سيكون الضرر أكبر، بل سيكون ذلك بمثابة انتحار"، آملةً أن تتصرف إيران بعقلانية "لو لمرة واحدة، وأن تتخلى عن طموحاتها السياسية".

رسالة إلى أذرع إيران 

وعن رسالتها إلى أذرع إيران في المنطقة العربية، لاسيّما في أعقاب ما تعرّض له كلّ من حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزّة، ردّت بالقول إنّ "إيران تستغل قضية فلسطين من أجل تحقيق طموحاتها السياسية، وتعتقد أنّ بإمكانها أن تصبح الخلافة الإسلامية وتتزعّم المسلمين في العالم".

ودعت الجماعات المدعومة من إيران إلى عدم الوقوع في الفخ، قائلةً: "انظروا إلى مصير حزب الله ولبنان الذي أصبح مدمّراً بسببه. انظروا إلى جماعة الحوثي... من أجل مَنْ يقاتل هؤلاء؟"، مستغربةً  كيف وقعوا في فخ إيران "التي لا يهمّها سوى وَهْم القيادة، وقد تسببت بمقتل كل تلك الجماعات، فيما النتيجة العملية هي لا شيء".

تجربة المنفى

على صعيد  آخر، عادت عبادي بالذاكرة مع "إرم نيوز" إلى الوراء مستذكرةً تجربتها المريرة مع النظام الإيراني، فقالت: "عام 2009 تمّ إغلاق الفضاء السياسي في إيران تماماً، ومنذ ذلك الوقت أصبحت إيران أكثر عزلة".

وأوضحت: "لقد هاجموني وأغلقوا مؤسستي، واقتحموا مكتبي ومنزلي وصادروا كلّ ممتلكاتي حتّى منزل والدي، وكانوا حينها في طريقهم لاعتقالي لكن صدف أن كنت خارج إيران، في إسبانيا من أجل إلقاء خطاب".

أخبار ذات علاقة

بين "اليأس" والتحرر من القيود.. لماذا يبدو اتفاق إيران وترامب ممكناً؟

 وتابعت: "لكنّ السلطة اعتقلت كلّاً من شقيقتي وزوجها بدلاً مني، وبعثت لي رسالة مفادها: نعيد كلّ ممتلكاتك ونفرج عن شقيقتك وزوجها بشرط العودة إلى إيران، فقلت لهم حينها إنّ أختي وزوجها بريئان، يجب إطلاق سراحهما، ولا أريد ممتلكاتي، وما يهمني هو إيصال الحقيقة إلى العالم لأن صوتي لن يكن مسموعاً فيما لو قبعت في السجن، ومنذ ذلك الحين وأنا أسافر كي أكون صوت الشعب الإيراني الذي لا يصل صوته بسبب الرقابة".

وأضافت أنّ الشعب الإيراني "يريد حكومة ديمقراطية تخصص كل ميزانيتها لرفاهية الشعب لا للحروب وقتل شعوب المنطقة"، مؤكدة أن "هذا النظام سيسقط على يد الشعب الإيراني"، وموجهة كلمة واحد لخامنئي: "ارحل".

مسيرة استثنائية

تجدر الإشارة إلى أنّ شيرين عبادي هي أوّل امرأة إيرانية حصلت على جائزة نوبل للسلام، وقد عاشت  حياةً ومسيرة مهنيةً استثنائيتين. 

وُلدت عبادي في همدان، شمال غرب إيران عام 1947، وأصبحت من أوائل القاضيات في البلاد عام 1969، بينما كانت تُواصل دراساتها للدكتوراه في القانون الخاص في جامعة طهران، وقد أصبحت عام 1975، أول رئيسة لمحكمة مدينة طهران.

بعد حصولها على ترخيص المحاماة عام 1992، دافعت عبادي بشكل كبير عن الأشخاص الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد من قبل الحكومة الإيرانية، إذ تولت العديد من القضايا السياسية وقضايا حقوق الإنسان.  وتعيش حالياً في المنفى، وأبرز مقولاتها: "ربّما غادرت إيران، لكن إيران لا تزال في قلبي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC