البيت الأبيض: ترامب منفتح على اتفاق مع الصين
رغم مرور أكثر من 24 ساعة على هجوم غامض نفذه متمردون باستخدام "الأسلحة البيضاء" على القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا، لا تزال التصريحات الرسمية تزيد من تعقيد المشهد بدلاً من توضيحه، ما يسلط الضوء على "خلل أمني" يهدد سلطة الرئيس محمد إدريس ديبي.
وأعلنت النيابة العامة في تشاد عن فتح تحقيق في ما وصفته بـ"مؤامرة ضد الدولة" عقب الهجوم الذي أسفر عن مقتل جنديين و18 من المهاجمين.
وأكدت النيابة أنها تعمل على تحديد جميع المسؤولين عن هذه العملية، مشيرة إلى أن العقوبات المحتملة تتراوح بين السجن لمدة 15 عامًا وحتى السجن مدى الحياة، تبعًا لطبيعة الأدوار التي لعبها المتورطون في حركة التمرد.
وقال وزير الخارجية التشادي عبد الرحمن كلام الله، إن المهاجمين تظاهروا بتعطل سيارتهم أمام مبنى الرئاسة قبل أن يشنوا هجوما على حراس مسلحين بالمناجل والسكاكين، بهدف التوجه مباشرة إلى المكتب الرئاسي.
وأشار في بيان إلى أن "جميع المهاجمين ينتمون إلى المجموعة العرقية نفسها، ولكن لا يمكنني أن أخبركم بالمزيد".
بينما استبعد المتحدث باسم الحكومة، وجود أي أثر إرهابي للعملية، وذلك بعد أن أشارت بعض المصادر إلى ضلوع بوكو حرام المتطرفة.
بدوره وصف رئيس الوزراء التشادي ألاماي هالينا، مدبري الهجوم بـ"قطاع طرق" حاولوا زعزعة الاستقرار.
وجرى على شبكات التواصل الاجتماعي تداول مقاطع فيديو لجثث بملابس مدنية مغطاة ببقع الدم، إلى جانب تمركز الدبابات والمدرعات أمام مقر الرئاسة.
وقال الباحث السياسي المختص في الشؤون الإفريقية إدريس أحميد، إنه "بعدما قتل الرئيس إدريس ديبي في أبريل 2021 برصاص المتمردين تمسك ابنه بالسلطة وأعلن خلال الفترة الانتقالية إجراء انتخابات شفافة، لم ترضِ معارضيه من قبيلته، قبيلة الزغاوة بسبب انفتاحه على قبائل أخرى مثل قبيلة القرعان".
وأكد في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن عدم رضا قبيلته عنه أجّج الصراع، إذ شرع الرئيس الحالي في التخلص من معارضيه وسط خلافات مع رئيس الحكومة السابق، وهو من مسيحيي تشاد، لافتًا إلى أنه "دائما من يتولى السلطة في هذا البلد الواقع بمنطقة الساحل هم من المسيحيين".
وأشار أحميد إلى معاناة تشاد من حالة عدم الاستقرار بعد أن شهدت حربا أهلية قبل 30 سنة ومع الوقت تشكل 300 فصيل معارض، وبسبب طبيعة النظام السياسي المتميز بالحكم الشمولي انعدمت التنمية وانتشر الفقر والمجاعات، على الرغم من الإمكانيات الكبيرة التي تملكها الدولة.
من جهته، تساءل المحلل السياسي النيجيري تيام صاولي، كيف تمكن المهاجمون بسهولة من اختراق الرئاسة؟ وهو استفسار محير لم تجب عليه السلطات.
وأوضح في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه رغم هزيمتهم بسرعة فائقة، فإن هؤلاء المهاجمين سلطوا الضوء على فشل أمني مثير للقلق من جانب الجيش والرئاسة التشادية، إذ يدل التهديد على مشكلة استخباراتية كبيرة.
ورجح أن يعود ذلك الفشل إلى بـ"التغيير الكبير"، الذي أجراه الرئيس التشادي في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي على مستوى التسلسل الهرمي لمختلف الأجهزة العسكرية والأمنية، مبيّنًا أن :مثل هذه العملية المفاجئة بهذا الكم من الأفراد المهاجمين لم يسبق لها مثيل".
وتأتي محاولة التمرد في وقت تمر فيه تشاد بمرحلة انتقالية سياسية، وبعد مرور 3 سنوات عن الفترة الانتقالية، فيما تنتظر البلاد نتائج الانتخابات التشريعية والمحلية والبلدية، التي أجريت في شهر كانون الأول/ديسمبر 2024.
ويواجه محمد إدريس ديبي، الرئيس الانتقالي منذ العام 2021، والرئيس المنتخب رسميا في شهر أيار/مايو 2024، سياقا أمنيا خاصا اتسم بتغييرات إستراتيجية، أبرزها الانسحاب التدريجي للقوات الفرنسية، الذي بدأ في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي.