خبراء فرنسيون يكشفون شكل حكومة بارنييه المرتقبة

كشف خبراء فرنسيون أن حكومة رئيس الوزراء الجديد ميشيل بارنييه، تميل إلى "اليمين المتطرف"، محذرين من مظاهرات حاشدة لليسار احتجاجًا عليها.

وقدّم بارنييه، رئيس الوزراء الفرنسي الجديد، قائمة وزرائه النهائية إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، ما أثار موجة من النقاشات والتساؤلات في الأوساط السياسية والشعبية.

ووفقًا لبيانات رئاسة الوزراء، يُنتظر أن تُعلن التشكيلة الحكومية قبل يوم الأحد.

وسطية يمينية

وقال الباحث السياسي الفرنسي في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية، فابريس لوران لـ"إرم نيوز" إنه "من المتوقع أن تكون الحكومة من 38 وزيرًا، يغلب عليهم التوجهات الوسطية واليمينية، باستثناء وزير واحد من يسار الوسط". 

وذكر أن من بين الأسماء المقترحة شخصيات معروفة مثل سباستيان لوكورنو في وزارة الدفاع ورشيدة داتي في وزارة الثقافة وبرونو ريتايلو وزيرًا للداخلية، وأنّي جينيفار وزيرة للزراعة.

وأشار لوران إلى أن هذه الاختيارات لم تمر بسلام، إذ أثارت بعض الأسماء مخاوف في صفوف مؤيدي ماكرون، خاصة من نواب حزب "مودم"، الذين يخشون ميل الحكومة نحو اليمين المتطرف.

احتجاجات اليسار

وحذر الباحث السياسي الفرنسي من تصاعد الاحتجاجات مع اقتراب موعد الإعلان عن الحكومة، في شتى أنحاء فرنسا، وذلك بعد دعوة عدة منظمات بيئية ونسائية وجمعيات شبابية إلى تظاهرات في مدن كبرى مثل باريس وبوردو وكاين.

ويتوقع أن تنطلق هذه الاحتجاجات في أوقات مختلفة، إذ يتجمع المتظاهرون للتعبير عن معارضتهم للسياسات التي قد تعتمدها الحكومة الجديدة.

وأشار لوران إلى أن الاحتجاجات تتصاعد تصاعدًا متزايدًا، ما يشير إلى تحول جذري في المشهد السياسي، لافتًا إلى أنه "مع التحركات النشطة من المعارضة ومنظمات المجتمع المدني، يبدو أن المدة القادمة ستكون مليئة بالتحديات والصراعات".

ودعا لوران بارنييه وفريقه إلى مواجهة هذه الضغوط في أثناء محاولتهم تشكيل حكومة تلبي تطلعات المواطنين.

60 احتجاجًا

وفي هذا السياق، دعا اليسار المتطرف، عبر الموقع الرسمي لحزب "فرنسا الأبية"، إلى تنظيم مسيرات في الشوارع، مع توقعات بإقامة نحو 60 احتجاجًا في مختلف المدن، من باريس إلى تولون، مرورًا بكاين وبوردو مارسيليا، وفي العاصمة، ستنطلق المسيرة من ساحة باستيل بعد ظهر السبت.

ويُنتظر أن تنضم مجموعات من البيئيين وحزب "فرنسا الأبية" إلى الاحتجاجات التي نظمتها جمعيات ومنظمات طلابية وبيئية ونسائية، تعبيرًا عن معارضتها لسياسات ماكرون-بارنييه.

وعدَّت مانون أوبري، النائبة الأوروبية من حزب "فرنسا الأبية" (يسار متطرف)، الحكومة القادمة تقع "تحت تأثير اليمين المتطرف"، ما يعكس حالة الاستياء السائدة بين بعض فئات المجتمع.

 اضطرابات المعسكر الرئاس 

من جهته، رأى الباحث السياسي الفرنسي، في مركز أبحاث العلوم السياسية بباريس، فرانسوا بورجون في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه يبدو أن القصر الرئاسي في الإليزيه يشهد أجواءً غير تقليدية، موضحًا أنه في إطار مناسبة "أيام التراث"، يفتح القصر أبوابه للجمهور، ما يمنع الرئيس ماكرون من الظهور أو المشاركة في الإعلان المرتقب للحكومة.

ويتوقع أن يستقبل القصر نحو 10 آلاف زائر، ولكن من دون لقاء الرئيس، ما يعكس حالة من الانفصال بين الحكومة والمواطنين في ظل هذه الظروف، وفقًا للباحث الفرنسي.

تغيرات كبيرة

ولفت بورجون إلى أنه في المقابل، أكد وزير الداخلية الفرنسي المستقيل جيرالد دارمانان، أنه لن يكون جزءًا من الحكومة الجديدة، ما يُبرز التغيرات الكبيرة التي تمر بها الحكومة.

وتحدث دارمانان عن تجربته في المنصب، معبرًا عن تحديات العمل خلال السنوات الأربع الماضية.

وتساءل الباحث السياسي الفرنسي، قائلًا: "مع كل هذه التطورات، هل ستُحقق الحكومة الجديدة التوازن بين المطالب الشعبية والسياسات التي ينوي بارنييه اعتمادها؟".

ووفقًا لفرانسوا بورجون، فإنه تتزايد المخاوف من أن يؤدي التركيز على الوزارات اليمينية إلى تآكل التفاهمات الاجتماعية والسياسية التي عملت الحكومات السابقة على بنائها.