صحة غزة: ارتفاع عدد القتلى إلى 921 منذ استئناف إسرائيل ضرباتها على القطاع
تعج غرف الدردشة اليمينية المتطرفة بالنشاط، إذ يخطط المتطرفون لاستخدام ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسنوات الأربع المقبلة كـ"مساحة للتنفس"، ويتطلعون إلى التوسع، وفق صحيفة "الغارديان".
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير لها، إنه بعد مرور أسبوع واحد على إدارة ترامب الثانية، كان الحكم بين نشطاء اليمين المتطرف والنازيين الجدد هو أن السنوات الأربع المقبلة ستكون وقتًا للاسترخاء والتنظيم والاستفادة من الصحوة الشعبية للفاشية الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن أحد حسابات النازيين الجدد المبهجة على منصة "تليغرام"، قوله في منشور تمت مشاهدته أكثر من 1000 مرة: "كن مستعدًا لصرف السنوات الأربع القادمة.. احصل على الحقيبة، وتسلل إلى المؤسسات القائمة بالسلطة، وابنِ مؤسسات جديدة بينما لدينا مساحة للتنفس، واهدم أي شيء يساري".
ولفتت "الغارديان" إلى أن القلق في أقصى اليمين كان مرتفعًا خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، التي ترأست مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي فكك بشكل عدواني الجماعات المتطرفة اليمينية من كل نوع، جنبًا إلى جنب مع التحقيقات الضخمة في أحداث 6 يناير/كانون الثاني عام 2021، التي أسفرت عن القبض على الآلاف من المشتبه بهم.
وتابعت: "حتى في غرف الدردشة عبر الإنترنت، طردتهم شركات التكنولوجيا الكبرى وأبلغت عنهم السلطات، بينما شوهت الثقافة السائدة تصرفاتهم العنصرية".
واستدركت الصحيفة بالقول: "لكن الآن الأمور مختلفة. ووصفت وسائل الإعلام تحية الملياردير إيلون ماسك بأنها مجرد لفتة غير مناسبة، كما أصدر ترامب عفوًا عن 1500 شخص شاركوا في هجوم 6 يناير/كانون الثاني عام 2021، في اليوم الأول من رئاسته".
وبحسب "الغارديان"، تابع منشور الحساب النازي نفسه بالقول: "اليسار منهك وغير محبوب للغاية، وقد تخلى عنه داعموه من أنصار التكنولوجيا.. والآن هو الوقت المناسب للدفاع عن أنفسنا علنًا.. والآن هو الوقت المناسب للانتقال من الدفاع والنجاة إلى التنظيم والتحرك السريع".
ويبدو الشعور بين النازيين الجدد المتسارعين، وهي طائفة متطرفة تدعو إلى أعمال إرهابية لإسقاط المجتمع، غير مبالٍ بنفس القدر، وهم يُجمعون على أن الوقت ليس مناسبًا للخروج تمامًا من الظل، إلا أنه وقت للاحتفال بنهاية حكومة الولايات المتحدة التي يسيطر عليها الديمقراطيون، وفق تقرير الصحيفة.
ولفت التقرير إلى منشور لمجموعة "The Base" الإرهابية النازية الجديدة، المحظورة على العديد من تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "VKontakte" التي يسيطر عليها الكرملين الروسي، يوم تنصيب ترامب بهدف التفاخر بشكل خفي.
وكانت المجموعة قد نشرت صورة لأربعة أعضاء من الولايات المتحدة في مكان ما في منطقة أبالاشيا في الولايات المتحدة، وتضمنت الصورة أكبر عدد من الأعضاء الأمريكيين في صورة واحدة منذ أكثر من عام.
ونقلت دعوة أحد النازيين الجدد البارزين الآخرين، والعضو السابق في المجموعة، لمتابعيه على "تليغرام"، بأن "يروا الفرصة سانحة" في السنوات الأربع المقبلة.
وقال: "إن سكان أمريكا الجنوبية يبكون على الحدود مع إغلاق تطبيق CPB1، وإلغاء رحلات اللاجئين، واصطفاف رجال الدوريات الحدودية عند نقاط الدخول.. هذه هي نتاج الإرادة السياسية المنظمة على النظام" وفق تعبيره.
وأضاف:"بالطبع يمكننا أن نفعل ما هو أفضل، وهذا بالضبط ما أدعو إليه".
وذهبت مجموعات أخرى إلى أبعد من ذلك، فدفعت بأحلامها المعادية للأجانب والمناهضة للهجرة، واستولت على تكتيكات النشطاء للقيام بذلك، وفق التقرير.
وأشار تقرير الصحيفة إلى دعوة شبكة آريان للحرية، وهي منظمة سياسية نازية جديدة لها فروع في جميع أنحاء البلاد، الأعضاء إلى "العثور على الشركات التي توظف أو تؤوي الأجانب غير الشرعيين، والإبلاغ عنها إلى هيئة إنفاذ الهجرة والجمارك".
وقالت الشبكة: "لكي نتمكن جميعًا من وقف الاستبدال العظيم وإنقاذ وظائف الطبقة العاملة البيضاء، يجب على كل قومي أبيض أن يقوم بدوره لإنقاذ أمريكا البيضاء! إذا كنت تعرف شركة أو أفرادًا يساعدون الغزاة، فأبلغ عنهم على الروابط الآتية أدناه".
وتشارك أيضًا "الأندية النشطة" الجديدة، وهي مجموعات فنون قتالية مختلطة نازية جديدة وعنصرية ظهرت في صالات الألعاب الرياضية والمدن في جميع أنحاء البلاد، بهذه الدعوات.
وظهرت منشورات عبر تطبيق "تليغرام" تابعة للحركة من فروع في كاليفورنيا وتينيسي وأريزونا وبنسلفانيا وولايات أخرى في الولايات المتحدة، تعلن أنها "ستضغط على الإدارة" لمواصلة عمليات الترحيل الجماعي.
ونقلت "الغارديان" عن محلل الإرهاب في مشروع مكافحة التطرف ومقره نيويورك، جوشوا فيشر بيرش، قوله : "ترى هذه المجموعات السنوات الأربع المقبلة كمزيج من الإيجابيات والسلبيات، ولكنها في العموم فرصة لتوسيع حركتها".
وأضاف "تركز الجماعات اليمينية المتطرفة على عمليات الترحيل الجماعي، وتسعى إلى كسب المجندين المحتملين من خلال التركيز على هذه القضية".
وأشار بيرش إلى أن "عدم ثقتهم العميقة بالحكومة ومعاداتهم المتطرفة للسامية لم تختفِ".
وختمت الصحيفة بالقول: "لسنوات عديدة، رأى اليمينيون المتطرفون أن ترامب خائن عرقي، ورجل لديه أحفاد يهود من ابنته إيفانكا وزواجها بغاريد كوشنر".