ترامب: الضربة الروسية على سومي الأوكرانية "أمر فظيع"

logo
العالم

"تبادل الأدوار".. استراتيجية خامنئي لمواجهة "عاصفة" ترامب ونتنياهو

"تبادل الأدوار".. استراتيجية خامنئي لمواجهة "عاصفة" ترامب ونتنياهو
المرشد الإيراني علي خامنئيالمصدر: رويترز
17 يناير 2025، 5:12 م

من أبرز سمات السياسة الخارجية لإيران التناقضات الظاهرة في تصريحات المسؤولين المختلفين، والتي برزت مرة أخرى بشأن قضايا مثل التفاوض مع الولايات المتحدة، والحديث عن اغتيال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والرد على تهديدات إسرائيل.

أخبار ذات علاقة

خامنئي باللغة الروسية: الولايات المتحدة ستصبح "معزولة"

المرشد الإيراني علي خامنئي، أكد مرارًا أن "التفاوض مع أمريكا" غير وارد بسبب "عدم الثقة في هذا البلد".

ومع ذلك، جاءت تصريحات مغايرة من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي أشار في مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز" إلى استعداد طهران للتفاوض مع واشنطن.

وأكد بزشكيان أن إيران لم تسعَ أبدًا لقتل ترامب ولن تسعى لذلك، مما يعكس تناقضًا واضحًا في الخطاب الإيراني الرسمي.

استراتيجية متعمدة

يرى مراقبون أن هذه التناقضات قد تكون جزءًا من سياسة "تبادل الأدوار" التي يعتمدها النظام الإيراني.

من جهة، يظهر خامنئي بمظهر الزعيم الذي لا يقبل التنازل، بينما يُترك المجال لمسؤولين آخرين مثل بزشكيان للإدلاء بتصريحات تتسم بالمرونة.

أخبار ذات علاقة

بسبب تصريحاته عن اغتيال ترامب.. صحيفة تابعة لخامنئي تهاجم بزشكيان

وقال المحلل السياسي الحارث الحلالمة لـ"إرم نيوز" إن من أبرز سمات السياسة الخارجية لإيران التناقضات الظاهرة في تصريحات المسؤولين المختلفين، والتي برزت مرة أخرى بشأن قضايا مثل التفاوض مع الولايات المتحدة، والحديث عن قتل دونالد ترامب، والرد على تهديدات إسرائيل.

وأكد أن هذا النهج يتيح لخامنئي ميزة التفوق في جميع السيناريوهات، ففي حال نجاح المفاوضات يمكنه الادعاء بأن الاتفاق تحقق رغم عدم ثقته في أمريكا.

وأضاف أنه في حال فشل المفاوضات، يستطيع تحميل المسؤولية للمفاوضين، مع تعزيز موقفه الأولي بعدم الثقة في الولايات المتحدة.

وبهذا الأسلوب، يتجنب خامنئي أي مسؤولية مباشرة عن النتائج، ويحتفظ بصورته كزعيم "مقاوم".

التحديات الخارجية والداخلية

ومع عودة ترامب إلى الساحة السياسية وزيادة التهديدات الإسرائيلية، تسعى إيران لتخفيف الضغط الدولي من خلال تصريحات متناقضة، مع الامتناع عن اتخاذ قرارات حاسمة.

ويشير الحلالمة إلى أن قوة إيران وصورتها كداعم لـ"قوى المقاومة" في المنطقة تعرضت لانتكاسات كبيرة. فهي الآن في أضعف حالاتها بسبب فقدانها للنظام السوري كشريان حياة لحزب الله اللبناني، إلى جانب تعرض الحزب لضربات موجعة من إسرائيل. وكل هذه التطورات دفعت إيران للبحث عن طوق نجاة محتمل، يتمثل في محاولة إعادة بناء العلاقة مع واشنطن.

وقال إن خامنئي يدرك أن ترامب ونتنياهو يمثلان تهديدًا حقيقيًا لاستمرار النظام، لذا يعمل على الحفاظ على تماسك الداخل الإيراني مع إيجاد طرق لتخفيف التوترات الخارجية.

وبحسب الحلالمة، فإن إيران تُعد من الدول التي تمتلك سياسة خارجية ثابتة نسبيًا، لكنها تسعى الآن إلى ما يمكن وصفه بـ"الغزل السياسي" مع واشنطن.

ويرى الحلالمة أن التيار الداعي لإعادة بناء العلاقة مع الولايات المتحدة ارتفع صوته داخل إيران، معتبرًا أن هذه الاستراتيجية قد تُخرج البلاد من أزمتها الاقتصادية المتهالكة وتُعيد لها جزءًا من عافيتها التي فقدتها في الفترات السابقة. 

وأشار إلى أنه في المقابل، هناك تيار صقوري يحاول إبقاء إيران بصورتها التقليدية كداعم لـ"محور المقاومة"، ويرى في ذلك وسيلة للتفاوض مع الغرب والحفاظ على ماء الوجه، وأن خامنئي يحافظ على أن يتولى الطرفان عملية تبادل الأدوار لإنجاح استراتيجيته.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC