صحة غزة: ارتفاع عدد القتلى إلى 921 منذ استئناف إسرائيل ضرباتها على القطاع
أفادت مجلة "جون أفريك" الفرنسية بأن قادة دول أفريقيا الجنوبية يستعدون لمناقشة توصية سحب القوات المنتشرة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في الأيام المقبلة.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات الأمنية والجدل المستمر حول فعالية هذه القوات في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وبينما تعد جنوب أفريقيا أكبر مساهم في هذه القوات العسكرية المنتشرة بموجب مبادرة مجموعة تنمية دول أفريقيا الجنوبية (SADC)، يواجه هذا الوجود العسكري تحديات كبيرة، فقد تعرضت القوات لضغوط متزايدة، إذ إنها محاصرة من قبل حركة متمردي "إم23" المدعومة من رواندا، الذين يسيطرون على مدينتي ساكي وغوما منذ نهاية يناير 2025.
وفي سياق متصل، عقدت قمة افتراضية في السادس من مارس الجاري بين رؤساء الدول المعنية في قوات "ساميدرك" (تنزانيا، ومالاوي، وجنوب أفريقيا، وزامبيا، والكونغو الديمقراطية)، فقد جرى مناقشة موضوع انسحاب هذه القوات.
وأوصت المصادر المشاركة في القمة بإنهاء مهمة "ساميدرك" في المنطقة، الأمر الذي أثار تساؤلات حول مستقبل هذه المهمة.
وأوضح مصدر في الرئاسة الكونغولية أن "جميع الخيارات تمت دراستها"، مشيرًا إلى أن قدرة القوات على تنفيذ مهامها كانت محط نقاش كبير، خصوصًا أن القوات محاصرة من قبل متمردين مدعومين من رواندا.
من جانبه، أكد الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي خلال القمة على ضرورة استئناف الجهود الدبلوماسية، معربًا عن دعمه للوساطة التي يقودها نظيره الأنغولي، جواو لورنكو، لإيجاد حل سلمي للنزاع في المنطقة.
كما شدد على أهمية تعزيز العملية الدبلوماسية لتحقيق استقرار دائم في الكونغو الديمقراطية، التي تشهد صراعًا مستمرًا منذ سنوات.
وفي هذا السياق، تواصل مجموعة (SADC) تأكيد التزامها بتقديم الدعم لتحقيق السلام والأمن في شرق الكونغو، إذ من المتوقع أن تتم مناقشة هذه التوصية في قمة استثنائية للمنظمة في وقت لاحق، إلا أنه لم يتم تحديد موعد لها بعد.
من جهة أخرى، قالت المجلة إن خسارة 18 جنديًا من قوات "ساميدرك"، من بينهم 14 جنديًا جنوب أفريقيًا في معركة غوما في يناير 2025، قد عززت الانتقادات داخل جنوب أفريقيا.
ويرى كثيرون أن هذه القوات لم تتمكن من التعامل مع تصاعد العنف في المنطقة، ما دفع عددًا من المسؤولين السياسيين إلى مطالبة الحكومة بإعادة النظر في مشاركتها العسكرية في هذا الصراع.
وعلى الرغم من هذه الانتقادات، أكد الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوسا في وقت سابق التزام بلاده باستمرار دعم جمهورية الكونغو الديمقراطية في سعيها لتحقيق السلام في المنطقة، مشددًا على أن هذا يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي.
ومع ذلك، يبقى القرار النهائي بشأن سحب القوات من قبل جنوب أفريقيا هو العامل الحاسم في تحديد مستقبل مهمة "ساميدرك" في المنطقة، في وقت تشهد فيه المنطقة تدهورًا أمنيًا متسارعًا وغيابًا ملموسًا للاستقرار.