الوكالة الوطنية للإعلام: مسيّرة إسرائيلية تستهدف سيارة على طريق الناقورة جنوبي لبنان
يثير انتخاب التشاديين لمجلس الشيوخ، في استحقاق هو الأخير في المرحلة الانتقالية، وسط مقاطعة من المعارضة، تساؤلات حول ما سيأتي إثر ذلك، حيث تواجه السلطات المحلية الكثير من التحديات أهمها استعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد الواقع في الساحل الإفريقي.
وأعلنت لجنة الانتخابات الوطنية عن نتائج هذا الاستحقاق الذي فاز فيه الحزب الحاكم، "الحركة الوطنية للإنقاذ"، بأغلبية المقاعد حيث حصل على 45 مقعدا من مجموع 46.
وفي المقابل، حصل حزب التجمع الديمقراطي بقيادة ألبرت باهيمي على مقعد واحد عن محافظة مايو كيبي الغربية وهو المقعد الوحيد الذي لم يفز به الحزب الحاكم.
وكانت أحزاب المعارضة قد قاطعت هذه الانتخابات التي تأتي بعد أشهر من انتخاب محمد إدريس ديبي إنتو رئيساً للبلاد، ثم جرت الانتخابات البرلمانية في وقت تعمل فيه السلطات المحلية على حلحلة المشكلات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها البلاد.
وقال المحلل السياسي التشادي، محمد إدريس، إن "انتخابات مجلس الشيوخ خطوة مهمة نحو استكمال المؤسسات المنتخبة ديمقراطياً في تشاد خاصة أنها مؤسسة منصوص عليها في دستور البلاد، وستعزز نسب المشاركة القوية والتي بلغت نحو 99 في المئة بحسب لجنة الانتخابات الوطنية من شرعية مجلس الشيوخ شأنه شأن البرلمان وكذلك رئيس الدولة".
وتابع إدريس في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أنه: "رغم تشكيك المعارضة ومقاطعتها إلا أن الانتخابات تمت في ظروف عادية وهو ما يعكس سعياً من السلطات لإنهاء المرحلة الانتقالية التي عرفتها تشاد والمرور إلى بناء الدولة ومؤسساتها".
وشدد على أن "هذه المهمة لن تكون سهلة إذ تواجه البلاد تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية صعبة، لكن الشعب التشادي قادر على كسب الرهان خاصة في ظل الوحدة الوطنية التي تعرفها البلاد".
وأُنشئ مجلس الشيوخ في تشاد في العام 2020 من خلال تعديلات دستورية أقرها الرئيس الراحل إدريس ديبي إنتو، لكن لم يتم انتخابه بسبب الفوضى الأمنية التي كانت تعرفها البلاد.
وقد قُتل ديبي نفسه على جبهات القتال على تخوم العاصمة إنجامينا.
وإثر ذلك لم تتوقف الأزمة السياسية والأمنية التي تعرفها تشاد، حيث تستمر المعارضة في مقاطعة الاستحقاقات السياسية والانتخابية التي تقوم بها السلطة.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، إن "انتخاب مجلس الشيوخ أمر مهم في تشاد لكنه لن يفضي إلى حل فوري للأزمة التي تعرفها البلاد والتي ستظل مستمرة في الوقت الراهن خاصة مع مقاطعة المعارضة بقيادة ساكسيه ماسرا لأي استحقاق انتخابي في البلاد".
وبين كايتا لـ "إرم نيوز" أن "هذه المعارضة تشكك في شرعية المؤسسات المنبثقة عن الانتخابات التي تعرفها تشاد سواء برلمانية أو رئاسية، ولذلك فإن المحك الحقيقي الآن هو إضفاء الشرعية على هذه المؤسسات".