هيئة البث: توقف حركة الطيران المدني في مطار بن غوريون الدولي عقب قصف استهدف تل أبيب

logo
العالم

الاقتصاد أولاً.. لماذا تغيب الحرب الروسية الأوكرانية عن قمة "بريكس"؟

الاقتصاد أولاً.. لماذا تغيب الحرب الروسية الأوكرانية عن قمة "بريكس"؟
الرئيس الروسي فلاديمير بوتينالمصدر: رويترز
21 أكتوبر 2024، 11:41 ص

مع تصاعد الحرب الروسية-الأوكرانية، تتجه أنظار العالم، غدًا الثلاثاء، إلى "قازان"، عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، حيث ستنعقد قمة "بريكس" بمشاركة عدد من رؤساء الدول.

وتحت شعار "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين"، تتولى موسكو رئاسة مجموعة "بريكس" لهذا العام، ومنذ توليها الرئاسة نظمت أكثر من 200 فعالية سياسية، اقتصادية، واجتماعية.

أخبار ذات علاقة

سيول تستدعي سفير موسكو للاحتجاج على نشر قوات كورية شمالية في روسيا

وفي ظل تصاعد الاستقطابات الدولية، يأمل الكرملين أن تصبح "بريكس" قوة موازية للهيمنة الغربية، خاصة بعد انضمام دول مثل مصر والسعودية، والإمارات فضلا عن البرازيل، والهند، والصين، وروسيا وجنوب إفريقيا.

وتعد المجموعة إحدى ركائز السياسة الخارجية الروسية.

وقبل انعقاد القمة، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مناقشة إنشاء نظام دفع خاص لمجموعة "بريكس"، ليكون منافسًا لنظام سويفت المالي العالمي الذي استُبعدت منه روسيا في عام 2022.

وتستهدف روسيا من استضافة القمة في قازان إثبات أنها ليست معزولة دولياً، وأن لديها شركاء وحلفاء في جميع أنحاء العالم، في إطار سعيها لنقل مركز الثقل الدولي من الغرب إلى مناطق أخرى.

وفي خطوة مفاجئة، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن النزاع الأوكراني لن يكون جزءًا من جدول أعمال قمة "بريكس" في قازان، لكنه أشار إلى أن لكل مشارك الحرية في مناقشة الموضوع إذا أراد ذلك.

التوجه الاقتصادي لمجموعة "بريكس"

أوضح الدكتور رامي القليوبي، أستاذ زائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، أن غياب الحرب الروسية الأوكرانية عن جدول أعمال القمة يرجع إلى أن "بريكس" هي في الأساس تجمع اقتصادي وليس سياسي. تضم المجموعة اقتصادات صاعدة مثل الصين، الهند، البرازيل، روسيا، وجنوب إفريقيا، وبالتالي يأتي الملف السياسي في مرتبة ثانوية في المناقشات.

وأضاف القليوبي أن لقاءات الرؤساء في قمة "بريكس" ترسل رسائل مهمة إلى الغرب بأن روسيا ليست في عزلة، وأن التكتل لا يُعتبر معادياً للغرب. كما أشار إلى أن تجمع "بريكس" يمثل قوة اقتصادية هائلة، حيث يشمل نحو 40% من سكان العالم، و28% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويستحوذ على 25% من التجارة العالمية، مما يجعله منافساً قوياً لمجموعة الدول السبع.

تجنب تسييس القمة

من جانبه، أكد الدكتور محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن روسيا تسعى في جميع محافلها الاقتصادية إلى تجنب تسييس الاجتماعات، مشيرًا إلى أن فشل قمة العشرين الأخيرة، حسب رأيه، يعود إلى محاولة الغرب إدراج الأزمة الأوكرانية في البيان الختامي.

وأضاف الأفندي أن قمة "بريكس" تركز على القضايا الاقتصادية، وليس على التحالفات السياسية أو العسكرية؛ ولذلك يعد الحديث عن الحرب الروسية الأوكرانية أمرًا بعيدًا عن هذا الاجتماع. كما أكد على أن قادة "بريكس"، بما في ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الهندي، أكدوا أن التكتل لا يُعتبر ضد الغرب، ولا ينوي أن يكون تحالفاً غربياً.

قمة اقتصادية خالصة

رغم أن روسيا ترأس وتستضيف اجتماع قمة "بريكس" هذا العام، إلا أنها تبتعد عن إدراج الأزمة الروسية الأوكرانية في جدول الأعمال، كما حدث في قمة "بريكس" العام الماضي في جنوب إفريقيا.

وأكد الأفندي أن إدراج الأزمة الأوكرانية في أي اجتماع اقتصادي سيؤدي إلى تسييسه ويمنع إصدار بيان ختامي للقمة، مبينا "أن القمة ليست عسكرية ولا سياسية، بل اقتصادية، والحرب الروسية الأوكرانية خارج المعادلة".

وأشار إلى أنه من الممكن مناقشة الأزمة في اللقاءات الجانبية على هامش القمة، لكنه شدد على أن الدول المشاركة اتفقت على عدم إقحام الأزمة لضمان نجاح القمة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC