عاجل

نائبة رئيس فنزويلا: مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة غادر البلاد

logo
العالم

بريطانيا.. تحقيق سري لـ"التايمز" يكشف تفاصيل صادمة في سجن "بدفورد"

بريطانيا.. تحقيق سري لـ"التايمز" يكشف تفاصيل صادمة في سجن "بدفورد"
28 مارس 2024، 2:25 م

توصّل تحقيق سري أجرته صحيفة "التايمز" البريطانية، إلى أن الموظفين داخل سجن "بدفورد" وسط إنجلترا يمكنهم دخول السجن دون تفتيش، وأن المجنّدين الجدد يعملون دون تدقيق شامل، كما توصّل إلى وجود تعاطٍ للمخدرات، ناهيك عن أن مباني السجن موبوءة، ومليئة بالفئران والصراصير.

وأشارت الصحيفة إلى أن تحقيقا عاجلا أطلقته السلطات حول أمن السجون في بريطانيا، بعد أن تمكّن صحفي من إخفاء هويته والتسلل إلى أحد السجون من خلال التقدم لوظيفة داخل السجن، ما مكنّه من التفاعل مع السجناء دون تفتيش أمني.

وتقول الصحيفة إنه تم تعيين مراسل لصحيفة "التايمز" من قبل إحدى وكالات التوظيف للعمل داخل سجن "بدفورد"، في ظل نقص الموظفين على الصعيد الوطني.

ونقلت الصحيفة مشاهدات مراسلها الصحفي التي تمكّن من رصدها أثناء عمله في سجن "بدفورد"، الذي استمرّ ثمانية أيام.



لا حراسة على الماسحات

وتقول الصحيفة، إن مراسلها الصحفي لاحظ عدم وجود حراسة على الماسحات الضوئية الأمنية عند المدخل الأمامي للسجن عندما وصل للعمل.

وأضافت أنه قد سُمح للصحفي ولعدة أشخاص آخرين بالسير داخل السجن، وصولاً إلى أجنحة السجناء دون إجراء أي من عمليات التفتيش الأساسية.

وتابعت أنه وحتى عندما كان هناك موظفون أمنيون، فإنهم كثيرًا ما يقولون إنه لم يتم تدريبهم على استخدام الماسحات الضوئية كما هو مفترض بموجب القواعد الحكومية المتبعة.

ونقلت الصحيفة عن موظفين داخل السجن قولهم، إن عمليات التفتيش المناسبة "نادرًا ما تحدث" في الصباح الباكر، عندما يصل الكثيرون لمناوباتهم.

وقد تمكّن مراسل صحيفة "التايمز" مراراً وتكراراً من دخول السجن دون فحص متعلقاته بحثاً عن أي مواد مهربة مثل المخدرات أو الأسلحة.

وأفادت الصحيفة أن سجن "بدفورد" مصنف من الدرجة "ب"، ويُستخدم في الغالب لإيواء السجناء ممن ينتظرون المحاكمة، وممن هم معرّضون للخطر الشديد خلال الحبس الاحتياطي.

ويضم سجن "بدفورد" نحو 400 سجين، وهم غالبًا ما يكونون خطرين، ومن الممكن أن يكون من بينهم  قتلة ومغتصبون.



سجون عنيفة

وأضافت الصحيفة أن سجن "بدفورد" هو واحد من بين خمسة سجون في إنجلترا  تم إخطارها بشكل عاجل لإجراء عمليات تطوير وتحسين من قبل مفتشيّة السجون خلال ما يزيد قليلاً عن عام، بعد أن تبيّن أنها تحتوي على مستويات مرتفعة من الاعتداءات العنيفة ضد الموظفين في سجون الذكور البالغين في إنجلترا وويلز.

وتشدّد الصحيفة على أن السجون في جميع أنحاء المملكة المتحدة تشهد أزمة، حيث لا يتمكّن العديد منها من تعيين أو الاحتفاظ بعدد كافٍ من الضباط للتعامل بشكل آمن مع الأعداد المتزايدة من السجناء.

وتشير الأرقام إلى أن جميع السجون تقريبًا في جميع أنحاء إنجلترا وويلز تعاني من كونها إما ممتلئة بالفعل، أو تقترب من طاقتها القصوى.



