يطرح الهجوم الإيراني على إسرائيل بداية أكتوبر والرد الإسرائيلي ليلة السبت تساؤلًا حول من انتصر في "حرب الصورة".
فعلى حين نجحت إيران في استقطاب الأنظار بصور وفيديوهات لصواريخها المندفعة نحو أهدافها، كان الرد الإسرائيلي أكثر تحفظًا، وغابت عن مشهده التغطية الإعلامية القوية.
الصواريخ الإيرانية
يرى محللون أن الضربة الإيرانية حازت على تغطية إعلامية مكثفة منذ الإعلان عن إطلاق الصواريخ وحتى بعد وصولها لأهدافها في إسرائيل، وحظي المشهد بصور ومقاطع مصورة تداولها ناشطون وحسابات ووسائل الإعلام حول العالم.
صواريخ عبرت مسافة طويلة في السماء، شاهدها سكان عدة دول، ومقاطع وثقت لحظة ارتطامها بالأرض، عدا عن صواريخ لم تكمل طريقها وتناثرت أجزاؤها في الأردن، وحظيت هي الأخرى بالتغطية والتصوير.
تفاعُل الإدارة الأمريكية مع الضربة الإيرانية كان لافتًا، إذ قطع الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس إجازتيهما لمتابعة تطورات الحدث.
في المقابل، لم تشهد الضربة الإسرائيلية، رد فعل مماثلًا من الإدارة الأمريكية، فاكتفى بايدن وهاريس بالمتابعة عن بعد ولم يقطعا إجازتيهما، ما دفع بعض المحللين لعدِّ ذلك دلالة على التفضيل الدبلوماسي للإبقاء على قنوات التفاوض مفتوحة مع إيران.
الضربة الإسرائيلية.. غياب "هالة النار "
الضربات الإسرائيلية منذ بدئها، لم تنتشر لها أي صور أو مقطاع توضح حقيقة ما يجري، ولم يتداول الناشطون ووسائل الإعلام لحظة بدء الهجوم، سوى مقطع صور على خجل لعمود دخان يتصاعد من منطقة بالقرب من مرقد الإمام الخميني.
هالة النار التي صاحبت الضربة الإيرانية غابت عن الضربة الإسرائيلية، رغم أن إسرائيل كانت تستطيع التقاط مشاهد لعملياتها في إيران ونشر مقاطع وصور تظهر التفجيرات و"كرة النار" كما حدث عندما ضربت ميناء الحديدة، ووقتها صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن دول الشرق الأوسط جميعها شاهدت النار في معاقل الحوثيين في اليمن، وهي رسالة إلى أعداء إسرائيل جميعهم.
تحجيم أمريكي
التدخل الأمريكي جاء في صالح تحجيم الهجوم الإسرائيلي، إذ أفادت "وول ستريت جورنال" أن الضربات جاءت محدودة ومتفق عليها بين بايدن ونتنياهو.
ووُجِّهت نحو أنظمة الدفاع الجوي، ومواقع إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية.
مشهد يرى فيه مراقبون أن لا مصلحة أمريكية في توجيه إهانة لطهران بعد سلسلة خسائرها وأذرعها منذ بدء الحرب، كي تحافظ على الطرف المفاوض الذي ما زال يملك قرار الميليشيات الموالية له في المنطقة، في انتظار القادم الجديد للبيت الأبيض.