ترامب عبر "تروث سوشال" يؤكد وقوفه إلى جانب نتانياهو على جميع الصعد
اتفق الجانبان الأمريكي والإيراني، على وصف محادثاتهما الأخيرة في سلطنة عمان بأنها "إيجابية وبنّاءة" رغم نقاط الخلاف المستمرة والافتقار إلى الوضوح بشأن الشروط المحددة التي يلتزم بها كل جانب.
وبدا أن هناك تفاؤلاً أكبر بالتوصل إلى اتفاق وتواصل شامل بين الخصمين القديمين، حيث اتفق مندوبو الولايات المتحدة وإيران على إجراء المزيد من المحادثات الأسبوع المقبل في روما.
ورصدت قناة "سي إن بي سي" فارقاً هائلاً بين محاولات إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 والموقف الذي تجد إدارة ترامب نفسها فيه اليوم "الذي يتميز بمزايا متغيرة بشكل كبير بالنسبة لواشنطن وإيران".
ويرى غريغوري برو، كبير المحللين في شؤون إيران والطاقة في مجموعة أوراسيا للاستشارات السياسية إن الإيرانيين أكثر يأساً مما كانوا عليه في عام 2022، ويواجهون اقتصاداً ضعيفاً للغاية.
وينوه كذلك إلى ضعف موقف إيران الإقليمي بشكل كبير، ويقول "إنهم قلقون بشأن حجم الضغوط التي يمكنهم تحملها، فمن المرجح أن يزداد وضعهم الداخلي، وحالة السخط الداخلي، سوءاً"، لافتاً إلى حاجة طهران الملحّة للتوصل إلى اتفاق.
ويشير برو إلى أن بايدن كان مقيداً بالرأي العام، مما عرّضه لانتقادات بسبب ظهوره "متساهلاً" مع إيران، معتبراً أن ترامب لا يواجه هذه القيود نفسها، إذ يُنظر إليه بالفعل على أنه متشدد تجاه إيران، وقد أعاد فرض عقوبات "الضغط الأقصى" عليها بعد توليه منصبه بفترة وجيزة.
ضغط أكبر
بعد سنوات من الاحتجاجات، وتراجع حاد في قيمة العملة، وأزمة غلاء معيشة الإيرانيين، تلقت طهران ضربة موجعة بفقدانها حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط العام الماضي، بانهيار نظام الأسد في سوريا. في غضون ذلك، قتلت إسرائيل، معظم كبار قادة حزب الله، وكيل إيران في لبنان.
وتزامن هذا مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، الذي استهلّ ولايته بالتلويح بعمل عسكري ضد إيران إذا لم تغيّر مسارها بما يرضي واشنطن.
وقال الرئيس الأمريكي في أوائل فبراير/شباط في مقابلة مع صحيفة "نيويورك بوست": "أود التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي. أفضل ذلك على قصفها قصفاً عنيفاً".
ويقول رايان بول، كبير محللي شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شبكة RANE، إن هذا الضغط كان له تأثير واضح على استعداد طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
ويعتقد بول أن الإيرانيين حريصون على وضع إطار عمل عملي يسمح بمفاوضات مطولة، من شأنها أن تمنع العمل العسكري الذي أشار إليه ترامب، مرجّحاً أن يكون ذلك "في غضون بضعة أشهر".
ويضيف: "علاوة على ذلك، يمكن للاقتصاد الإيراني الاستفادة من أي اقتراح لتخفيف العقوبات لتحسين الأوضاع على الأرض، مما سيؤدي بدوره إلى تعزيز الدعم الشعبي للجمهورية الإسلامية".
ولكن المعايير المحددة للاتفاق المحتمل لم تتم مناقشتها بعد، وستكشف المحادثات المقبلة عن مدى الاختلافات بين مواقف كل دولة.
ومن أبرز نقاط الخلاف المتبقية عدم رغبة إيران في التخلي عن برنامجها النووي، وهو خط أحمر بالنسبة لطهران، كما صرّح قادتها.
لكن تحديد نوع هذا البرنامج قد يكون أمراً تبدي إدارة ترامب مرونة بشأنه، طالما أن إيران لا تستطيع تطوير قنبلة نووية.
وستحتاج المحادثات اللاحقة إلى الكشف عن شروط ترامب، التي ظلت طي الكتمان حتى الآن.