جيل "Z".. مفتاح صعود اليسار الفرنسي

ساعد إلى حد كبير الجيل "الشاب" بفرنسا في عملية تغيير مسار البوصلة وفق منظورهم المغاير تماما عن الأفكار الرتيبة لمنافسه، وبات جيل "Z" يتبنى سياسات أفكاره العصرية لا سيما ما يراه ويتأثر به في مواقع التواصل، تحديدا مآسي غزة، التي وعد  تحالف اليسار بوضع حد لها حال وصوله للسلطة، فبعد تفوقه المفاجئ في الانتخابات التشريعية باتت الأمور لصالح خططهم ورؤاهم. 

النتائج الجزئية التي ظهرت بعد إجراء الانتخابات في فرنسا، الأحد، وكشفت تصدر تحالف اليسار الجولة الثانية من الانتخابات تردد صداها أنحاء العالم في سابقة غير متوقعة، وللشباب كما يقول مطلعون تأثير كبير بعد أن ذهبت أصواتهم لهذا التحالف. 

 

 

 

ورأى زعيم حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون، الأحد، أن على رئيس الوزراء "المغادرة" وأنه ينبغي على "الجبهة الشعبية الجديدة" التي ينتمي إليها حزبه، أن "تحكم".

وتحدث ميلانشون في خطاب الفوز عن تفاصيل تشكيل الحكومة والدستور، متطرقاً لصلاحيات الرئيس، ورئيس الوزراء الذين سيعينهم البرلمان، ورغم أن المجتمع الفرنسي بحسب مراقبين لديه خلافاته ومشاكله الشخصية، والمظاهرات العمالية المستمرة أبرز مثال، إلا أن قضية الاعتراف بفلسطين كانت حاضرة في خطابات الفوز للحزب وحلفائه. 

وخلال خطابه، ضرب ميلانشون مثالا وقال: "لدينا خلافاتنا ولكن نحتاج للتوافق كي نسهل ونسرع أموراً مثل الاعتراف بفلسطين".

 

وبالتزامن مع خطابه، خرجت رئيسة الكتلة النيابية لحزب "فرنسا الأبية" ماتيلد بانو في خطابها الأول بعد الفوز تقول: "لقد فزنا، نطالب ماكرون بتنصيبنا على رأس الحكومة، سوف نخفض سن التعاقد، ونرفع الحد الأدنى للأجور، ونعترف بالدولة الفلسطينية خلال الـ 15 يوما الأولى".

وترددت شعارات بعد مظاهرات حاشدة بمشاركة آلاف الشباب في أرجاء العاصمة باريس، مرددين "تحيا تحيا فلسطين"، رافعين الأعلام الفلسطينية خلال الاحتفالات التي صاحبت فوز تحالف اليسار بالانتخابات التشريعية.

وبعد احتفالات إسرائيلية بانتصار حزب اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمان الأوروبي في فرنسا مؤخرا، انقلب السحر على الساحر، كما يقول البعض، فقد حصد اليسار الذي يأخذ من "الاعتراف بدولة فلسطين" دعاية انتخابية التفوق في الانتخابات التشريعية. 

وبات أمام الرئيس ماكرون خياران، إما الاتحاد مع اليسار لتشكيل الحكومة وهو أمر استبعده في وقت سابق، أو اللجوء إلى السيناريو غير المحبب وهو اختيار رئيس وزراء غير حزبي بعيدا عن الكتل الثلاث التي تقاسمت كعكة البرلمان الفرنسي.