إجراءات طارئة

وتقول الصحيفة، إن الحكومة نفّذت خلال الأسابيع الأخيرة، عددا من الإجراءات  الطارئة، من بينها السماح بالإفراج عن بعض السجناء، بما في ذلك المجرمون العنيفون، لمدة تصل إلى 60 يومًا قبل انتهاء مدة عقوباتهم، ما أثار غضب الجناح اليميني لحزب المحافظين.

وقد حذّر مسؤلون بريطانيون رئيس وزرائهم، ريشي سوناك، من أن هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات بشكل عاجل تجاه السجون في البلاد؛ بسبب ما قالوا إنها معرّضة لخطر تقلّص مساحتها في غضون أسابيع، مما قد يُثير أعمال شغب.

كما وجد تحقيق "التايمز" أن السكاكين والأدوات الخطيرة والمخدرات تدخل إلى سجن "بدفورد"، وأن السجناء كانوا يُدخّنون المخدرات علناً، فيما لم يحاول الحراس منعهم.

وذكرت الصحيفة أنه تم تعيين مراسلها الصحفي للبدء في العمل في السجن بعد أقل من ثلاثة أسابيع من تقديمه الطلب، وأن ذلك تم دون إجراء فحوصات شاملة لتوظيفه أو إخضاعه لفحص موظفي السجن.

وأشارت إلى أنه تم تعيين مراسلها الصحفي السري بموجب عقد مؤقت للعمل في سجن "بدفورد" كمرافق داخل السكن، وسُمح له بارتداء الزي الرسمي للموظفين وحمل مفاتيح أجنحة السجناء.

افتقار للخبرة

وبينما كان متخفيًا، اطّلع مراسل "التايمز" على تقرير لمفتشي السجن يفيد بأن مباني السجن قذرة ومليئة بالجرذان والصراصير، وذكروا أن مستويات العنف كانت مرتفعة للغاية، وأن هناك نقصًا في عدد الموظفين، وأن العديد من الضباط يفتقرون للخبرة، وغالبًا ما يتمّ حبس السجناء في زنازينهم لمدة تصل إلى 23 ساعة يوميًّا، مما يساهم في ارتفاع معدلات العنف.

وذكرت الصحيفة حادثة سيطرة سجناء في "بدفورد" على أجزاء من السجن عام 2016، فيما وصفته هيئة العاملين بالسجن بأنه حادث خطير، ودفعت السلطات وقتها بأعداد إضافية من ضباط السجون من شتى أنحاء بريطانيا والشرطة المحلية للمساعدة في استعادة السيطرة على السجن.



وضع مقلق

وتشدد الصحيفة على أن أمن السجون في بريطانيا يشكل مصدر قلق خاص للسلطات، بعد أن تمكن الجندي السابق، دانييل خليفة، البالغ من العمر 22 عاماً، الذي كان مسجونا في "بدفورد" بتهم تتعلق بارتكاب جرائم إرهابية مزعومة، من الهروب من السجن في سبتمبر/ أيلول الماضي، عن طريق الاختباء تحت شاحنة توصيل الطعام، ومن المقرر أن يمثل خليفة للمحاكمة هذا العام.

وأفادت الصحيفة أن السجون في بريطانيا وويلز تضمّ أكثر من 87 ألف نزيل، نحو 84 ألفًا منهم من الرجال.

وتشير أرقام وزارة العدل البريطانية إلى أن سجون الرجال وصلت إلى 99.5% من طاقتها الاستيعابية، ولم يتبقّ منها سوى أقل من 500 مكان شاغر.

وردًّا على التحقيق السري لصحيفة "التايمز"، أمر وزير العدل البريطاني، أليكس تشالك، بإجراء تحقيق حول مقاولي السجون، وطلب "توضيحا عاجلا" حول مدى مواءمة الإجراءات المتبعة.

وذكرت وزارة العدل البريطانية أن جميع موظفي السجن وزوّاره "يخضعون للتفتيش بشكل منتظم وعشوائي"، وأنه لا يوجد دليل على وصول أدوات غير قانونية للسجناء.

وقالت الوزارة، إن السجن يتبع "نهج عدم التسامح مطلقًا" مع المخدرات، وسيتم معاقبة من يُعثَر عليها معهم، وأن "مجموعات الدعم الميداني لا ينبغي أن ترافق السجناء دون وجود ضابط".

وقالت وزارة العدل، إن المراسل السري تم تعيينه لفترة وجيزة كعامل مؤقت، مع فرض قيود على "الوصول والواجبات" المنوطة به، وأن المفاتيح التي كانت بحوزته لا يمكن أن تفتح أبواب زنزانة السجناء.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC