ماكرون يؤكد لنتنياهو ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ونزع سلاح حماس
تشهد العلاقات بين الكونغو الديمقراطية ورواندا تصعيدًا ملحوظًا، تجسد في اجتماع الرئيس الرواندي كاغامي مع قائد الجيش الأوغندي كاينيروغابا في كيغالي.
وجاء هذا اللقاء في وقت حرج حيث دخل الجيش الأوغندي بلدة جديدة شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية معلناً عن نشر قواته في بلدة ماهاجي مع إشارة من نجل الرئيس الأوغندي إلى اتفاقية دفاع محتملة مع رواندا.
وأفادت مصادر عسكرية أوغندية وحكومية رواندية وكالة فرانس برس بعقد الاجتماع دون الكشف عن تفاصيل المناقشات أو نتائج اللقاء.
ويسعى الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي إلى إنهاء هجوم حركة "إم 23" المتمردة دبلوماسياً أو عسكرياً بطلب الدعم من تشاد واستعادة الاستقرار في المنطقة.
ويعد شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ساحة لمنافسة جيوسياسية حادة بين الدول المجاورة، حيث تتداخل الدوافع الأمنية والعرقية والاقتصادية مع الطموحات الإقليمية.
وتتعزز هذه العوامل بفعل ضعف الدولة الكونغولية الناتج عن عقود من الصراعات المستمرة.
وبحسب "فرانس برس"، قدر مصدر دبلوماسي الأسبوع الماضي أن أوغندا لديها ما بين 8000 و 10 آلاف جندي في جمهورية الكونغو الديمقراطية بما في ذلك حوالي 1000 أرسلوا في نهاية يناير كانون الثاني الماضي، بينما لا تصرح كمبالا بالرقم الدقيق لقواتها في الكونغو الديمقراطية، ما يؤشر إلى إمكانية توسع دائرة الحرب في الكونغو الديمقراطية.
وذكر الأكاديمي المهتم بالشأن الإفريقي محمد حسين أن أوغندا تفضل إدارة الأمور بحذر شديد، مشيرا إلى أنها نشرت قواتها في المنطقة تحت ذريعة حماية حدودها.
وقال حسين لـ "إرم نيوز": تأتي هذه الخطوات نتيجة مخاوف من أن تسيطر رواندا على الأوضاع، ما قد يهدد وجود أوغندا في شرق جمهورية الكونغو.
وأشار حسين إلى أنه في الوقت نفسه، ووفقاً لآراء الخبراء من الأمم المتحدة، فإن كمبالا تعمل بالتوازي على تعزيز علاقاتها مع حركة "إم 23"، حيث تتيح لهم استخدام أراضيها كنقطة انطلاق ولتوفير الدعم اللوجستي.
وأكد أن هذه الاستراتيجية تمنح أوغندا القدرة على المحافظة على نفوذها بين الأطراف المتنازعة، سواء من الحكومة أو المتمردين، مما يعكس تعقيد العلاقات السياسية والأمنية في المنطقة.
وكان مجلس الأمن الدولي أدان رواندا بشكل صريح لأول مرة، في أواخر فبراير شباط الماضي، مطالباً جيشها بوقف دعم متمردي حركة "إم 23" وإنهاء أعمال العنف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ورأت الكاتبة والباحثة الأكاديمية سامية عبد الله، المهتمة بقضايا العنف في الساحل الإفريقي، أن الوضع يستدعي تدخلًا دوليًا أقوى.
وقالت إن الدور الرواندي يعمل على زعزعة الاستقرار في الكونغو، مطالبة بتفعيل دور الأمم المتحدة بشكل أكبر.
وأشارت إلى أهمية بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو مشددة على ضرورة أن تضغط الأمم المتحدة بقوة لوقف العنف وحماية المدنيين.
وأكدت أن "وقف التمرد يعني استقرارًا كاملًا، ما يؤدي إلى تحسين الوضع الاقتصادي في هذه المنطقة الاستراتيجية".
كما أكدت ضرورة تضافر الجهود الدولية لدعم استقرار الكونغو ووقف تصاعد الصراع، لما لذلك من انعكاسات إيجابية على المنطقة بأكملها.