تنياهو: نحارب على 7 جبهات ونحقق الانتصار ضد أعدائنا

logo
العالم

فرنسا.. هل يتراجع "التجمع الوطني" عن لوبان لصالح بارديلا؟

فرنسا.. هل يتراجع "التجمع الوطني" عن لوبان لصالح بارديلا؟
مارين لوبان وجوردان بارديلاالمصدر: رويترز
16 نوفمبر 2024، 7:37 م

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تتصاعد التكهنات داخل حزب التجمع الوطني بشأن إمكانية تراجع مارين لوبان عن الترشح لصالح خليفتها الشاب جوردان بارديلا، الذي يتولى رئاسة الحزب منذ عام 2022. 

وتؤكد لوبان أنها مستعدة لخوض السباق الرئاسي مرة أخرى، في حين تشير تحركات بارديلا وتصريحاته إلى احتمال وجود "خطة بديلة" قد تجعل منه المرشح القادم للحزب.

أخبار ذات علاقة

مخاوف من "عصيان مدني".. أزمة في فرنسا بسبب "ميزانية 2025"

ويرى جان إيف كامو، الخبير المعروف في شؤون اليمين المتطرف، أن مارين لوبان تُدرك أن تقديم مرشح شاب مثل جوردان بارديلا يعزز صورة التجمع الوطني كحزب قادر على التجديد دون التخلي عن قاعدته الشعبية.

وأضاف كامو، لـ"إرم نيوز"، أنه "مع ذلك، فإن بقاءها على رأس الترشحات الرئاسية يُبرز سيطرتها المطلقة على الحزب، ما قد يُعيق بارديلا من الاستقلالية الكاملة لفرض شخصيته كزعيم مستقبلي".

بدورها، قالت المحللة السياسية آن-لور بونيل، المتخصصة في تحليل الإستراتيجيات السياسية، إن "جوردان بارديلا يُستخدم كأداة لتعزيز الحزب في الأوساط الشابة والمعتدلة.

وأوضحت لـ"إرم نيوز"، أنه مع التحديات القانونية والسياسية التي قد تواجه مارين لوبان، قد يكون بارديلا هو الخيار الأكثر أماناً للحزب إذا قررت لوبان التنحي. هذا التوازن الدقيق بين تأكيد دور بارديلا واحترام زعامة لوبان هو ما سيحدد مستقبل الحزب في الانتخابات المقبلة".

وتابعت: "بينما يواصل التجمع الوطني إعادة تشكيل صورته، يبدو أن العلاقة بين مارين لوبان وجوردان بارديلا تعكس تكاملاً مرحلياً أكثر منه صراعاً داخلياً".

ووفقاً للباحثة السياسية الفرنسية، فإنه "مع ذلك، يبقى النجاح في الحفاظ على وحدة الحزب مرهوناً بقدرة الطرفين على التكيف مع تحديات السياسة الفرنسية المتغيرة".

f5de7700-4240-4c91-8bbe-b48c952ad53f

ومنذ هزيمتها أمام إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تعمل مارين لوبان بلا كلل لتعزيز شعبيتها وإعادة ترتيب صفوف حزبها.

ولوبان، التي تترأس التجمع الوطني منذ أكثر من عقد، أكدت أنها تواصل الاستعداد لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقالت في تصريحات سابقة: "أنا الوحيدة في الحزب التي تجهز نفسها لهذا الدور منذ عام 2022".

ومع ذلك، تواجه لوبان تحديات كبيرة، من بينها الضغط الإعلامي، وانتقادات المعارضين، بالإضافة إلى حاجتها لتعزيز حضور الحزب في المناطق التي لا يزال اليمين المتطرف يواجه فيها مقاومة.

848d5d6e-9392-4dc3-a0f8-edc0f7b430ef

جوردان بارديلا، الذي صعد إلى قمة هرم التجمع الوطني بعمر 27 عامًا فقط، يبدو أنه الوجه الجديد الذي يسعى الحزب لتقديمه كرمز للحداثة والتجديد. من خلال جولاته في أنحاء فرنسا للترويج لكتابه الجديد "ما أسعى إليه"، يبرز بارديلا كشخصية كاريزمية قادرة على كسب التأييد، خاصة بين الشباب والفئات المعتدلة التي قد تكون مترددة تجاه لوبان.

وبارديلا أكد في لقاءاته أنه يركز على ترسيخ مكانة الحزب وليس الترشح للرئاسة في الوقت الحالي. ومع ذلك، يرى مراقبون أن أسلوبه وتصريحاته تعكس طموحًا خفيًّا لتولي هذا الدور في حال تراجعت لوبان.

من جهته، قال المحلل السياسي الفرنسي جون باتيست لوكلير: "إذا قررت لوبان الترشح، سيبقى بارديلا داعمًا قويًّا لها. ولكن إذا واجهت ضغوطًا كبيرة أو شعرت أن فرصها ضعيفة، قد يصبح بارديلا البديل الطبيعي".

في المقابل، ترى آن ماري دوبريه، خبيرة في شؤون الأحزاب الفرنسية، لـ"إرم نيوز"، أن بارديلا هو الاستثمار طويل الأمد للتجمع الوطني. وتضيف: "الحزب يهيئ بارديلا كواجهة جديدة تبتعد عن الجدل التاريخي المرتبط بلوبان".

ما وراء الكواليس.. إشارات على التحضير للبديل

وفي حين تستمر لوبان في لعب دور القائدة، تشير بعض التحركات داخل الحزب إلى احتمال وجود تحضيرات لخطة بديلة.

ومن بين هذه الإشارات، دعم لوبان الواضح لبارديلا في وسائل الإعلام؛ مما يعزز صورته كزعيم مستقبلي، وتركيز بارديلا على قضايا قد تستقطب الناخبين المعتدلين، مثل البيئة والاقتصاد، كذلك الصمت النسبي من لوبان حول مستقبلها السياسي بعد الانتخابات المقبلة، مقارنة بتصريحاتها الواضحة في السابق.

السيناريوهات المحتملة

يطرح الخبراء عدة سيناريوهات بشأن الانتخابات المقبلة:

أولا: استمرار لوبان كمرشحة أساسية مع دعم قوي من بارديلا.

ثانيا: اختيار بارديلا كمرشح مفاجئ إذا تراجعت فرص لوبان.

ثالثا: اعتماد إستراتيجية مزدوجة، حيث يلعب بارديلا دورًا محوريًّا في الحملة لتعزيز فرص الحزب بغض النظر عن المرشح.

ويبقى السؤال الأبرز: هل يشهد حزب التجمع الوطني تحولًا إستراتيجيًّا بقيادة جيل جديد، أم أن مارين لوبان ستحتفظ بموقعها كزعيمة الحزب بلا منازع؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات